صلاح الدين عووضة

أو (موتوا) !!

*لينس الناس الحكومة في موضوع الأسعار..

*فكلامها واضح منذ البداية : تحرير السوق…ورفع الدعم…وإلغاء الرقابة..

*ومن ثم فلا معنى لصراخ الناس الآن جراء جنون الأسعار..

*ولا صراخهم كل حين وآخر طوال مسيرة الإنقاذ…ومسيرة التحرير الاقتصادي..

*فمفروض أن يكون هذا الصراخ من الأول…من زمان..

*ولكن بما أنهم صمتوا….فليواصلوا صمتهم هذا إلى نهاية المطاف..

*مطاف الإنقاذ……أو السوق…….أو هم أنفسهم..

*وليوجهوا صراخهم نحو الجهة الوحيدة التي (يقدرون) عليها…وهي السوق..

*ليصرخوا في وجوه التجار…والسماسرة…و(التماسيح)..

*فهؤلاء استغلوا سياسة حكومية (مشروعة)…وأثروا بسببها ثراءً (غير مشروع)..

*وطفقوا يمارسون أقبح أنوع الجشع تحت سمع وبصر الحكومة..

*بل وتحت رعايتها… ومباركتها………ولا مبالاتها..

*فليس أمام الناس الآن سوى خيار واحد : التظاهر في شوارع السوق ضد التجار..

*وقد يقول البعض: بل في الشوارع العامة ضد الحكومة..

*ونقول : طيب (ومالو) ؟!..إن تم هذا فخير وبركة…

* وسيكون تظاهراً مشروعاً أيضاً……مثل جشع التجار المذكور..

*ولكن الحكومة قيدت هذه المشروعية الدستورية بقوانين..

*فلا بد لمن ينوون التظاهر الاحتجاجي من الحصول على إذن شرطي أولاً..

*والأذن الشرطي وراءه إذن أمني…فسياسي…فسيادي…فـ…..

*يعني باختصار (تنسوا)…خاصةً وإنه ما من أحد رأى (لبن العصفور) هذا أبداً..

*وقد يتمادى هذا البعض ويطالب بتظاهر من غير إذن..

*ولكنه تظاهر جُرب كثيراً…وفشل كثيراً…وسقطت لافتاته – وشعاراته – كثيراً..

*ومنها لافتة (حضرنا ولم نجدكم)…فلا أحد يجد أحداً..

*أو بعبارة أخرى: ما من حزب معارض يجد الآخر في الميدان..

*فكل واحد منها يكتفي بالتحريض……ثم (يلبد)..

*ولذلك دعونا نكون واقعيين ونعلن التظاهر ضد (سلطة) تجار السوق..

*فما من أحد سيموت إن لم يأكل لحماً لأكثر من شهر..

*أو كوسة…أو بامية…أو بطاطس…..أو أيَّاً من الخضروات التي (جُنَّت) أسعارها..

*وكذلك الفواكه التي قفزت أسعارها قفزاً جنونياً..

*وفي مصر حين جن الجزارون – وأسعارهم- أعاد الناس إليهم عقولهم سريعاً..

*أو أعادوهم هم إلى عقولهم التي غادروها بفعل الجشع..

*وكان للنساء الدور الأبرز في عودة (التعقل) هذا…وعودة الأسعار لحدود (المعقول)..

*فلنعلن الإضراب والعصيان والتظاهر على السوق..

*ولو نجحنا في ذلك ستتعقل الأسعار بأسرع مما جنت…وكذلك عقول التجار..

*وسيتعقل – تبعاً لذلك – الدولار……و(تماسيحه)..

*فلا يمكن أن نظل عاجزين إزاء كل شيء…فيهزمنا كل شيء..

*يهزمنا حتى مقام (أضعف الإيمان)……على صعيد إرادة الشعوب..

*لن تموتوا إن (جعتم) عن الذي (يُشبع) نهم التجار..

*إن امتنعتم عن اللحمة…والكوسة…والبامية…والبطاطس…والفاكهة شهراً واحداً..

*فإن عجزتم حتى عن هذا فـ(موتوا أحسن !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. ثقافة مصرية وتفكير مصري فليس في مصر الا التفكير في كيف يملأون بطونهم ولهذا كل مايشغل بالهم هو اللحمة والكوسة والسمن اما نحن في بلادنا او علي الأقل جيلنا ايها المصري فلم نفكر يوما ما هي الوجبة التالية وكيف تكون يامصري. وها أتي زمن يكون فيه امثالك ليدنسوا عقول السودانيين بثقافة وفكر اللحمة وانيس واحسان. يامصري. انها فعلا ثقافة الجوع والكلت والشبق والعين الفارغة والنهم. اين السودانيون يابني الوطن ولماذا نصدم ابصارنا وعقولنا بمثل هذا التفاهات ؟