تحقيقات وتقارير

(موية رمضان) من ظاهرة إلى عادة سودانية و بلوبلو وصفتها بالضارة

ما أن يهل شهر شعبان حتى تبدأ أسرة العروس المرتقبة (المخطوبة)، أو التي عقد قرانها في إعداد مايسمى (موية رمضان)، بغرض تقديمها لأسرة العريس والتي مؤخراً باتت تأخذ طقوساً واشكالاً مختلفة، تتفاوت من أسرة لأخرى، وأصبحت تقدم الدعوة للأقارب لحضورها والاحتفاء بها، وتشمل (الموية) جميع متطلبات رمضان الأساسية، وهي أواني وتضم (جميع الأنواع من الصينية الى الملعقة) ومواد تموينية منها (سكر، حلو مر، بلح، دقيق، شاي، لبن، صلصة، بصل، ويكة، كركدي، تبلدي، عرديب، قمر دين، تين، وغيرها) إلى جانب مصحف وعدد من السبح الالكترونية والعادية.

وفي هذا الصدد استطلعت (آخر لحظة) عدداً من الأسر حول هذه الظاهرة، التي أوشكت أن تصبح عادة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فكانت هذه إفاداتهم.
بدايه التقينا الحاجة علوية التي وصفت (موية رمضان) بأنها ظاهرة جميلة، وتعمل على تقوية العلاقة بين أسرتي العروسين، مستدلة في ذلك بقول الرسول الكريم (تهادوا تحابوا)، وقالت علوية للصحيفة: إن كثيراً من النسابة يترقبون رمضان ليعرفوا ماذا أعدت لهم زوجة ابنهم المسقبلية؟ خاصة وأنها باتت تعتبر نوعاً من التقييم لأسرة العريس.

-محاسن عوض لم تتفق مع الحاجة علوية وقالت: إن الظاهرة لا تخرج من إطار البوبار والمفاخرة، التي نهى عنها الدين، وقالت إنها تشكل عبئاً على الأسر، وتكاليف إضافية ليست الأسر في حاجة لها، وتساءلت كيف كانت تصوم أسرة العريس قبل خطوبة ابنهم أو عقد قرانه، حتى ينتظروا من أسرة العروس أن تجلب لهم كل مستلزمات رمضان.. وأضافت أنها ضد هذه الظاهرة، وتمنت أن تحارب لا أن تأخذ طريقها لأن تصبح عادة.

-العروس آية محمد التي تم عقد قرانها قبل أشهر قالت ضاحكة: (جيتوني في وجع)، فأنا الآن أقوم بإعداد (موية رمضان) لأهل زوجي خاصة وأنه مغترب، ويومياً أذهب الى السوق ومحلات الأواني لاختيار أفخم وأجود الأنواع، وقالت هذه ظاهرة مرهقة مادياً ومعنوياً، خصوصاً وأن الكثيرين من الذين يقومون بإعداد (موية رمضان) يقومون بالتصوير ورفع هذه الصور في مواقع التواصل، مما يشكل عبئاً إضافياً في جلب محتويات إضافية، الى جانب التزيين وطريقة العرض، وختمت حديثها بأن تحارب العادة وتحارب الصور.

أما الفنانة حنان بلوبلو فقد قالت لنا: إن (موية رمضان) أصبحت عادة مرهقة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر، وأضافت بإنها إرهاق لأسرة العروس وزيادة تكلفة وقالت (أنا عن نفسي ضد هذه العادة ولا أحبذها) ووصفت أسر العرسان الذين يقومون بإعفاء أهل العروس من عادتي (موية رمضان وفطور العريس) بالأسر العاقلة والمتفهمة.

الخرطوم: دعاء محمد
صحيفة آخر لحظة