آمال عباس

محمد بن الجهم


٭ هو محمد بن الجهم البرمكي.. ولعل هذه النسبة جاءته من انه كان قد تربى في ظلهم وقد اتصل بالخليفة المامون وكان يحضر مجالسه ويجادل الزنادقة في حضرته وقد ولاه بعض الولايات.
٭ وكان من المنصرفين الى الثقافة اليونانية الممثلين لها يقول عنه ابن قتيبة «ثم نصير الى محمد بن الجهم البرمكي فنجد مصحفه كتب ارسططا ليس في الكون والفساد والكيان وحدود المنطق بها يقطع عمره.. والجاحظ يعده في الاطباء من فلاسفة المتكلمين كمعمر وابراهيم ابن السنوسي ويذكره صاعد الاندلسي فبمن اشتهر بعلم النجوم الطبيعي كما يشير الجاحظ الى معرفته بالهندسة وكتاب اقليدس وقد روى عنه في هذا الموضع كثيراً مما يدل على نهمه في القراءة وحرصه على المعرفة.. وقد كان متصلاً فيما يظهر بابي يوسف يعقوب بن اسحق الكندي وقد كتب الكندي له بعض الرسائل.
٭ ثم هو بعد هذا معدود في البخلاء من صنف سهل بن هارون وكان كز العاطفة اناني المذهب يصفه تمامة بن الاشرس بقوله لم يطمع احد في ماله الا ليشغله بالطمع فيه عن غيره ولا شفع لصديق ولا تكلم في حاجة متحرم به الا ليلقن المسؤول حجة منع وليفتح على السائل باب حرمانه.
٭ ويؤثر عنه في الحرص والمغالاة في المال اقوال كثيرة اورد بعضها ابن قتيبة في عيون الاخبار والحصري في زهر الآداب والشر يشي في شرح مقامات الحريري وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث.. وذكر رجل من أصحاب الكلام عنه انه اوصى عند وفاته فقال.. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الثلث والثلث كثير وانا اقول ان ثلث الثلث كثير والمساكين حقوقهم في بيت المال ان طلبوه طلب الرجال اخذوه وان قعدوا عنه قعود النساء حرموه فلا رحم الله من يرحمهم وقد تكون هذه العبارة من تحامل ابن قتيبة عليه ولكنها فيما احسب تشبهه.
من كتاب البخلاء للجاحظ

امال عباس – الصحافه