الرمادة..!؟!
* الحمد لله.. ورمضان كريم ويكاد ينتصف.. ورحمة الله غالبة.. (وصواني) الإفطار عند كل مغرب.. بها ما يكفي لسد رمق البسطاء.. وحتى عابري السبيل عندما يكون الإفطار في الشارع العام.. وهم لا يعرفون أن الصالح العام نفسه كان (خيراً) للبعض.. لأنه أبعدهم عن زمرة السلطان.. ومتنفذي أهل شارع المطار..!؟!
* ضربت الإسهالات المائية.. بعض الولايات.. وبعض عواصمها وقراه.. (أحدهم) في النيل الأبيض يقول إن في الأمر مبالغة.. وهو لا يدري.. أو يدري ولكنه (يكابر) وليس في الموت مكابرة.. لأنه حق.. حتى لمن يسكن البروج المشيدة.. التي يحيط بها الحرس الشديد.. وليس فوق شدة (الله) شدة..
* بعضهم في العاصمة نفسها يقول إن في الأمر (تهويلا).. وكأن مناظر المرضى في المستشفيات الحكومية.. وهم على الأرض نياماً.. وعظاماً.. لا تحرك فيه (ذرة) ضمير.. وكأن مناظر القمامة.. وأكداسها.. وأرتالها.. وسط القاذورات ومياه الصرف الصحي لم تحرك فيه شعرة (أدب) للاستقالة.. أو أدب (ما) لأخلاقيات المهنة.. أو المسؤولية الأخلاقية.. ورحم الله العاصمة الجميلة.. التي صار يحلق في أجوائها بغاث الطير.. وتستنسر بداخلها (أفراخ) البوادي.. والشوارع الخلفية..!!
* رمضان.. شهر صوم.. واحتساب.. وأجره العظيم عند الله (فقط).. وليس للدولة أو الكيانات الأخرى.. خاصة السياسية.. أي إحساس بالناس فيه.. وهم يطحنهم الغلاء.. ولكنهم صابرون.. وتستفز مشاعرهم الموائد المنصوبة والمتخمة تحت أضواء الكاميرات.. وقنوات الفضاء.. ولكنهم يبتسمون لأن ما أعطاهم الله أحسن وأفيد للدنيا والصيام.. والآخرة.. أما (هم) فيا ويلهم من منابت السحت والحرام..؟!!
* عام الرمادة.. في التاريخ الإسلامي.. معروف ومشهور.. أجدبت الأرض.. وجف الضرع.. وتوقف الغيث.. حتى أصبحت الأرض ذاخرة بالرمال والتراب (الحارق).. كأنه رماد النار.. (تحزم).. بعزم الخليفة عمر بن الخطاب.. لم يحاكم السارق.. الجائع.. وهو الفقيه العالم بحدود الله.. كان بطنه (تكركر) من الجوع.. فيقول لها.. قرقري.. أو لا.. لن تشبعي حتى يشبع أطفال المسلمين.. كان رحمه الله يشرف على ما يوجد في بيت المال بنفسه ويتولى توزيعه لفقراء المسلمين.. أولاً..
* ولذلك كان الشيطان يخاف منه.. ويترك له الطريق.. وهذا من (مهابات) العدل..!؟!
* واليوم نرى مال الدولة.. دولة بين الأغنياء فقط.. لا ندري أين عائدات البترول.. ولكننا نراها في فخامة البنيان.. والمأكل والمشرب.. والمركب الفاره.. والغيد الحسان.. ورحلات التسوق والتجارة في الخليج.. وجنوب شرق آسيا.. وهم الآن يفركون الأيدي سروراً في انتظار رفع العقوبات.. حتى تتم (الهجرة المباركة) الى بلاد.. الدولار الأصلي..؟!!
* رمضان.. من أجمل شهور العام.. بإذن الله.. فغير الأجر الكريم (المباشر) من الله سبحانه وتعالى.. تتنزل رحماته على الخلق.. من حيث لا يدرون ولا يحتسبون.. لا تجد فيه جائعاً.. يشكو قلة الطعام بعد مغرب كل يوم.. والسكان البسطاء يتبادلون الأطباق الشهية فيما بينهم.. بكل معاني الإيثار والحب.. والطرقات تنتصب فيها الموائد.. والإلفة تزداد بين سكان الحي الواحد.. والتكافل في قمة معناه الحقيقي..!!
* كل هذا بعيداً عن السياسة.. وأهلها.. ومترفو المدينة.. (وفساقها).. ونعوذ بالرحمن أن ينالنا رذاذ العذاب..!!
* ولن يطول الصمت.. وسيكون لعام الرمادة نهاية بإذن الله..
* وكل عام الجميع بخير..
مفارقات صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة