عمر الشريف

شهرٌ مبارك


الحمدلله الذى أهل علينا هذا الشهر وجعلنا من الصائمين والقائمين فيه ونسال الله الكريم أن يبارك لنا فى صيامنا وقيامنا ويتقبل منا ويعتق رقابنا ووالدينا والمسلمين من النار . هذا الشهر الفضيل علينا أن نجعله شهر محبة وسلام ووحدة الصف وترك الخلافات . هذا الشهر الفضيل تقبض فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة ويعتق الله فيه رقاب المتقين والمخلصين فى العبادة لوجهه الكريم هو شهر لمحاسبة النفس ومراجعة عبادتها واعمالها . شهر لنتفقد فيه المساكين وندعوا للمرضي والأموات ونصالح من خاصمنا وقطعنا ونسامح فيه من أخطأ علينا ولنعلم بأن هذه الحياة الدنيا لا تسوى عند الله جناح بعوضة وما اخف وأصغر جناح الباعوضة .
الأمة الإسلامية اليوم تمر بمرحلة تفرقة وشتات وتمزق وقتل وتشريد وليس ذلك من قلة أو ضعف ولا تفوق اليهود والنصارى علينا لكن ضعف فى الإيمان وعدم إخلاص فى العبادة لله ونسينا كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين وذلك بعد أن خفف الله علينا فالصبر هو عبادة الله حق عبادته والتوكل عليه وإخلاص النية له والصبرعند الشدائد والفتن واللجوء الله بالدعاء . أمتنا الإسلامية تملك كل أنواع الإسلحة التى تحارب بها عدوها فقط إذا توحدت وأخلصت نيتها وعملها لله ولنعلم بأن نبى الله نوح عليه السلام نصره الله على قومة وهو لوحدة ونبى الله موسى عليه السلام نصره الله على مُلك وجبروت وقوة فرعون ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم نصره الله على كفار قريش والأحزاب .
لقد إبتلانا الله بالحروب والأمراض والحكام لنصبر ونعبد الله خير عبادته ونتوكل عليه حق التوكل وأن نرفع أكفنا بالدعاء ليرفع عنا ما نحن فيه وعلينا أن لا نجذع ونتشائم ونتتطير. والله إذا عبدنا الله حقا وعملنا بما أمرنا وإتبعنا الحق لنصرنا ورفع شأننا. الفتنة التى أحلت ببنى أسرائيل هى فتنة النساء وعدم التناهى عن المنكر ونحن أضيفت علينا فتنة الدين وهى من أخطر وأشد الفتن وأصبحنا جماعات متفرقة حتى صنفنا أنفسنا الى أهل السنة والجماعة والصوفية والشيعة والمتشددون ومتساهلون ثم الدواعش والتكفيرين وغيرها من المسميات الدينية والحزبية والدنيوية وكلها تصنيفات لم ينزل الله بها من سلطان لأننا لم نحتكم الى الكتاب والسنة وما سارا عليه التابعين الأوائل عليه رضوان الله . قال الله تعالى على لسان نبيه محمد صل الله عليه وسلم اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا . فهل بعد ذلك ينقصنا شىء وهل هناك شىء نختلف عليه ونقتل أنفسنا من أجله ؟ كلا وإنما هو ضعف الإيمان وعمل الشيطان .
اللهم أجعل هذا الشهر الفضيل رحمة ومفغرة لنا وعتق من النار ووحد فيه صفنا كما وحدة صفوفنا فى الصلاة وأجعلنا أشداء على الكفار ورحماء بيننا وولى علينا من يخافك ويتقيك وأرفع عنا الغلاء والوباء والحروب والفتن وأنصرنا على عدوك وعدونا يا حى ياقيوم . بارك الله لكم فى هذا الشهر وغفر لنا ولكم ولكل المسلمين .

عمر الشريف