مضحكة القرن.. كسرة جديدة للفاتح جبرا!!

* ضحكت حتى بانت نواجذي عندما قرأت في عمود الأخ (عثمان ميرغني)، أن الحكومة تخطط لبناء مطار خاص في شرق النيل لهبوط واقلاع طائرات المرحومة سودانير، ويبدو أن الحكومة تفكر في مسايرة الموضة، حيث درجت الدول على تخصيص مدارج إقلاع وهبوط خاصة لطيرانها الوطني، خاصة وقد ورد من اثيوبيا خبر عن عزم الحكومة الاثيوبية على تطوير مطار اديس، وتخصيص جزء خاص لشركة الخطوط الاثيوبية، مما اثار غيرة الحكومة السودانية فرأت إنشاء مطار خاص بالخطوط الجوية السودانية، أسوة بربيبتها ورصيفتها الخطوط الاثيوبية، ولكن أين سودانير التي ماتت وشبعت موتاً من الاثيوبية التي صعدت الى عنان السماء وصارت من أميز خطوط الطيرانه العالمية، رغم أنها والسودانية ولدتا في فترة زمنية واحدة لا يفصل بينهما سوى عام واحد فقط، ولا بد ــ وكما قال عثمان ــ أن يكون وراء هذا المطار مأكلة أخرى !!

* الاثيوبية التي تريدون تقليدها، يا حكام البؤس والشقاء، تصنع كل يوم انجازاً جديداً، وتحصل على جائزة جديدة، وتطير الى مدينة جديدة، وتفتح محطة جديدة وتشترى طائرة جديدة، وتؤهل طياراً ومهندساً جديداً، وتكسب آلاف الزبائن الجدد حول العالم، وترفد اقتصاد بلادها بمكاسب جديدة، وللعلم فهى تسهم بقدر كبير في ميزانية تشييد (سد النهضة) الذي سيجعل إثيوبيا المنتج والمُصِّدر الأول للكهرباء في أفريقيا بعد أقل من 5 سنوات!!
* تاسست الاثيوبية في 1945 وطارت في 1946، بينما تأسست سودانير في 1946 وطارت في 1947، ولكن أين هما الآن ؟!

* سودانيرالله يرحمها، وأما الاثيوبية فهي جوهرة الطيران الافريقي لا تنافسها الا الخطوط الجنوب إفريقية، وتجتهد لكى تصبح في عام 2025 الأولى بلا منافس، ليس في نوع الخدمة وعدد الطائرات فقط، بل في كل شيء، من السفريات الى خدمات الشحن والخدمات الارضية والاسطول الجوى ومراكز الصيانة وأكاديمية الطيران والمحطات الخارجية والداخلية..إلخ ..!!

* تمتلك الخطوط الاثيوبية وهي شركة حكومية مائة في المائة 58 طائرة منها 6 طائرات شحن ضخمة (بوينج 777 وبوينج 757) و52 طائرة ركاب (4 بوينج 787 ، و5 بوينج 777 و12 بوينج 767، و31 طائرة بوينج وبومباردير متوسطة وقصيرة المدى) فضلاً عن 12 طائرة تدريب حديثة، كما انها متعاقدة على شراء 37 طائرة بوينج وايربص طويلة ومتوسطة المدى، ركاب وشحن، ستتسلمها في الفترة بين العام القادم وحتى سنة 2025.. فأين نحن منها ؟!
* تطير الاثيوبية الى 73 محطة خارجية منها 45 في افريقيا و19 في اسيا والشرق الاوسط و9 في اوروبا والامريكتين بالاضافة الى 17 محطة اثيوبية ولديها مكتب في كل مدينة ومطار في هذه المحطات، فأين سودانير التي ولدت معها في عام واحد؟

* كما تمتلك افضل اكاديمية طيران افريقية وأفضل مركز صيانة للطائرات وأفضل مركز خدمة ارضية لتزويد الشركات العالمية بما تحتاج اليه من خدمات، ولديها اتفاقية شراكة مع 16 شركة طيران عالمية واقليمية، وهي توفر 7000 وظيفة للمواطنين الاثيوبيين منها 400 وظيفة طيار و1000 وظيفة مهندس جوى وفنى يتم تأهيلهم وتدريبهم جميعا باكاديمية الطيران الاثيوبية .

* حازت الشركة على أكثر من خمسين جائزة عالمية منها جائزة أفضل ناقل في افريقيا عشر مرات، وحصل مديرها على جائزة أفضل رئيس تنفيذي لشركة افريقية في كل المجالات وليس الطيران فقط، لعام 2012، وحققت نسبة 90 % انضباطاً في المواعيد خلال سنوات عملها كأفضل النسب في العالم.
* هذا هو كسب اثيوبيا التي لا تملك من الموارد ما نملك، ولم ينعم عليها الله بـ (110 مليار دولار) من عائدات النفط في عقد واحد من السنوات، وأكثر من 10 مليار دولار من عائدات الذهب في اربعة اعوام، فما هو كسبنا غير الاحزان والحسرة والآهات؟!
* مطار خاص بسودانير، والله انها نكتة الموسم بل نكتة القرن، وصحيح.. الاختشوا ماتوا !!

مناظير الاثنين – زهير السراج
صحيفة الجريدة