زهير السراج

المؤامرة مستمرة !!


* لم يكن غريبا ان يعجز التلفزيون الحكومى عن بث النشرة الرئيسية قبل يومين، بل انها معجزة أن يظل التلفزيون يعمل حتى الآن، ويواصل البث مع المؤامرة الشرسة التى يتعرض لها منذ استيلاء حزب الجبهة الاسلامية القومية (الاخوان المسلمون)، على السلطة فى عام 1989، وصدور قرار سرى بإنشاء أجهزة ومؤسسات موازية لمؤسسات الدولة تتبع للحزب، وتدمير الأجهزة والمؤسسات والمشروعات الوطنية، بغرض إفراغ الدولة من مضمونها، واستبدالها بالحزب بما عرف لدى الناس وأعضاء الحزب الفاشى بـ(التمكين)!!

* معظم او كل مؤسسات الدولة ومشروعاتها الكبرى دُمرت الواحدة تلو الأخرى، بدءا من المصالح الحكومية ذات التجمعات العمالية الضخمة والنقابات القوية، خاصة التى يعطيها القانون سلطة الإشراف والرقابة على أموال وممتلكات الدولة، مثل مصلحة النقل الميكانيكى التى كانت مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالاسطول الميكانيكى للدولة من سيارات وحافلات وشاحنات ..إلخ، والتصرف فيها بالبيع والشراء والصيانة والوقود والرقابة ..إلخ ، ومثل وزارة الاشغال التى كانت تشرف على أى شئ يخص الانشاءات والمبانى الحكومية، وكذلك مصلحة المخازن والمهمات التى كانت تتولى الاشراف الكامل على الكثير من المواد مثل الاثاثات والادوات المكتبية والكهربية والملابس ..إلخ!!

* عندما اغتصبت (الجبهة الاسلامية) الحكم، وضعت نصب عينيها تلك المؤسسات الضخمة التى كانت تتمتع بسلطة الاشراف والرقابة على ممتلكات الدولة، بالاضافة الى التجمعات العمالية الكبيرة بداخلها ونقاباتها القوية المتمرسة فى العمل النقابى منذ وقت طويل، فكان أن أصدرت قرارات بحلها وتفكيكها وتشريد العاملين بها، حتى لا تقف عائقا أمام مخططاتها فى تنفيذ سياسة التمكين، ثم تلتها لنفس الأسباب المؤسسات والهيئات الضخمة مثل السكة حديد والنقل النهرى والخطوط البحرية والموانى البحرية والخطوط الجوية وكل مؤسسات القطاع العام ..إلخ، الى أن وصل الأمر الى المشروعات القومية الكبرى كمشروع الجزيرة الذى تعمدت الدولة إهماله حتى وصل مرحلة الانهيار التى يعرفها الجميع!!

* ليس ذلك فقط، بل تعمدت (الجبهة) إهمال الريف وتجريده من كل انواع الخدمات، وتدمير بنيته التحتية، لارغام مواطنيه على الهجرة الى الخرطوم وممارسة الاعمال الهامشية، بغرض تغيير التركيبة السكانية الحضرية التى كانت على الدوام رأس الرمح فى إحداث التغييرات الاجتماعية والسياسية ومقاومة أشكال القمع والقهر، وذلك حتى تتمكن من تنفيذ أهدافها بدون مقاومة تذكر، أو وعى إجتماعى يتصدى لمخططاتها، مع التضييق الشديد على المواطنين بسياسات تعسفية مثل زيادة أسعار الخدمات والسلع الاساسية، حتى تشغلهم فى حياتهم اليومية وتلهيهم عن ترقية أنفسهم والنهوض بمجتمعاتهم وهما الأساس فى تحقيق التنمية ونشوء دولة حديثة يكون فيها للمواطن الكلمة الأولى فى إدارتها والتصدى لمحاولات الهيمنة والسيطرة الحكومية، وصحب ذلك فساد ممنهج يسعى لتمكين الحزب وعضويته، ووضع كل شئ فى يدهما، بدءا من أبسط أنواع التجارة اليومية الى إحتكار كل أنواع الانشطة والخدمات بما فى ذلك التعليم والعلاج والأمن وكل شئ!!

* وحتى عندما إستخرجت الدولة البترول وضعته فى أيدى شركات أجنبية بامتيازات ضخمة جدا، ومشاركة شركات تبدو ظاهريا وكأنها مملوكة للدولة بينما يهيمن عليها فى حقيقة الأمر ويسيرها ويتصرف فيها بشكل مطلق أفراد تابعون للحزب، يسخرونها لمصلحتهم والحزب الذى ينتمون إليه، وهو ما أفرز الشريحة التى تستأثر بكل شئ فى الدولة وتملك الشركات والاموال الضخمة والسلطة والنفوذ، حتى صارت هى الدولة، ولم يعد للدولة أى نوع من الوجود خاصة مع التدمير الممنهج لكل مؤسسات الدولة، وإنشاء المؤسسات والشركات الموازية لها والتابعة للحزب!!

* ولم يسلم من ذلك حتى الجيش الذى واجه منذ أول يوم لاغتصاب الجبهة الاسلامية للسلطة مؤامرات الانهاك والإضعاف والتصفية الممرحلة، وإنشاء المليشيات العسكرية الحزبية الموازية له، والشبيهة بالتنظيمات النازية (الدفاع الشعبى)، الى أن تم تدميره بالكامل وتصفية معسكراته والاستعاضة عنه لاحقا بالمليشيات القبلية (حرس الحدود والدعم السريع) التى تدين بالولاء الكامل للسلطة الحاكمة مقابل الأموال الضخمة التى تدفع لها، مع إعطائها الصفة الرسمية حتى تبدو وكأنها تابعة للدولة بينما هى فى حقيقة الأمر تابعة للحزب!!

* وبالطبع لم يكن التلفزيون القومى بعيدا عن المخطط، فلقد تعرض مثل غيره من أجهزة الدولة، للاهمال والتدمير المتعمد وإنشاء المؤسسات الموازية المملوكة للحزب (تلفزيون الشروق)، وأخيرا المؤامرة التى تدور الآن وراء الكواليس فى انتظار اللحظة المناسبة للتنفيذ بالبيع لشركة صينية، ضمن صفقة كبيرة لبيع (700 ألف فدان) من أخصب الأراضى السودانية للحكومة الصينية مقابل ديونها على السودان التى تبلغ أكثر من (11 مليار) دولار إلتهمها غول الفساد الحزبى!!

* أمس غابت النشرة الرئيسية، وغدا تكتمل المؤامرة ويغيب التلفزيون نفسه، كما غاب كل شئ، فإلى متى يستمر الصمت والخنوع ؟!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. يا غراب الشؤم يا طاير البوم انت تفرح لمصايب السودان لانك تسير وتنفذ وصية اجدادك الغزاة المجرميين .انتم احفاد محمد علي باشا .الدفتردار سلاطين ومحمد سعيد جراب الفول .
    حتى اصبح وجهك مثل قرد الطلح.
    اين اجدادك الغزاة العملاء من الوطنيين علي عبداللطيف وعبد الفضيل والشريف يوسف الهندي والازهري والامام المهدي وابنايه وعلي الميرغني.
    يا سلالة العملاء الذين دمروا السودان وباعوا حلفا
    ان الشعب السوداني ثم يرمي جثثكم في حديقة الدندر للوحوش ولكن وحوش السودان اكثر وطنية وعفة منكم .يابقايا الخديوية المجرمة .الف تحية وسلام للبطل حميدتي وشباب السودان في وسايل الاتصال والغزي والعار للعملاء من اشكال زهير السراج الملحد وحرم شداد وكلب العملاء حاتم السر وزيادة حمور

    1. لي معلوماتك يا آدم زهير السراج من أسرة السراريج من أمدرمان و ممكن تمشي تسأل لو ما بتعرف انو أصلهم من العراق و كانوا فقهاء و رجال ساهموا في بناء هذا الوطن ولا زالوا, و لم يأتوا مع جيوش الغزاة أو يسلموا سيف جدهم للغازي و بالتأكيد لم يبيعوا الوطن للصينين و يكنزوا الذهب و الفضة , و زهير نفسه أستاذ جامعي لا زال يقدم العلم و المعرفة لابناء هذا الوطن و رغم اختلافنا في كثير مما يكتبه الا انه قلم شريف و لا يشترى بالمال . !

      بدل ما تناقشوا الحجة بالحجة فضلت أنك تهاجموا من غير ما تفيد الناس بأي معلومة !!.