رأي ومقالات

مدرعات مصر انطلقت لتقتل شعب السودان في وقت توجه فيه السيسي للسعودية

مصر في مستودع الخزف
لم يخب ظني في أن لمصر إنجازات عظيمة ومؤلمة أكبرها الخيانة وليس آخرها الرقص على جثث القوات المسلحة السودانية , فيسر نظامها ان يرى منا الدماء تسيل وان نتعوذ ونركع لقاهرة الألف مرقص

و( كباريه) ونعود نحن عبيدا لهم وحديقة خلفية تستقبل منتوجات ( مجاريرهم) لأننا أمة في نظر النخبة (الضايعة) مجرد كومبارس في عمل فني يصورونه في مدينة الإنتاج الإعلامي خاصتهم.
كنت قد كبحت سنان قلمي استجابة لنداء صديق أعزه وأبره , لكن اليوم لا مساحة للصمت ولا موقف يسر المسبحين بحمد مصر ولا مكانتها ولا ( شلاقتها) . فمصر اليوم تتخبط في ظلام النفوي وتغرق في شبر ماء الظن ولم تترك لنا مجالا لنقول ان العلاقات الأزلية وقربى النيل ولا المصير المشترك ولا أوهام استراتيجية العلاقة لم تترك شعرة معاوية بل قصت كل مشاعر الجوار والإخوة بدم بارد وهاهي تدعم الهالكين من حركات مني أركو مناوي بالسلاح والمدرعات ليضربوا شعب السودان في عمقه وأرضه ويستهدفوا وجوده وحدوده وكل ما هو سوداني.
ادرك ان شعب مصر مغلوب على أمره فقد تسلطت عليه كلاب مرغوا سمعة مصر وقهروا انسانها ولخصوا جوار الساعة ألف سنة إلا أن الخطب جلل والأمر أكبر والمؤامرة واضحة فقد تمايزت الصفوف. فمصر الرسمية مع محور الشر ضد ليبيا وشعب سوريا وضد السعودية والإمارات وقطر والسودان , وتكيد مع الشيعة ضد سنة العراق وتؤيد جرائم الحوثيين وتتآمر على شعب اريتريا وتحاصر انسان غزة . ماذا أبقت أقريب يكتوي بنفاق السيسي ومخابراته أم بعيد تمد يد الغدر وتطعنه من الخلف.
مصر اليوم تداهن وتوالي إيران وتتخندق مع حزب الله وأدخلت نفسها في متاهة البعد عن محيطها العربي والإسلامي أم ان بعدها الإفريقي ليس ذا بال ولا أهمية له عند صناع القرار في قاهرة المعز المغدورة بحمق العسكر ووهم المخابرات التي تحاول ان ترهب من يحمل قلما أعزل.
فليس من دواعي الحمق أن يتورط نظام سياسي في عداء كل الجيران و( الحبان) ويتنكر لمن هم كانوا معه ليمضي وحيدا في التيه الطويل وفي رحلة ( عذاب دابا ابتدت).
فهاهي يد مصر تعبث مع سلفا كير الهزيل وهو رجل لا يحكم أقل من 35% من أراضيه وبلغ به الأمر انه لا حول له ولا قوة تدعمه ليقف على رجليه ليحرر أرضه وتفتح له خط إمداد لإنقاذ اكثر أنظمة افريقيا شمولية وعنصرية إلا لتكيد للسودان وتضمن وجوداً في جنوب السودان .
وتعود وتتبنى كروت حفتر المحروقة ليرتكب فظائع في ليبيا ويغرقها في دوامة الفوضى طمعا في نفط ليبيا ولا تدري ان حفتر نفسه يبحث عن طوق نجاة يضمن له خروجاً آمناً من ليبيا اذا ما حمى الوطيس.
ويعود ( هبلاء) المخابرات ليختاروا ( الحيطة المايلة) مرة اخرى ويدعموا حركات دارفور التي تحمل شهادة وفاة بعد معركة (قوز دنقو) الشهيرة . وتتبنى دعم من حركة مني اركو مناوي الضعيفة و( العرجاء الى مراحها) وتمدها بالسلاح والمدرعات لتدخل وتعيد مسلسل القتل والنهب والسلب والفوضى مرة أخرى وليدخلوا أهل ( التقابة) معسكرات اللجوء ويطيلوا بقاء اليوناميد مغمورة الذكر.
ولما كان فن قراءة الخارطة السياسية من أبجديات العمل السياسي كان على مخابرات مصر ان تقدر من تمنحه المدرعات وتدرك ان تغامر بما تبقى من ود قليل وجوار طويل مع السودان.
أدرك أن جهل الساسة في مصر يحتاج الى عملية تقويم نظر والى حنكة فقدتها مراكز صنع القرار والاستشارة التي يمكن ان تستشار حول جمال سيقان الراقصات و(المايلات المميلات) من حسان مصر في ( كباريهاتها) ذوات الخمس نجوم في شارع الهرم الذي يعادي أرض الحرم ولا يتورع في تفجير الكنائس والمنازل بدعوى مكافحة الارهاب.
مدرعات مصر انطلقت لتقتل شعب السودان في وقت توجه فيه السيسي للسعودية ليشارك في قمة اسلامية امريكية للحرب على الإرهاب في المنطقة ونظام السيسي أكبر من يمارس الإرهاب الممنهج ضد شعبه وجيرانه وإخوانه وغيرهم من الأحبة.
مصر اليوم بلا رأس حكيم فكل من له ( طايوق) سجن وأطلقت يد الجهلة و( الهتيفة) لتخريب ما تبقى من عزها ولتتم عملية ( تدجين) ممنهج ضد أحرارها وقرارها وسلب كل شيء فيها.
فمصر التي قوطعت منتجاتها وعزلت إقليميا كان من باب أولى ان تسعى بقدم وساق لإنقاذ ما تبقى لا ان ترقص بساق ( عارية) على مذابح في أرض دارفور التي شبعت من الحرب والقتال .ولعل من نافلة القول ان سياسيي مصر (يتخيلون) ان مصر هي مصر أمس ذات الدور الريادي في الإقليم ولا يأمن العرب إلا عندما يرضي ( استهبال) مصر ويرضي غرورها ولم يدركوا ان القطار فاتها وأنها خسرت موقعها وتاريخها ودخلت في دوامة لن تخرج من كيد المخابرات ولا فتن النخبة ( الضاربة).
وحسنا دعمت مني لتسلح جيش السودان وقواته التي خبرت الحرب وعرفت النزال, فغنمت من عملاء مصر ومأجوريها سلاحاً كانت تظن أن تغير الموازين و( تقلب الطاولة) به .
ولا ينجي لوم مصر وشعبها اليوم فالصمت على ممارسات النظام اشتراك في الخسة ودعم لتأجيج الصراع في السودان.
ليهنأ شعب مصر الذي اقتطعت من لقمته مدرعات لزعزعة استقرار السودان وإبادة أهله.
فكان من الأجدر ان يوظف هذا الدعم في إسكات أفواه الجياع أو يدفع ( نقطة ) للرقاصات في ليالي القاهرة الحمراء.
أخيراً ادعموا ولكن كونوا أذكياء واعرفوا متى وكيف تقدموا سلاحكم وضد من ومع من.
تمايزت الصفوف وكشف المستور وطبعاً ( القادم أحلى) ولترد مخابراتكم الواهنة بعضاً مما ترونه حقاً إن كان لكم حق والبادئ أظلم….. هذا والله أعلم.

بشير أحمد محيي الدين
الانتباهة