الفاتح جبرا

راجعوهو


راج مؤخراً بالمنتديات الأسفيرية وبمواقع التواصل الإجتماعي خبراً يقول بأن المجلس التشريعي لولاية الخرطوم قد أجاز بغالبية الأعضاء، قرار منع وقوف البنات أقل من خمسين عاما لوحدهن، أو مع بنات أخريات في شارع عبيد ختم، ونسب للعميد شرطة الحسن محمود من إدارة أمن المجتمع أنهم يدركون الآثار السلبية للقرار الذي في حالة عدم إتخاذه فربما يتسبب الأمر في تغيير اسم الشارع .
لو صح هذا الخبر فذلك يعد كارثة حقاً وهو قرار لم تتخذه أي (حكومة) منذ أن خلق الله الأرض وما عليها ، فالمواطنون (وما عايزه ليها دستور ذاااتو) لهم كامل الحرية في التجوال والمشي والوقوف في أي شارع من شوارع مدنهم.

القرار المنسوب للمجلس التشريعي على الرغم من (غرابته) إلا أن العبدلله لا يستبعده فلقد تعلمنا من المسؤولين خلال العقود الأخيرة بأنهم يقومون بإصدار القرار أولاً ثم يشرعون في دراسته لا العكس .
إن صح هذا القرار فعلى الفتيات اللواتى يردن الوقوف أو التواجد بالشارع المعني أن يحملن معهن (شهادات ميلاد) تفيد بأن أعمارهن أقل من خمسين عام وذلك حتى يخرجن من مظلة الشك ، ولأن الجريمة تتطور فسوف تسعى (العصابات) وضعاف النفوس لتوفير (مرافقين) لأي فتاة (من إياهم) فما أن تقف (الفتاة) على الشارع حتى تتصل ليصلها الدعم بأسرع ما يمكن متمثلاً في مرافق يقف معها حتى (تكتمل الصورة) ويأخذ عندها (نصيبه) من (البيعة) !
• ألو ..

• أيوه معاكي دعم ختم السريع
• ممكن والله ترسلو ليا مرافق الساعة عشرة قدام الأستوب التاني
• لابسة شنووو؟
• بنطلون جينز وبلوزة كحلية
• خلاس لمن تقيفي إتصلي وح تلاقيهو قدامك
• أها الرسوم كم؟
• الدقيقة بى خمسة جنيه بس !!

ولن تقف عندها السلطات (مربعة إيدينا) بعد أن يتناهى إلى أسماعها (قصة المرافق دي) فيتم إضافة فقرة في القرار تقول بأن كل فتاة تقف بالشارع المعني ومعها مرافق لابد أت تكون معهما (قسيمة) سارية المفعول ، فتنشط حينذاك (عصابات) تزوير قسائم الزواج :

• واقفين هنا مالكم؟
• منتظرين لينا مواصلات
• والراجل ده ببقى ليك شنو
• راجلي
• القسيمة وينا
• أهو دي أقراها شوفا !!!

وبعد أكتشاف السلطات لمسألة تزوير قسائم الزواج والقبض على كثير من الأشخاص الذين يقومون بإستخدامها في الشارع المعني ولأن الجريمة لا تقف عند حد ولا تعترف بالهزيمة تنشط عمليات الزواج (الصوري) العدييييل … بقسيمة زواج (أصلية) .. وهنا فقط يكتشف المسؤولون بأن قرارهم كان (أي كلام) ولم يساعد في القضاء على الظاهرة التي لا ولن يقضي عليها إلا مجتمع الكفاية والعدل !

الظاهرة التي تود (حكومة الخرطوم) حلها بهذه الطريقة (البصيرة أم حمد) هي ظاهرة قد تفشت مؤخراً في كثير من الشوارع الرئيسية للعاصمة المثلثة فهل ستقوم السلطات بحظر وقوف الفتيات والنساء في كل هذه الشوارع (عمال على بطال) كما يقول (المصاروة) أم أن المسؤولين سوف يقومون بدراسة هذه الظاهرة للوقوف على مسبباتها وإيجاد الحلول اللازمة لها ؟

قبل أن أختم مقالي هذا لابد أن أشير إلى أن هذا القرار ومن واقع الملاحظة سوف يتبعه نشاط محموم ممن ينتحلون الشخصيات التي تنتمي إلى الجهات الأمنية من أجل إبتزاز الضحايا اللواتي يقفن بالشارع حتى وإن إضطررن للوقفوف لأسباب قاهرة وسوف يفتح بابا لن يغلق وسوف تتعرض أسر عفيفة شريفة لخطر التشهير والإبتزاز من جانب هذه العصابات التي سوف تجد الجو مهيئاً لها لممارسة أعمالها الخبيثة .. ويا مسؤولين (لو القرار ده طلع بصحيح) فراجعوهو بالله .

كسرة :
وبدأنا نحصد ثمار المشروع الحضاري !

• كسرة ثابتة (جديدة لنج) :
أخبار إجابة رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم على (الإستئناف أبو يوم) شنو (و) !

• كسرة ثابتة (قديمة):أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟87 واو – (ليها سبعة سنوات و3 شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 46واو (ليها ثلاث سنوات وعشرة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


تعليق واحد