رأي ومقالات

اضبط… حالات (نهب)


لن أنكر على الإطلاق الدور الكبير الذي تؤديه الشرطة في سبيل حفظ الأمن وزرع الطمأنينة في دواخل المواطنين، لكن هذا لا يمنع على الإطلاق من إبداء عدد من الملاحظات المهمة التي يجب أن ينتبه إليها القائمون على أمر تلك المؤسسة، وفي مقدمة تلك الملاحظات التزايد الكبير في (حالات نهب) المواطنين داخل العاصمة، تلك الحوادث التي تقشعر لها الأبدان وترتفع لها حواجب الدهشة.

حكايات تدعمها (البلاغات) سرت على مسامعي خلال الأيام الماضية، وهي تؤكد ظهور عصابات متخصصة في نهب المواطنين داخل العاصمة عبر موتوسيكلات وسيارات، حيث يختار أفراد تلك العصابات الشوارع الأقل حركة والأحياء الهادئة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي تستهدف ما يحمله المواطنون من أموال أو هواتف أو حقائب.

تزايد بلاغات (نهب) المواطنين داخل محاضر أقسام الشرطة يمثل إنذاراً مبكراً بالخطر، و(الإضافات) التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس على تلك الحكايات التي تُروى، تصيب الكثيرين بـ(الهلع)، وتجعل معظم المواطنين يفضلون البقاء بمنازلهم خشية خروج (غير آمن).

وخلال الأيام الماضية وتزامناً مع (موضة النهب)، باتت تطفو للسطح حكايات جديدة عن انتشار ظاهرة (الخطف)، تلك الحكايات والروايات التي تمددت في الأسافير بصورة غير عادية، وبتنا نشاهد في اليوم الواحد أكثر من بوست إسفيري يناشد خلاله صاحبه المواطنين بالبحث معه عن (قريب) اختفى بصورة (فجائية)!

بعيداً عن حقيقة تلك البوستات والمناشدات الإسفيرية من عدمها، لا بد أن تعلم الشرطة جيداً أن ممارسة (الصمت) تجاه ما يدور لا يُعتبر (فضيلة) بقدر ما يُعتبر اعترافاً (غير مباشراً) بصحة كل ما يحدث، كما أن ذات الصمت يُغري الكثير من الباحثين عن إثارة الفوضى لنشر المزيد من الشائعات التي تتوافق مع حالة (الرعب) السائدة، وحسناً فعلت الشرطة وهي تصدر بياناً بالأمس وضعت خلاله النقاط على الحروف، – ذلك البيان الذي أعتقد أنه جاء متأخراً – لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، فقط، يجب أن تواصل الشرطة في المستقبل على ذات النهج، وأن تحاول دوماً أن تضع المواطنين في الصورة أولا بأول، إن لم يكن من أجل حفاظها على هيبتها وكينونتها، فمن أجل حصار مروجي الشائعات وتقليل نشاطهم (المؤذي).

شربكة أخيرة:
تأخر الشرطة في إصدار بيان حول ظاهرة الاختطاف، دفع بعض مروجي الشائعات و(ناشري الذعر) بين المواطنين لإصدار بيان (مزيف) و(ركيك) باسمها ضاعف كثيراً من (وزن) تلك الشائعات نفسها.

أحمد دندش