قناة الخرطوم.. (حفرة) اللوم و(بئر) الاستفهامات!
لم أتجنَ أو أظلم قناة الخرطوم عندما طالبت بالأمس وزير الثقافة بالولاية بأن يوقفها عن البث لحين تصحيح مسارها وإعادتها من جديد للمشاهد بالقدر الذي يجعله يثق فيما تقدم، ولم أكذب عندما وصفت تلك القناة بأنها تحتل المركز (الطيش) وسط رفيقاتها من القنوات، ولم أبالغ أيضاً في انتقادي لبرامجها (الماسخة) أو هيكلتها الإدارية (الحلزونية)، وإن كان أحدكم يختلف معي في هذا الرأي فليتابع مادار بالأمس من أحداث نصفها (مضحك) ومسيل للدموع، ونصفها الآخر مؤلم حد (الوجع).
لنبدأ أحداث الأمس بالبيان الذي أصدرته القناة تعليقاً على إيقافها لبرنامج بنك الثواب، وقبيل أن انتقل من هذه النقطة دعني عزيزي القارئ (أفجعك) بأن القناة بعد إصدارها للبيان وتوزيعها له على نطاق واسع داخل قروبات الواتس اب، قامت بسحبه وأصدرت نسخة ثانية منه حملت بعض التعديلات، وهي لعمري قمة العشوائية والفوضى، فكيف لقناة محترمة أن تصدر بيانا وتوزعه، ثم تقوم بسحبه وإلغائه وتصدر بياناً آخر..؟
إصدار قناة لـ(بيانين) في يوم واحد، يؤكد تماماً أنها تعاني من تخبط إداري مريع، وربما يمنح ذلك التصرف الآخرين إحساساً بأن تلك القناة تحوي عدداً من (مراكز القوى)، وإلا لما لجأت لإصدار بيان آخر (معدل) واكتفت بالنسخة الأولى، كما أن التعديلات التي تمت في البيان الأول تشير وبشكل واضح إلى أن القناة انتبهت إلى ضعف مبررات إيقافها للبرنامج في البيان الأول، فقامت بتعديل البيان وأضافت بعض العبارات الأخرى طمعاً في إقناع الناس.
اختتمت القناة بيانها الأول بعبارة: (طلب تعليق البرنامج جاء في إطار التشاور حول الموجهات التي يجب أخذها في الاعتبار بعد خروج البرنامج عن أهدافه)، ثم عادت واختتمت بيانها الثاني (المعدل) بعبارة: (طلب تعليق البرنامج جاء في إطار التشاور حول الموجهات التي يجب أخذها في الاعتبار بعد خروج البرنامج عن أهدافه بتوجيه رسائل سالبة ضد مؤسسات الدولة).!
دعوني أسأل إدارة القناة- حفظها الله ورعاها- عدداً من الأسئلة التي أرجو أن تجيبني عليها لأنني لم أجد إجابات عليها في (البيانين) اللذين أصدرتهما أمس، وأول تلك الأسئلة هو: (كيف خرج برنامج إنساني وخيري عن أهدافه…هل صار مثلاً يقدم مساعدات للخونة والمارقين)..؟…بالإضافة إلى ضرورة إجابة الإدارة مشكورة على سؤال ثانٍ مفادة: (ماهي الرسائل السالبة التي ظل يوجهها البرنامج ضد مؤسسات الدولة..؟…والرجاء أيضاً تسمية تلك المؤسسات التي يوجه إليها ذلك البرنامج الإنساني رسائل سالبة، وذلك حتى نقيس خطورة برنامج خيري عليها ونعلن انحيازنا لها فوراً).
قبل الختام:
لن أزيد على ما قلت في هذا المقال، وسأنتظر إجابات السادة في قناة الخرطوم على الأسئلة التي طرحتها أعلاه، بالإضافة إلى سؤال أخير عن صاحب قرار إيقاف البرنامج، هل هو السيد وزير الثقافة أم السادة في إدارة القناة..؟…وذلك لأن إدارة القناة بالبيانين اللذان أصدرتهما بالأمس ساهمت في (تشويشنا) بدلاً من أن تضعنا في الصورة.
شربكة أخيرة:
حاولت قناة الخرطوم عبر (البيانين) اللذان أصدرتهما بالأمس أن تطلع من (حفرة اللوم)، لكنها وقعت في (بئر الاستفهامات).!
أحمد دندش