الفاتح جبرا

إفطار جماعي


ما أن يقترب الشهر الفضيل حتى تبدأ بعض الجهات الحكومية برفع درجة الاستعداد القصوى من أجل التنسيق والتدبير لإقامة ما يعرف (بالإفطار الجماعي) وهو احتفال ضخم يشرفه كبير المسؤولين بالمؤسسة أو الوزارة المعنية ويحضره جميع المنتسبين لها (غالباً معاهم أسرهم)!
يقام صيوان كبير يتسع لهذا الحشد المهول، توزع على جانبيه مكيفات الهواء الصحراوية ذات الحجم الضخم، تغطي أرضيته أنواعاً فاخرة من السجاد (عشان الغبار وكده)، بينما تتلألأ أنواره لتضيف جمالاً ساحراً على المكان.

ما أن يقترب وقت الأذان حتى يتجول بين الترابيز عدد مقدر من (الغلمان) رابطين على خاصرتهم أحزمة ذات لون فاقع موحد يسهل على الضيوف تمييزه وهم (النادلون) أو من يقومون بإحضار الطعام ووضعه على الموائد.
البعض يحمل (اللحوم) المقسطرة بورق الذي يحتفظ بالحرارة، لحوم مقلية وأخرى مشوية وثالثة مسلوقة، شي (ضلع) وشي (شواءات) وشي فراخ.. وشي (طواجن).. البعض يحمل (المقبلات) والمتبلات من (سلطات) خضراء وحمراء وسوداء والبعض الآخر يبدأ في إحضار زجاجات المياه المعدنية ينثرها فوق الترابيز والندي يتساقط منها، ثم ما يلبث أن تبدأ توزيع (جكوك) الآبري بأنواعه وبقية (العصائر) مختلفة الألوان والكثافة، شي تمرعندي وشي جوافة وشي أناناس وشي برتقال وشي ما تعرفو شنووو.. ثم يبدأ توزيع (اللقمة والعصيدة) ناصعة البياض ومعها (الملاح) الذي لا يقتصر على صنف واحد (لازم تكون في أوبشنات)، وبقية أنواع الأكل من (سامبوكسة) وأكلات من كتاب (أبله نظيرة)!

أما التحلية فده (كوم تاااني)، حيث يتم رفد كل تربيزة بقدح (طويل وعريض) من البطيخ (الأحمر) الذي يتم تقطيعه بصورة هندسية (تشهيك فيهو) وكذلك (الشمام) بينما تتناثر على الترابيز سلال الفاكهة من موز وبرتقال وتفاح وأعناب.
لا ينتهي الإفطار إلا والقوم قد تناولوا (الحلويات) من (عين الجمل) والكنافة و(الباسطات) بالفستق واللوز والجوز والما عارف شنوووو!
ينتهي الإفطار بعد أن يصاب القوم بالتخمة بينما تكون كمية الأكل المتبقية كافية لإفطار عدد (مئوي) من الصائمين!
هل تقيم هذه الوزارات والمؤسسات الحكومية هذه الإفطارات من مال الشعب؟ الإجابة بالتأكيد هي الإيجاب!
وهل هذا حلال؟ الإجابة بالتأكيد (حرام) ما لم يستأذنو (كل الشعب الفضل) ما قروشهم وكده!
انتهى المقال يا سادتي القراء ولكن لو تمكن أحدكم وقام بقراءة (فاتورة) هذا (الإفطار الجماعي) سيجد الآتي ضمن بنوده:

شطة خدراء ……………… خمسة ألف جنيه
ألواح تلج ………………… سطاشر ألف جنيه
دكوة …………………….. تلاتة ألف جنيه
مناديل ورق ……………… عشرين ألف جنيه

كسرة:
قال إيه؟ إفطار جماعي!!

كسرة ثابتة (جديدة لنج):
أخبار إجابة رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم على (الاستئناف أبو يوم) شنو (و) !

• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو) +و+و+و+و+و+و+و+و

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووووووو) +(وووووووووووو)+و+و+و+(و)+و+(و)+و+و+و+و+و+و+و+و+و

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. في مرة وأنا كنت في الاتحاد الاشتراكي السوداني في مكتب الأمين العام وكانت هناك فواتير لفطور الطلبة المشاركين عرض احتفالات عيد ثورة مايو كان ثمن ساندويتش الفول الواحد بمبلغ 150 قرش وأنا في نفس الأسبوع كان عزمني صديق لي لوجبة سمك عند مطعم البربري في بحري وكان قطعة السمك قدر شافع السمين وكانت قيمة الفطور لنا وكنا ثلاثة 75 قرش ( مطعم البربري من أفخر المطاعم يعني أسعاره مرتفعة

    1. ماتنسي الأسعار في المقال اعلاه بالجديد… بالقديم الألف بتساوي مليون يعني !
      شطة خدراء…………خمسة مليون جنيه
      الواح ثلج………….سطاشر مليون جنيه
      دكوة……………..ثلاثة مليون جنيه
      مناديل ورق ……….عشرين مليون جنيه
      ولو تمكن أحدكم من قراءة فاتورة هذه الإفطارات الجماعية سيجدها بالمليارات!!!!!! يعني بقيمة شراء معدات طبية للمستشفيات المتهالكة الذي أكل عليها وشرب!!!! او شراء أدوية منقذة للحياة للغلابة البموتوا بالالاف بسبب عجزهم عن شراءها!!!!
      او على الاقل بصلح ميزانية الدولة وتريح الريس الشايل قرعته لافي بيها في الخليج للشحدة !!!! وكمان جابت ليها بيع جنود مرتزقة!!!!!!!!!!