قالوا العلم ممحوق.. عندما تصير الكافيتريات أكثر ازدحاما من القاعات في الجامعات فهناك خلل ما ولكن من يصلح الحال؟
الطلاب والطالبات الذين يقيمون الليالي يستذكرون دروسهم من أجل الظفر بمقعد في إحدى الجامعات هدفهم الوحيد والأسمى هو العلم والتحصيل، ثم لاحقا الظفر بوظيفة تسد الرمق، وما عدا ذلك تحصيل حاصل، ثم ما إن يلجون عبر بوابات هذه المؤسسات ينظرون إلى تحقيق حلمهم الجميل حتى يفاجأون بأن الصورة التي كانوا يرسمونها لتلك المؤسسات بعيدة عن الواقع.
فما إن يلجوا إلى هذا العالم حتى يصطدموا بالواقع الثقافي والأكاديمي والاجتماعي ما ينتج عنه آثار نفسية تتفاوت بين السلب والإيجاب تقوم على مدى تطابق الصورة التي أنشأها الخيال، وتلك الماثلة في الواقع من تشابه أو اختلاف، وهذا ما يفسر تلك التغييرات النفسية التي تطرأ على سلوك معظم الطلاب بداية التحاقهم بالجامعات قبل أن يعود جلهم إلى حالة التوازن مرة أخرى.
أبعاد جديدة
قالت الاختصاصية النفسية سلوى النو لـ (اليوم التالي): الولوج إلى هذا العالم كثيرا ما يفرز أبعاداً جديدة للشخصية التي تنضج عقليا، خاصة وأن أعمار المقبولين إلى الجامعة في العقدين الأخيرين صارت أصغر مما كانت عليه في أي وقت مضى. وأضافت: هؤلاء في الغالب مراهقون في أشد مراحل العمر خطورة، إذ تتشكل في هذه السن شخصياتهم وبنياتهم النفسية والجسدية والعقلية. وأردفت: انشغل الكثيرون بأمور أخرى اقل أهمية، تاركين الطالب الجامعي يواجه وحده مشاكله دونما متابعة وتقويم تربوي باعتباره ناضجا ورشيدا كما كان من قبل.
رؤية مختلفة
علقت صفية بدوي – طالبة – في حديثها لـ (اليوم التالي): المشكلة التي تعاني منها الجامعات أن البعض صار لا يرقى للمستوى الجامعي لا عقلا ولا سلوكا. وأضافت: اختيار الصديق مهمة بالغة الصعوبة ومحاولة شاقة للبحث عن نفس صفات صديق الطفولة. وتابعت: هناك من يسعون لتكوين العلاقات العاطفية متناسين الهدف الأساسي وهو تلقي العلم. وأردفت: صارت الكافيتريات أكثر ازدحاما من القاعات.
تدهور المناهج
اتفق كل من شملهم الاستطلاع على وجود تدهور وبعض التقصير في هذا المجال، حيث أن المناهج أصبحت جامدة لا تواكب التغيير والتجديد أو التطور العلمي، كما أرجعوا ذلك إلى العجز المالي الذي أطاح بالبنية التحتية للجامعة من توفير (المعينات التعليمية، قاعات المحاضرات، وتجهيز المختبرات العلمية)، من جهتها قالت ماجدة عمر – طالبة – إن الجامعة لا توفر (اللابات) الكافية مما يضطر بعض الطلاب للحضور يوم الجمعة، بالإضافة إلى ذلك المناهج نصفها باللغة العربية والجزء الآخر بالإنجليزي. وأردفت: يجب توحيد اللغات كي لا تكون هناك أفضليات في المراجعة.
اليوم التالي