شكري في الخرطوم.. «أهــى ليلـة وفراقها صبح »
– وفرقة من الجيش المصري تطارد مجموعة معدنين سودانيين في جبال حلايب، وتشهد في ذات الاثناء القاهرة حفلة دبلوماسية خاصة بالسفير السوداني، ورغم ان المناسبة خاصة وتنجر وراءها عوامل الربط بينهما وبين ما يحدث في ذاك الوقت من تصعيد جديد للسلطات المصرية ضد السودانيين في مثلثهم التاريخي،
الا ان الداعي الذي رسم في مخيلتي هذه التراتبية بداية وربطها ان البعض منا يرى ان ضعف المواقف البائن لعدد من دبلوماسيينا في كثير من القضايا يضع علامات استفهام كثيرة، والوجه الآخر ان الدبلوماسيين انفسهم بما فيهم وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور يتنطعون وراء اكذوبات الدبلوماسية الناعمة مع السياسة المصرية تجاه السودان، وكثيراً ما مارست القاهرة (الاونطة) علينا وجبلنا عليها حتى صرنا نمسك يد وزير الخارجية المصري في آخر رحلة له للخرطوم.. انظر مرافقة غندور لشكري من سلم الطائرة وتحول حالاً الى اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة بين البلدين لتتنبأ بما سيجري من لقاء بروتكولي عادي اوجه صرفه ونهايتها الروتينية والحديث عن مناقشة العلاقات والملفات الخلافية بشفافية ووضوح، والزيارة التي يبدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري تنفيذها بالفعل اليوم تحمل في طياتها كثيراً من الجوانب المهمة لدينا في الخرطوم، لكن بالمقابل تبدو في القاهرة ليست ذات فائدة ومغزى ووزير الخارجية المصري لم يلتزم يوماً بالموعد المحدد لانعقاد اعمال اللجنة، فدائماً ما يتأخر يوماً ويومين بحجج مختلفة آخرها تمثل في سوء الاحوال الجوية وآخرها امس عندما اعلنت وزارة الخارجية رسمياً ان شكري سيشهد فاتحة اعمال اللجنة المشتركة، وهو ما تم تأجيله كالعادة لتجهز الخرطوم موعداً لم تجد له مطرحاً عند القاهرة.
(1)
في الخرطوم والقاهرة ربما تتشابه او تتماثل وضعية وزيري الخارجية، فهما يحملان كماً ثقيلاً من القضايا الخاصة كل ببلده، ورغم رفض فكرة انهما بلا صلاحيات واسعة في عملية التجهيز الدبلوماسي لحلحة القضايا والملفات الخلافية، الا انه عند المتابعة نفسها لاداء الوزيرين تنتابك كثير من الرؤى والتحليلات كما يعتقد دبلوماسي متقاعد، وعلى الناحية الاخرى يظهر الوزيران رغبة بعلامة كاملة في حسم العلاقات المضطربة بين البلدين والمتصاعدة وفق ملفات خلافية قديمة واخرى تتبلور مع اطلال كل قضية مشتركة بينهما.ولإكمال ما سبق ذكره يعتبر الدبلوماسي المتقاعد ان الزيارة في مجملها امر روتيني وفق قرار الرئيسين البشير والسيسي بتكوين اللجنة السياسية المشتركة وتقليد وزراء الخارجية رئاستها، ويرى الدبلوماسي ايضاً ان رأس الرمح هو اللجنة القنصلية التي فشلت تماماً في التقدم انملة نحو حل الازمات المتصاعدة والملفات الطريحة النقاش على طاولتها التي يقودها من جانب الخارجية هنا وكيل الوزارة عبد الغني، بينما يرأسها من الجانب المصري مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الافريقية.
ويعود الدبلوماسي قريباً الى وضعية مصر بادارات الوزارة، ويري ان نقل الملف لادارة دول الجوار هو خطوة جيدة وفق رأيه، ويجزم بأنها الخطوة الوحيدة الصحيحة التي قامت بها الوزارة تجاه مصر دونما التقدم في صناعة وترسيم علاقة طبيعية مع الدولة الجارة.
(2)
قبل اعمال اللجنة الحالية والسابقة التي انعقدت اعمالها بالخرطوم في ابريل تقريباً الماضي في عاصف وملتهب من القضايا والمشكلات التي دلقتها الاجهزة المصرية على سطح العلاقة، فبينما منعت السلطات المصرية صحافيين من دخول مصر واعادت آخرين الى مطار الخرطوم من مطار القاهرة في خطوة تصعيدية جلبت السخط للقاهرة وسط الرأي العام هنا، بينما ذلك اجاب وزير الخارجية سامح شكري على اسئلة الصحافيين في الخرطوم حول عدد من الملفات وتعمد الاطاحة باخريات من الاسئلة من رصيف الاجابة، وقلد شكري كل الاجابات بكل اصناف العبارات الدبلوماسية حيث لم تخرج منه اجابة واحدة مباشرة حول قضية ما طرحها اولئك الزملاء في مؤتمر صحفي مشترك مع غندور في النادي الدبلوماسي بالخرطوم.
وفي ذلك المؤتمر الصحفي كذلك تجاوز وزير الخارجية المصري الإجابة عن عدد من الأسئلة حول مقتل سوداني بنيران الجيش المصري في حلايب واختراق الطائرات المصرية الأجواء السودانية وفق ما نقله وزير الداخلية للبرلمان في ذاك الوقت.
وبدأ الطرفان آنذاك اجتماعات ثنائية بالاتفاق على تعزيز التنسيق المستمر بين الأجهزة المختلفة في البلدين. وأظهر بيان ختامي للمباحثات إشادة بالتواصل المستمر بين وزارتي الخارجية وسعيهما الدؤوب لتعزيز وتمتين العلاقات في جميع الأصعدة.
ومنح اتفاق بين السودان ومصر مهره بالتوقيع وزيرا الخارجية، مواطني البلدين الحق في البقاء بالدولة الأخرى ستة أشهر قابلة للتجديد وفترة سماح شهرين آخرين للإقامة دون فرض غرامات.
وكالعادة خرج غندور في المؤتمر من باب الاجابة المباشرة الى الحديقة الخلفية لطرح كل ما دار في الاجتماعات بالقول: (لا نستطيع الإدلاء بالاستراتيجية التي اتفقنا عليها الآن).
(3)
حقيبة غندور:
حقيبة غندور وفق المعادلات الجارية الآن عنوانها هو معاملة السودانيين وما جرى لهم في حلايب وشلاتين طوال الاسابيع الماضية او يجب ان تكون كذلك وفق ما يجري هناك من مطاردات وملاحقات وحملات للسودانيين، وعلي الارفف توجد ملفات قديمة كثيرة ربما تدخل مباشرة لطاولة النقاش التي سوف تجمعه اليوم مع شكري، منها العلاقات الثنائية ومستوى احرازها التقدم وتقييمها، كما ان للخرطوم كثيراً من الملاحظات على ملفات مشتركة ترغب في تلقي الاجابة حولها، مثل تلقي الحركات المسلحة الدعم والاقامة في القاهرة.
(4)
حقيبة شكري:
هي بالتأكيد الحقيبة ثقيلة الوزن، وتحمل كماً من الملفات المختلفة ابرزها السؤال المؤرق للقاهرة: لماذا تؤرق القاهرة، لماذا صادراتنا الزراعية موقفة حتى اليوم؟ وتعتمد القاهرة على هذه الزيارة كمحاولة ثامنة لحل ازمة صادراتها واطلاق سراحها، وتضم ايضا حقيبة شكري ملف الإعلام الجانب المزعج للقاهرة، فكلما تصاعد هنا في القاهرة ضد السياسة المصرية ارتفع ضغط الحكومة المصرية، وعرجت مباشرة لاستخدام سلاح (الاونطة) في تحميل اعلامنا مسؤولية تصعيد وتيرة العلاقات للاسوأ، وتناست عمداً الاساءات المتتالية التي يكيلها الاعلام المصري بكل (قوة عين) للدولة السودانية تاريخاً وسياسة، وهاجم المسؤولون الاعلام في الخرطوم في تناوله للقتل والبطش المصري في حلايب ارض السودان المحتلة، ومن ضمن الملفات المتوقعة التي يحملها شكري كذلك موضوعات الازمة الخليجية وسد النهضة، رغم ان الاولى ليست اعمال اللجنة السياسية مكانها، لجهة ان للخرطوم موقفاً معلناً ومعروفاً حول الازمة الخليجية، لكن في ممارسة (اونطة) جديدة كما يرى المتابعون نقل المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية احمد ابو زيد في تصريحات قبل ثلاثة ايام ان زيارة شكري للخرطوم ستناقش ازمة قطر وسد النهضة.
ومن حقيبة شكري تظهر بجلاء ملفات المياه وهاجس سد النهضة الاثيوبي الذي قطعت فيه اثيوبيا شوطاً كبيراً في انشائه، وكلما اقتربت اثيوبيا من مرحلة تخزين المياه ببحيرة السد ارتقت عوامل الضغط على الحكومة المصرية التي تواجه ضغوطات اخرى في سيناء واخرى خارجية، بسبب موقفها الموصوف بغير المعتدل تجاه الأزمة الخليجية.
(5)
ختاماً تأتي حقيبة التوقعات لما يمكن أن يجري اليوم حال وصول شكري للخرطوم بالفعل، وتتجه كل تلك التوقعات الموجودة بحقيبة المراقبين الى ان الاجتماعات لن تتقدم للأمام للدفع بالعلاقات في مسارها الصحيح، لتعتبر انها بمثابة اجتماعات روتينية عادية، تفتقر للرغبة في العادة من الجانب المصري الذي لا يبدي استعداداً لحل كبرى الازمات، وهي موضوع حلايب الثيرمومتر الذي يتحكم في درجات حرارة العلاقة. وحتماً لن تشهد جولة اللجنة هذه جديداً حالما فضل الجانبان خاصة المصري عدم إظهار جديد ورغبة صادقة في حلحلة الخلافات التي تحيط بعلاقة البلدين.
هيثم عثمان
الانتباهة
ايها المصري الذليل الحقير ماذا ستطرح وتقدم للسودان والشعب السوداني؟
هل هناك أية آمال في تغيير سلوك مصر السياسي وألأخلاقي والهجوم علي السودان وشعبه ارضه وماءه ؟
هل تعلم أنه لو تولي وزارة الخارجية السودانية شخصية سودانية اصيلة وأصلية كنت ستفاجأ بموقف السودان الرسمي والشعبي ضد اعتداءاتكم المتكررة لفظا وفعلا علي بلادنا دون ان يردعكم دين ولا خلق ولا جوار ولا اعتبار ولا احترام؟
هل ستعلن سحب عساكركم المصرية المشهود بتاريخها منذ اول التاريخ ونحن اعلم بتاريخكم كله منكم هل ستخرجون من حلايب وشلاتين؟ هل ستقدمون اعتذاركم بتغولكم علي ارض السودان وايضا قتل مواطنيه علي ارضه وبلده؟
هل ستسلمون بسد النهضة الأثيوبي وتعترفون بأن السد سيقوم بصرف كمية الماء المقررة لكم طبق اتفاقية 1959؟
هل ستعلنون علي العالم وتعترفون وتبوسون الأرض بتعبيركم المنحط بأنكم كنتم تسرقون مياه السودان منذ العام 1889 وانكم استمررتم في هذه السرقة خاصة بعد اتفاقية 1959 وبمعدل يصل الي عشرة مليار سنويا هي كمية المياه السودانية التي تسرقونها سنويا؟
وألآن وبعد سد النهضة وافتضاح سرقاتكم التي لا يحصيها الا الله تعالي هل تستمعون لصوت العقل وتتركوا شعوب السودان واثيوبيا يهنأون ويستخدمون مقدراتهم الطبيعية دون تطفل او تغول او سرقة منكم؟
هل تعلتم شيئا من الأخلاق والأدب بل والدين حتي تحترمون الشعوب الأخري خاصة شعبي السودان واثيوبيا فلا تتطاولون بأعلامكم النتن الفاجر العفن وتسبوا خلق الله تعالي وأنكم والله وبحق اكثر الشعوب دناءة وأقلهم خلقا ودينا بل ليست بألأساس لديكم ؟
هل ستلتزمون بمواثيق وعهود مكتوبة وممهورة بكل ما سبق دون نفاق او كذب وتمثلون كأفلامكم وتظهرون غير ما تبطنون وتضمرون كعادتكم الحقد والحسد والعدواة للسودانيين كعهدكم ؟
و يا مبعوث المصريين هل انت علي قناعة بأننا نثق فيكم بعد ان جاورناكم منذ الآلاف من سنوات الزمن ورأينا فيكم كل مخازي الأنسان فيكم؟
ارجو الا يكون السب و الشتم اسلوبا …و هنا اشك في ان كاتب الرد سوداني….