يا رب.. إنه رمضان..
* أول أيام الشهر الكريم.. الحمدلله تم تصفيد الشياطين ومردة الجن.. حتى يصوم الناس بكل الإيمان.. ونقاء النفوس والصبر.. وحتى لا (يوسوسون) لهم بأشياء دنيوية.. تخل ببركات وأيام الشهر الكريم.. ويا رب إن الصوم (لك) كما أخبرتنا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وأنك تجزي به.. وليس هناك (جزاء أوفى) خير من الجنة..!!
* نرجو.. ونطمع في رحمتك يا رب.. ونحن نعيش على هذه الأرض.. بتقسيماتها السياسية. كان نصيبنا (هنا).. في السودان الذي كان كبيراً (جداً) ذات يوم.. وتقلص (ثلثه) بفضل أطماع أهل السياسة.. من الأحزاب.. والحكام الذين تعاقبوا على إدارته.. ثم فشل الجميع.. أرضنا وأنت تعلم يا ربنا.. جبلى لدرجة الزحام.. والحمدلله.. بكل خيرات الدنيا.. التي وهبتها لها.. أنهار عذبة.. وماء نمير.. من جنوبه وحتى شماله.. وكذلك شرقة.. ومجاري المياه في غربه.. وتلك الأحواض الجوفية.. والحوض النوبي العظيم.. ومواسم أمطار كلها مدراراً وخير.. وتربة (خصبة) نحمدك يا رب.. هي من أخصب أراضي العالم.. ونشكر فضلك.. أشجار مثمرة.. وحدائق غناء بكل أنواع الفواكه.. ومزروعات الحبوب.. والخضروات.. وقطن.. وصمغ عربي.. وكركدي.. وحب البطيخ.. وهناك في حضارات الشمال نعرف أنه كان لدينا التين والزيتون.. مخازنه ما زالت باقية في كل دول الشمال الأفريقي.. من ليبيا مروراً بتونس.. والجزائر.. والمغرب.. وجزر المتوسط التي كانت (سفنها) تنقل هذا (الخير) الى جنوب أوربا.. ومنها الى وسطها.. وكل الأنحاء..!!
* نحمدك يا رب.. ثروات غابية.. ومختلف أنواع الحيوانات وجلودها.. وحيوانات (رعي).. وأكل من مختلف الأشكال والأنواع.. (مخلفاتها) كانت تزيد الأرض خصوبة.. وإنتاجاً.. ولحومها تتخطفها الدنيا.. وجلودها تتنافسها مصانع الدنيا.. أما (القطن).. فكان سيد العالمين.. زهاءً.. ونقاءً.. وإنتاجاً.. وصناعة.. ثم أناقة.. لكل الدنيا..!!
* نحمدك يا رب.. خرج (البترول) من باطن الأرض.. ولعدة سنوات.. لم نر منه شيئاً.. يقول (أحدهم).. وفي لحظة (صفاء).. إن البترول خرج من آبار عميقة.. لكنه دخل الى آبار أعمق.. مرة أخرى.. فهمناها.. وازدادج صمتنا.. (وخضوعنا).. كان هناك (الذهب) كما يقولون.. لم نر له أثراً.. في حياة الناس.. ولكننا نشكرك يا رب.. رغم تطاول (العمر).. والسنوات عرفنا من يتكلمون.. ويدعون بأنهم أتوا لتطبيق (شرع) الله فينا.. فيا رب أنت (كفيل) بهم.. لأنك فقط نستجير برحمتك.. ونخاف عذابك..!!؟
* يا رب.. أنت عالم بأحوال عبادك.. في هذه البلاد.. ارتفعت الأسعار.. ورفعت الحكومة يدها عن الدعم.. وبعض منسوبيها يطالبون برفع الدعم.. احتج الشباب بسبب ذلك.. حصدهم رصاص تلك السنة.. وأنت أدرى بأحوالهم.. أتوا اليك وأنت خالقهم.. يطلبون العدل.. وكلنا في انتظار القصاص.. وأنت العادل يوم الحساب..!!
* نرجو رحمتك يا كريم.. في هذا الشهر المبارك الكريم.. نثق جداً في كريم عطفك.. سيكون بفضلك اليوم هانئاً.. ولن (يجوع) أحد بإذنك.. عند غروب شمس كل يوم.. سمتضي الأيام سراعاً.. وليتهم يعلمون.. ويتعلمون.. أن هذا الشعب طيب.. بالفطرة.. كريم.. بالميراث.. شديد التدين.. رغم كل شئ من أهل السياسة.. يعرف (ربه) منذ بدء الخليقة.. ومن ظهر آدم عليه السلام.. لأنك أخذت عليهم موثقاً غليظاً.. ولذلك أنت أرحم بهم..!!
* إنهم يعيشون داخل هذه الأرض.. ومن حقوق الشعب.. يأكلون ويشربون.. ثم يتناسلون ويحاولون أن يكون ذلك (بكثرة).. حتى يرثون الأرض.. وخيراتها.. ويحاولون أن نكون نحن ضمن الميراث.. حتى لو كان عائلياً.. مثل ملوك الطوائف من الكهنوت.. من سادة الطواغيت القدماء.. ولكنك يا ربنا.. ببركة هذا الشهر الكريم.. أنت أرحم بنا.. (منهم)..!؟
* الشياطين.. صفدت.. وسيتم العباد الصوم برحمتك.. ودون عناء..
* وأنت يا ربنا.. وحدك القادر على شياطين الإنس.. لأنهم (الأخطر).. ولأنك القائل إن (كيد) الشيطان كان ضعيفاً..
* اللهم تقبل منا.. واغفر لنا وارحمنا.. وكل عام.. والجميع بخير..
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة