آمال عباس

الماعنده قديم ما عنده جديد؟؟!!(1)


٭ شغلتني قضية التراث منذ بدايات إدراكي لما يدور حولي أو بعبارة أخرى منذ بداية حياتي الفكرية.. شغلتني هذه القضية على محورين ظلا مكان اهتمامي وتأملي وبحثي بصورة تلقائية.
٭ على الصعيد الفني منذ ان وجدت نفسي استمع أكثر من باقي أخواتي باحاجي والغاز حبوبتي.. منذ وجدت نفسي اقف كثيراً أمام الأدوات القديمة.. أمام البرش متعدد الألوان أمام الكابدلو والدوراية والكنتوش والدحلوب والطبق والمخلاية والسعن والمشلعيب.. وامتد الاهتمام ليشمل المأكولات والملبوسات والعادات والتقاليد في كل أنحاء السودان.. بل وتجاه التراث الانساني بصورة عامة.
٭ والمحور الثاني هو الصعيد الاجتماعي والاقتصادي أذكر وأنا في مرحلة الدراسة الثانوية وعلى يد الاستاذ الراحل المقيم أبوبكر خالد ومن خلال مذكرة عن الأدب الشعبي أعدها الاستاذ الجليل الراحل عبد الله الشيخ البشير.. تعمقت صلتي بالادب الشعبي بصورة عامة وبالشعر على وجه الخصوص وكنت احفظ المربع أو القصيدة بعد الفراغ من قراءتها وشرحها مباشرة.
٭ ومنها وجدت عالماً سبحت فيه بمعاونة جهود شعبة أبحاث السودان العظيمة بجامعة الخرطوم والتي من خلالها عرفت ود شوراني والصادق ود آمنة والعاقب ود موسى وود الفراش ومسادير الشكرية وعرفت أشعار الرباطاب والحمر والحمران والهدندوة والمسبعات والقريات والرشايدة.
٭ سبحت في هذا العالم وما زلت اسبح بحثاً عن المرفأ الآمن وبذلت جهوداً في جمع الشعر والامثال والحكم والاساطير شملت مساحات كبيرة من أنحاء السودان.. وخدمتني الظروف في الوصول إلى الشرق والغرب والشمال والوسط.
٭ المهم اردت القول بأن قضية التراث ظلت تشكل بالنسبة لي هماً مقيماً من همومي تجاه عملية البعث الحضاري للأمة السودانية واعادة صياغة الانسان السوداني في اطار فرضيات ومعطيات الواقع.
٭ وفي مؤتمر التخطيط الثقافي الشامل الذي عقدته لجنة الاعلام بالاتحاد الاشتراكي السوداني 9791م قدمت ورقة ضمن محاولات أخرى بعنوان الموقف الثوري من التراث هو المدخل الصحيح لإحداث الثورة الثقافية الشاملة.
٭ وللاسف الشديد ان قرارات ذاك المؤتمر على عظمتها وجديتها لم تلاق كثير اهتمام ولما كانت هذه القضية تطرق جميع بوابات التغيير الاجتماعي بشدة وبإلحاح وتؤكد ضرورة تحديد موقف محدد من التراث صباح كل يوم فمع هذه الظروف تشمخ أهمية الحوار الخلاق بين التراث والعصر.
٭ وحتى يتوهج الايمان بالسودان حضارة وشعباً يجب ان يتصاعد طرح القضية من جديد لا سيما في هذا الخضم الهائل من ضبابية الواقعين السياسي والاقتصادي، الضبابية التي ترمي بظلالها على جميع نواحي الحياة مما جعل الكثير من الناس يصرخون هلعين على القيم والاخلاق والعادات السودانية الحميدة.. يصرخون خائفين على مستقبل السودان.
٭ ونحن شعب مازال يحمل تاريخه على ظهره وقد يصبح ذلك التاريخ حملاً ثقيلاً يتعسر علينا مع ثقله تحمل أعباء الحاضر لو لم ندرك الكيفية التي نعالج بها انزاله من فوق ظهورنا لا سيما في مجالي الأدب والفن.
٭ والتراث في الفهم العام هو ما يتركه الاسلاف للأجداد والأجداد للاحفاد والآباء للأبناء.. إرثاً في التكوين والعادات والتقاليد والقيم.

اواصل مع تحياتي وشكري

صحيفة الصحافة