الهندي عز الدين

مرة عاشرة.. وقف إطلاق النار

في استمرار لمبادرات حسن النوايا لإيقاف الحرب في دارفور والمنطقتين، أعلن القصر الجمهوري أمس قراراً جديداً للرئيس “البشير” بتمديد وقف إطلاق النار في جميع مناطق النزاعات لمدة (4) أشهر أخرى تنتهي في (31 أكتوبر) المقبل.

{ وقبلها أوقفت الحكومة إطلاق النار من جانب واحد عديد المرات في العامين المنصرمين 2015 و2016م، فيما لم تجدد الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء (الجبهة الثورية) إعلانها بوقف العمليات الذي انتهى في أكتوبر 2016م، ونفذت حركة “مني أركو مناوي” هجوماً جديداً في دارفور خلال شهر مايو الماضي من جبهتين شمالية غربية، وهي قوات غازية انطلقت من داخل الدولة “الليبية” مدعومة من خليفة “القذافي” الجنرال “خليفة حفتر”، والثانية جاءت من أعماق دولة جنوب السودان، وقد أقر القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم “ستيفن كوسس” بأن قوات “مناوي” التي نفذت الهجوم مؤخراً، قد تسللت إلى دارفور من (خارج السودان)، وهي شهادة العارفين الراصدين!!

{ وعليه، فإن إعلان “البشير” وقف إطلاق النار من جانب واحد لأربعة أشهر أخرى، هو قرار حكيم وعظيم ويصدر من موقف قوة، في وقت تضعضعت فيه الحركات المسلحة، فقد انقسمت الحركة الشعبية – قطاع الشمال، بعد (انقلاب) “عبد العزيز الحلو” على رئيسه “مالك عقار” وإطاحته بالأمين العام “ياسر عرمان” الذي تحول إلى (ناشط) ينشر مقالاته في الأسافير بعد أن كان يملأ الدنيا ويشغل الناس بتهديداته العنترية ووعيده الممجوج بإسقاط النظام، بينما لم يستطع حتى الآن أن يسقط “الحلو” في (كراكيره)!!

{ أما حركات دارفور، فبعد مغامرة “مناوي” الأخيرة، انكسر عظمها، وانكشف ظهرها، ولم تعد دارفور أولوية عند القوى الدولية المشغولة بحرب “داعش” في “الموصل”، وإشعال المزيد من النار على حطب العلاقات بين الخليج وإيران، فضلاً عن تنازع القطبين (الولايات المتحدة وروسيا) على الأراضي والأجواء السورية، في غياب الشرعية!!

{ قرار الرئيس “البشير” بوقف العمليات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، رسالة مهمة للشعب السوداني، ورسالة سلام في بريد الحركات، ليتها تفهم، وهي رسالة مكررة في بريد الولايات المتحدة الأمريكية.

الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي