رياح الخريف.. وسيل المطر!؟!
* يبدو أن خريف هذاالعام سيؤتي أكله.. (وثماره).. نتمنى ذلك.. دون شماتة في.. أو من أحد.. لأن تقلبات الدنيا لا أمان لها.. لأنها بيد الله.. الذي كل يوم هو في شأن..!!
* قد يظلم أحد.. أحداً.. مرة.. ولكن أن يستمرئ الظالم.. هذا الظلم ويستمر في طغيانه وجبروته.. فليس هذا من سنن العدل.. أبداً.. لأن للظالم نهاية وقدر محتوم.. لأن الله حرم الظلم على نفسه.. وجعله محرماً بين عباده.. فما بالكم بمن يطغى ويتجبر.. على خلق الله طيلة السنوات.. ويحتمي بمظلة الثروة والنفوذ.. والجاه.. ونجومية مجتمع قد ينظر اليه بسخرية.. خاصة إذا كان بعضهم قادماً من العدم.. ويكاد يتلاشى في زحمة الحياة.. لو لا أن بعض (الأيدي) حملته على أكف الراحة.. وأبهة الصولجان.. لأمر (ما).. (…؟!).. وهو ينفذ الأوامر.. ولكنه يحاول أن يبني لنفسه مجداً.. على حساب عرق شعبه.. وشرف أمته.. ومقدرات حضارة..!!
* والمجتمع السوداني.. البسيط جداً.. (والراجل) جداً.. يسمع ويرى.. ويعرف أن بعد ليل الظلم لابد من إشراقة.. صبح منير.. وبعد الطغيان والجبروت.. لابد من عدالة.. وليس هناك (أعدل) من عدالة السماء.. لأننا شعب لا نستحق كل هذا العناء.. ولا كل هذا العنت.. من أقزام تطاولوا في بنيانهم.. يحاولون أن يبلغوا عنان السماء.. ولكن الله بحكمته جعلهم يبنونه على شفا جرف هار.. فانهار بهم الى مزبلة التاريخ.. ولا نقول الى جهنم لأن أمرها فقط بيد الله سبحانه وتعالى..!!
* شعب طيب.. وصبور.. بنياته الأساسية (تتهاوى) تحت ناظريه.. وهم يتهادون سرحاً.. ومرحاً.. بين عواصم المدن.. (الشرقية) منها.. خاصة في جزيرة العرب.. ثم يعودون الى أبراج.. العاج.. في شرق هذه المدينة الحزينة.. يعودون بالمال.. ويحلمون دائماً بالمجد.. والمال هو مال الشعب.. وهم يعرفون.. وأحياناً يتقاسمون.. والمجد لا ولن يعرف طريقاً إلا هذا الشعب الصابر.. الذي ذكرنا أنه يسمع جيداً.. ويرى جيداً.. ويعرف جيداً.. متى يكون لصبره هذا نهاية..؟!!
* بدأت رياح الخريف.. وموسم سقوط الأمطار.. نسأل الله أن يجعلها بداية (ريح) على الظالمين المتجبرين والطغاة في الأرض.. وبين العباد.. سارقي الأقوات.. والمقدرات.. وحتى المبادئ والأخلاق التي جعلوا لها أثماناً.. تدفع في سوق نخاستهم.. وأن كل أفعالهم هي (لله).. أعوذ بالله إنهم يخادعون الله.. وهو خادعهم..!!
* بداية الخريف خير.. وحتى نذره خير.. لأن الأرض مهما تزينت وظن (أهلها).. وحكامها أنهم قادرون عليها.. أتاها أمر الله ليلاً أو نهاراً.. أو حتى وهم (قائلون) في أبراجهم العاجية..
* نحن لا نشمت بأحد.. مهما تطاول في بنيانه.. ولا يدري متى ينهار به.. (جرفه الهار).. ولكننا نتمنى أن (يتعظ) الجميع.. لأن الحذر لا يمكن أن يؤتى إلا من مكمنه ..!!
* مرة أخرى.. نحن شعب طيب.. لا نستحق هذا العناء.. ولا هذا العنت.. ولا حتى هؤلاء القادمون من شوارع المدن الخلفية.. الذين يسميهم (التاريخ الحديث) أثرياء الغفلة.. في ظل جنون الأسعار وتصاعدها.. ومسغبة الكثير من الخلق.. لو لا لطف الله بعباده.. وهو يعلم خائنة الأعين.. وما تخفي الصدور..!!
* نتمنى لرياح الخريف هذا العام.. أن تساعدنا على الإطاحة برموز الفساد.. وأن يمنع الله عنا (غرور) آكلي المال العام.. وكل أنواع الجبروت والطغيان..!!
* وأن يعود لنا.. شعبنا الطيب.. الذي افتقدناه طويلاً.. لأكثر من ربع قرن..!!
* وأن يسقط المطر.. ويسيل مدراراً.. هطالاً.. ليحمل الزبد الجفاء الى أودية النسيان.. التي في نهايتها.. مزابل التاريخ..!؟!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة