وقف إطلاق النار من قبل الحلو .. إرهاصات السلام
بعد ساعات من الخطاب النداء الذي أطلقه والي جنوب كردفان اللواء أمن مهندس عيسى آدم أبكر أمام حشد كبير من المواطنين بأستاد كادقلي حاضرة الولاية وبحضور الرئيس البشير بمناسبة انطلاقة مهرجان جنوب كردفان الثاني للسياحة والتسوق، والذي دعا فيه عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال للجنوح للسلم وقال له “أرحم أهلك” وعبر له عن استعداده للتنازل عن موقع الوالي مهراً للسلام، فاجأ الحلو الأوساط بإعلانه وقف لإطلاق النار بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إعلان أتى في وقت نشط فيه المواطنون للاهتمام بالزراعة، وعبروا فيه عن رغبتهم في السلام والاستقرار من خلال الأغاني والموسيقى التي عزفوها خلال مشاركتهم في المهرجان، والذي قدموا إليه من مختلف محليات الولاية :: نبذ الحرب ::الوالي في خطابه أشاد بقرار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بوقف إطلاق النار، ولكنه أنصف الحركة الشعبية أيضاً، وقال إنها التزمت بالوقف خلال الفترة الماضية، وبغض النظر عن أن خطوة عبد العزيز الحلو أتت استجابة لنداء اللواء عيسى أم لا، فإن الأخير، وفي منصته تلك لم يعدم الأمل عندما بعث له برسالة شخصية قال له فيها نحن “تاني مادايرين حرب” تعال بكل عزة والعايزو بنديك ليه، ونمد أيادينا بيضاء إليك”، لتصبح تلك الكلمات التي نقلتها وسائل الإعلام بمثابة حسن نوايا وتمهيد لأجواء سلمية توجه رئيس الحركة الجديد بإعلانه ذلك، لينزل برداً وسلاماً على الأهالي الذين طالما عانوا ويلات الحرب مباشرة أو بكشل غير مباشر:: صورة في ذهن الأسقف ::النوايا الحسنة من الحكومة ممثلة في والي جنوب كردفان لم تكن هي وحدها التي وصلت الى آذان قادة الحركة الشعبية، إذ أن كبير أساقفة كنيسة كانتربري البريطانية جستين، ويلبي قد بعث برسائل لكافة أطراف النزاع قبل أيام، وفي ختام زيارته للسودان، أكد فيها على ضرورة إحلال السلام في المنطقتين، وأعرب عن أمله -في مؤتمر صحفي عقده بمطار الخرطوم- في أن تتمكن حكومة السودان من تحقيق السلام والتصالح من أجل النازحين، وقال “أريد أن أترككم مع صورة مازالت عالقة في ذهني لطفل صغير في كادوقلي لم يتجاوز عمره السابعة، أتى مشياً بمفرده من منطقة النزاع بعد أن فقد والديه.. وزاد عندما نكافح من أجل السلام والتصالح فإننا نفعل ذلك من أجله و من أجل مئات الأطفال الآخرين مثله ومن أجل النساء والرجال والمستقبل”:: قصص ملهمة :: كبير أساقفة كانتربري الذي يعد أحد أبرز رجال الدين في بريطانيا والذي أتت زيارته للسودان بدعوة رسمية من الكنيسة الأسقفية السودانية بالتعاون مع وزارة الإرشاد والأوقاف لتدشين
مُجمّع السودان ليصبح المجمع رقم ٣٩ في مجمعات الكنيسة الأنجليكانية حول العالم ، قال أنه سمع في كادوقلي قصصاً ملهمة من القادة المسيحيين والمسلمين الذين يريدون السلام، والذين يعملون معاً بنشاط لتحقيق ذلك، هم بحاجة إلى السلام، فهم يعلمون أكثر من أي شخص آخر :: توجه نحو السلم ::الخبير الاستراتيجي اللواء معاش محمد عباس الأمين قال في حديثه لـ (آخرلحظة) أمس إن قرار عبد العزيز الحلو هو تغيير باتجاه السلام، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات التي حدثت إقليمياً ودولياً، وأدخل الحركة الشعبية نفسها بجانب التأييد الدولي والإقليمي للسودان بعد انضمامه لعاصفة الحزم، وأضاف من ناحية تحليل سياسي سليم فإن الحلو متوجه نحو السلم، واذا كان هو ناضج سياسياً، فعليه أن يأتي فعلياً لأن الحرب لم تات بنتائج طيلة السنوات الماضية، وفي تقديري فإن الظروف الراهنة وعدم وجود النفوذ له وكذلك الثروة لن تمكنه من كسب تاييد الإقليم على حساب الحكومة.
تقرير:لؤي عبدالرحمن
اخر لحظة