مهرجانات السياحة والتسوق بالولايات .. ملاحظات
جهد كبير قام به والي جنوب كردفان، اللواء ” عيسى آدم ” في تنظيم مهرجان السياحة والتسوق بالولاية – النسخة الثانية، وهي بالفعل ولاية سياحية واعدة بما حباها الله من طقس رائع وطبيعة خلابة .. جبال و تلال .. وخضرة مد البصر، ولكن الحرب قاتل الله من أشعلوا نيرانها، عطلت كل مشروعات التنمية والسياحة في جبال النوبة لسنوات طويلة .
الآن تتنافس عدد من الولايات على إقامة مهرجانات للسياحة والتسوق من البحر الأحمر للجزيرة إلى جنوب دارفور وجنوب كردفان والشمالية مهرجان البركل، هذا حسن، و) الكحة ولا صمة الخشم (، ولكن المطلوب أن تتطور الفكرة ويرتقي التنفيذ بحيث تشارك في هذه المهرجانات سلسلة فنادق عالمية وشركات طيران دولية، ومؤسسات عربية وغربية وأفريقية معنية بالسياحة ومتخصصة في الترويج لمثل هذه المشروعات. .
لأنه بصراحة، ليس هناك تسوق حقيقي، لا في ” مدني ” .. و لا في ” بورتسودان ” .. و لا في ” كادوقلي “بالتأكيد ، كما أن حركة السياحة الداخلية من ولايات السودان المختلفة إلى هذه المهرجانات ما زالت محدودة جدا، ومحصورة غالبا في بعض سكان حاضرة الولاية .. مقر المهرجان .
لابد أن تخترق حكومات الولايات بالتنسيق مع وزارة السياحة الاتحادية الحجب، وتستقطب شركاء إقليميين ودوليين لهذه المهرجانات، حتى لا تكون مجرد تظاهرة سياسية عابرة .. برتوش فنية تراثية، ينتهي زخمها بعودة رئيس الجمهورية أو نائبه الأول إلى الخرطوم عقب الافتتاح .
مهرجان” دبي “للتسوق في دولة الإمارات العربية المتحدة مثلا، قام على فكرته الأولى سودانيون معروفون من رموز الجالية بالإمارات، فما الذي يمنع من الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال؟
صحيح أن فارق الإمكانيات والميزانيات كبير، لكن العقول النيرة والأفكار الخلاقة والطاقات البشرية هي التي تجلب المال وليس العكس، والدليل أن” دبي “نفسها ليست إمارة بترولية، مثل” أبوظبي”، لكن صروح السياحة والتسوق والبنى التحتية والتنمية العمرانية الموجودة في” دبي “غير متوفرة في جميع عواصم دول الخليج العربي، والسبب أن قيادة هذه الإمارة الصغيرة استعانت بمستشارين وخبراء من العالم الأول وعباقرة من العالم الثالث، وأفسحت لهم المجال واسعا و تركت أمامهم الأبواب مشرعة، ليبتكروا ويبدعوا .. وهو ما نحتاج إليه هنا في السودان لتطوير مشاريع البنى التحتية ، وافتراع مسارات طموحة للنهوض بالسياحة في البلاد .
يجب أن تتأنى بقية الولايات قبل مجاراة التجربة، لتطوير وتحديث هذه الفكرة الراقية .
الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي