تحقيقات وتقارير

د. غازي صلاح الدين العتباني يكتب: بروفسور قرشي على الأكتاف والقبعات مدلّاة

كتاب ذكريات قرشي يجمع بين الوقائع والتحليل واستخلاص الدروس، والحصيلة النهائية أنه ليس محض كتاب، إنه أكثر من ذلك بكثير
“على أكتافهم” أطروحة سياسية فكرية تولَّدت من مخاض عسير جمع ما بين الفكرة والواقع، ما بين الأمل والعمل
مسامرة قرشي علّمتني الكثير عن عالم الحلاوين. وقرشي مسامر جيد فيه روح دعابة ممزوجة بقليل من المرارة المحببة التي خلفتها مصاعب الدهر وتصاريفه
في هذا الكتاب تبدأ معارك قرشي الكبرى في كلية الطب، ثم نزوحه إلى جامعة الجزيرة، ثم الحرب الأمدرمانية في الجامعة الاسلامية، ثم معاركه في وزارة الصحة، ثم في جامعة الزعيم الأزهري، وأخيراً في درة حصاده وقمة إنجازه الجامعة الوطنية
كُتب هذا الكتاب وشرايين صاحبه وجيله الذي ينتمي إليه ما تنفك تنبض بعنفوان وقوة. لذلك هو ليس كتاب ذكريات باردة تتسلى بترديدها جماعة أكملت مشوارها في الحياة ثم انتقلت إلى مقاعد النظارة
الكتاب ثٓبْت شخصيات بلا حدود. ذاكرة قرشي تتجلى كأنه في العشرين. بدأنا بأهله الأقربين، عرّفنا بكل واحد فصرنا كأننا نجاورهم في “مناقزا”
استمعت مرة إلى أديبنا الكبير الطيب صالح بمناسبة كرّمه فيها عدد من المثقفين العرب، واستمتعت بكلمته التي شدّت كل المستمعين. كان رحمه الله، إضافة إلى مواهبه العديدة، يمتلك صوتاً ذا أغوار يخرج منها عميقاً ودافئاً ومطمئناً كما لو أنه يسترق السمع لهمسات من حواشي الغيب. لكن احتفائي بكلمته لم يشف ضيقي بتواضعه الجمّ عندما تحدث وكأنه يقول: أنا شخص عادي لا أستحق كل هذا التكريم.
على نفس مسلك أديبنا الكبير في التواضع سلك صديقنا الأستاذ الدكتور قرشي محمد علي في مذكراته، حين أوشك أن يرد المكاسب التي حازها في مسيرته مع العلم والطب إلى آخرين، كنّى عنهم بالأكتاف فسمّى مذكراته “على أكتافهم”. حتى الذين أساءوا إليه في ظني شملهم الفضل. هذا ما استفزني إلى عنوان مضاد يدعو إلى حمل صديقنا قرشي على الأكتاف وخلع القبعات والعمائم كناية عن الاحتفاء به والتقدير له.
سمة التواضع قديمة في هذا الحيّ من البشرية، ومواعظ لقمان النوبي السوداني لابنه في القرآن كلها حضّ على التواضع: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)، (واصبر على ما أصابك) ، (ولا تصعِّر خدك للناس)، (ولا تمش في الأرض مرحاً)، (واغضض من صوتك)، (واقصد في مشيك).
المعاملات الإدارية في كلية الطب كانت باللغة الإنجليزية. ولَمَّا كان حرف القاف في قرشي والغين في غازي يجتمعان في حرف ال G في الإنجليزية فقد صرت وقرشي في مجموعة واحدة مكونة من حوالي عشرة أشخاص. هكذا ارتبط مصيرانا وافترقا.
عمّقت ودّنا القربى الفكرية وأيضاً – يا للعجب- كراهيتي لمادة التشريح – مصدر رعبي الدائم. الداخل إلى المشرحة تصفعه رائحة الفورملين الكريهة النفاذة المرتبطة عندنا بالموت. الخطوة البغيضة التالية استخراج الجثة التي تشرحها المجموعة من أحواض الفورملين. الحوض الواحد أطول وأعمق من حوض البانيو وبه ٤-٥ جثث مغمورة تحت الفورملين السائل. علينا التقدم لأخذ الجثة من المنكبين ثم رفعها والتحديق فيها بقوة للتعرف على وجهها والفورمالين يجري على صفحات الوجه والرأس. من المحتمل أن يكون الوجه مشرحاً سلفاً وعندئذ عليك أن تتعرف على جثة بنصف وجه أو بلا وجه بتاتاً. من النادر نجاح المحاولة الأولى، علينا أن نعيد المحاولة البغيضة عدة مرات.
ما أن نسجي صاحبنا على طاولة التشريح حتى ينبري قرشي للمهمة التى لا يتقنها إلا المعلمون الكبار، بكفين عريضين ككفي تربال وأصابع طويلة كأصابع مايسترو، يدير مشرط التشريح بسلاسة رسّام يضرب بالفرشاة ليكشف عن أسرار الخلق وآيات التكوين وعجائب الصنعة الإلهية. وبلحظة يتحوّل الدرس المتجهّم إلى مادة ملهمة هي أساس الطب منذ عهد الإغريق والفراعنة قبلهم، وحجر الزاوية الذي لا يثبت بدونه بناء.
قيل في أبي حنيفة إن أصحابه كانوا ينازعونه في كل شيء فإذا قال أستحسن لم يجاره أحد. وهكذا الأمر إذا قال قرشي قولاً في علم الأجنَّة الذي هو الفرع الأكثر تجديداً وإثارة في علم التشريح.
في عالمي الموازي كانت تسوقني جنيّات الفكر والجدل إلى أسئلة حول الموت والحياة، والفناء والنشور، والخلق والبعث، وعن صاحبنا المسجى أمامنا، من هو؟ ومن أهله؟ وهل يعلمون ما حل به؟ وأنه مقيم مع آخرين في حوض فورمالين، تلك المادة الكريهة النفاذة. وفِي نهاية الفترة عند الامتحان حاز قرشي الدرجات العليا في التشريح وبقينا نجادل الجنيات.
مستقيم البناء، حتى وهو يغازل السبعين، أقرب إلى الطول، لكنه ليس بالشمراخ المتمايل، أبيض بياض عربان الخليج حتى تحسبه تذكر هجرة العرب بعد ألف عام من النسيان فأقبل مهرولاً. لخّص أستاذ قرشي تجربة حياته المشحونة بالأحداث والتحديات والمصاعب، ووصف نهجه في تعامله معها واستجاباته لها في حوالي مائتين وخمسة وثمانين صفحة ليس فيها عبارة نابية أو جملة حوشية.
الكتاب ثٓبْت شخصيات بلا حدود. ذاكرة قرشي تتجلى كأنه في العشرين. بدأنا بأهله الأقربين، عرّفنا بكل واحد فصرنا كأننا نجاورهم في مناقزا. من فاته أن يذكره قرشي في مسارات حياته المشتجرة، فقوانين الإحصاء تغلب ألا يذكره قريب مجاور أو زميل معاصر. وكل فرد تقاطعت آثار أقدامه معكما يمنحك قرشي ديباجة وصف جامعة له، وصفة إيجابية دائماً مبعثها حسن ظن المؤمن، لا الغرارة.
كتاب ذكريات قرشي يجمع بين الوقائع والتحليل واستخلاص الدروس، والحصيلة النهائية أنه ليس محض كتاب، إنه أكثر من ذلك بكثير.
رغم أدبه الجم لا يتقاصر قرشي عن الجلاد والقتال بسيوف لا تغمد ولا تعلق للزينة، سيوف كسيوف النابغة “بهن فلول من قراع الكتائب”.
في هذا الكتاب تبدأ معارك قرشي الكبرى في كلية الطب وتعريف وضعيته بعد حصوله على الدكتوراه من جامعة لندن، ثم نزوحه إلى جامعة الجزيرة، ثم الحرب الأمدرمانية في الجامعة الإسلامية التي عَنْوَن لها “بمشايخ أمدرمان”، ثم معاركه في وزارة الصحة، ثم في جامعة الزعيم الأزهري، وأخيراً في درة حصاده وقمة إنجازه: الجامعة الوطنية. في سرد تلك المعارك وصف علاقته، المأزومة مع السلطة، حتى وهو يعمل في خدمتها. ولَم يتردد ولا تلعثم وهو يعبر عن موقف خلافي مثل موقفه المؤيد بقوة لسياسات ثورة التعليم العالي.
معرفتي بقبيلة الحلاوين -أهل قرشي- كانت قديمة وأكاديمية، كنت أعرف أنهم ينتشرون في الجزيرة وفي وسطها تحديداً، وأن منهم أنصاراً للإمام محمد أحمد المهدي، ومن أعلامهم محمد الأمين القرشي الداعية المعروف، وقرشي ود الزين أستاذ الإمام المهدي، ومن أبطالهم المذكورين عبد القادر ود حبوبة وود البصير أحد قواد المهدية.
مسامرة قرشي علّمتني الكثير عن عالم الحلاوين. وقرشي مسامر جيد فيه روح دعابة ممزوجة بقليل من المرارة المحببة التي خلفتها مصاعب الدهر وتصاريفه. وعندما لا يكون لدينا استدعاء لمهمة تنظيمية في البركس، أو في الحالات النادرة التي يغيب فيها حارسنا ورئيسنا مجذوب الخليفة الذي، كان لا يرى في سمرنا سوى اقتطاع غير مأذون ولا مأجور من زمن الأمة الإسلامية، عند ذاك كان يحلو السمر فيحدثنا قرشي عن قريتهم الصغيرة “مناقزا” التي كان أهلها لايعدلون بها مدينة أو قرية في العالم، حتى إذا سأل المدرس أحد التلاميذ “وأين تقع مناقزا هذه” أجاب “جنب أنجضوا”. من الحظوظ أن أتيحت لي زيارة مناقزا في ضيافة قرشي فوجدت أهلاً كراماً وقرية دخلت تاريخ السودان بكسب أبنائها واجتهادهم.
قرشي يكتب بأسلوب يشق على البعض مجاراته فهو خريج خلوة كان قد قطع شوطاً في حفظ القرآن قبل أن يلتحق بالمدارس النظامية، كما أنه، كمعظم خريجي الخلاوي، مجوّد للكتابة العربية يخطّ حروفه برسم متقن ومدقق بلا خربشات ولا نتوءات تشغل القارئ عن تدبر المعنى. وكم كنتُ أغبطه على مواهبه في اللغة وأتحرى لحنه دون جدوى، حتى هفا هفوة صغيرة ذات مرّة في عريضة رفعها للإدارة باعتباره الممثل المنتخب لطلاب السنة الثانية الجدد فذكر فيها كلمة “سرائر” حيث كان ينبغي أن يكتب “أسرة” أي التي ينام عليها الناس، وليس السرائر بمعنى “الطوايا”. وعندما نبهته إلى الخطأ، وقد ازدهاني انتصاري الهزيل، ابتسم وصحح الجملة.
تجربة قرشي المدوّنة في مذكراته لها مذاق مختلف لأنها تكوّنت من كسب سياسي صاحب منهج خاص. فهو وإن كان معدوداً من قادة التيار الإسلامي في كلية الطب والجامعة، إلا أنه كان أقرب إلى نصرة دعوته بالعلم والتميز الفكري والسلوكي أكثر من نصرتها بضوضاء الساسة وزعيقهم، وربما، هذه المنهجية هي التي وترت علاقته بالإنقاذ وبعض النافذين فيها.
لقد وضع نفسه موضع الصدام إبّان توليه منصب وكيل وزارة الصحة بمجرد ما تبنى حاكمية القوانين الديوانية في ظل نظام سياسي عام متشبع بمفاهيم الاستثنائية والإرجاء. في جامعة الزعيم الأزهري، كان الصدام أعجل مما كان في وزارة الصحة، وبرغم الكدمات التي نالها في التجربتين، يشهد له الجمع المستفيض من معاصريه أنه ترك بصمات النجاح بارزة في المرفقين. من أفضل إنجازات قرشي المستترة في وزارة الصحة إنشاؤه قسم البحوث بالوزارة ودعمه المستمر له. والبحوث عادة مما يستحقره الساسة رغم أنها أساس التخطيط السليم، الذي هو ركيزة أساسية من ركائز الحكم الراشد. ومن أكبر إنجازاته الأكاديمية -التي تخفى على كثير من الناس- هي تأليفه وصديقه د. الطاهر عثمان لكتاب تشريح وظيفي وكتب في عدة مجالات أخرى من بينها الأشعة التشخيصية: مجال تخصصه الثاني. إن خبر تأليف كتاب تشريح وظيفي جديد لهو خبر سار بالنسبة لي إن كان يعني التخلص من السفر الكئيب الشهير بـ “كننغهام” الذي لن أنسى أوجاعه ما حييت. وأما الجامعة الوطنية – الإنجازالأكبر لقرشي- فتقف اليوم صرحاً شامخاً يسد ضوء الشمس. وليت الحاجة بخيتة محمد عبد الرضي والحاج محمد علي فضل السيد كانا شهوداً في هذا اليوم.
يكتب قرشي بتقنية قصصية معروفة لكنها غير منتشرة. يكتب بضمير الغائب، أو الشخص الثالث، كما يُسمَّى في الإنجليزية، فهو لا يقول فعلت وإنما يقول فلان فعل، وفلان هذا هو نفسه الراوي. في الفصل الأول الذي يسميه الوالد وما ولد، الوالد هنا هما والده وأمه، أمّا ما ولد فهو الكاتب نفسه -أي قرشي- يشير إلى نفسه بضمير الغائب فيقول فعل الولد. وفي الفصل الثاني، ألواح الطفل، يحكي عن تجربته في الخلوة ويشير إلى نفسه بضمير الغائب وهو الطفل المتعلّم في الخلوة، ثم ينتقل إلى الفصل الثالث الذي يُسمِّيه كراسة التلميذ، والتلميذ هنا هو الكاتب نفسه تلميذاً في مرحلة الدراسة النظامية. هذه التقنية في الكتابة، على صعوبتها، تمنح الكاتب مجالاً خصباً وخيالاً واسعاً كي ما يركب مشاهد مسرحية مختلفة، فهو في كل فصل من فصول الكتاب ينشئ مسرحاً مناسباً للفصل متحوِّلاً من الطفولة إلى الصبا إلى الشباب إلى الكهولة.
في الفصول الخمسة الأخيرة من الكتاب: مشائخ أمدرمان، مخاطر الصحة الاتحادية، زوابع الزعيم، مناقب الوطنية، ورؤية في الخدمات الصحية، يختفي قرشي المسالم الموادع ويتجلى مكانه قرشي السياسي الذي يقاتل وظهره إلى حافة الهاوية. في هذه الفصول يصف قرشي دقائق الصراع بينه وآخرين في عدد من المرافق.
إن الحدود الأخلاقية التي يقف عندها من يقرّظ كتاباً تمنعني من أن أنحاز وأحشر نفسي في المشكلة؛ مهمتي تنحصر في تنبيه القرّاء إلى المشكلة؛ رغم ذلك أؤكد أنني عندما حاولت، من غير فائدة، مناصرة قرشي في إحدى معاركه، وكنتُ أملك بعض نفوذ سياسي حينها، اصطدمت بأن ذلك كان صراع بقاء بين عقلية تحديثية إصلاحية وأخرى لا تأبه ولا تنصاع إلّا لما تمليه مقتضيات الإمساك بقرون السلطة.
في تلك الفصول الخمسة – وعلى غير العادة- يندفع قرشي بكامل أسلحته ونياشينه يفتح النار في جميع الاتجاهات، ويطيح بكل “التابوهات” المقدّسة، ولا يدع لنا إلا الصياح من على البعد: يا للهول…يا للهول. أكثر الموضوعات خلافية: سياسات ثورة التعليم العالي، سياسات الصحة الاتحادية، توطين العلاج بالداخل، تسييس إدارات الجامعات، النشاط السياسي للطلاب، الوحدات الجهادية في الجامعات، السلوك السياسي للحكومة والمعارضة؛ موضوعات، يكفي أي واحد منها لكي يشعل حرباً كونية عظمى، يتبناها قرشي كلها غير هيّاب ولا وجل.
قدّم الكتاب للقرّاء صديق لقرشي وكاتب مبدع آخر هو الأخ حسن مكي محمد أحمد وهو من قاطنة الحصاحيصا، أهله ممن انتقلوا اليها من الشمالية مساهمين في إنشاء السكك الحديدية. ومقدمة حسن مكي تزيد من تشويق القارئ للإسراع بالتهام الكتاب، وكم وددتُ لو أنه أطالها فمثل هذا الاجتماع (قرشي وحسن) لا يتوفر بسهولة.
كُتب هذا الكتاب وشرايين صاحبه وجيله الذي ينتمي إليه ما تنفك تنبض بعنفوان وقوة. لذلك هو ليس كتاب ذكريات باردة تتسلى بترديدها جماعة أكملت مشوارها في الحياة ثم انتقلت إلى مقاعد النظارة. إنه أطروحة سياسية فكرية تولَّدت من مخاض عسير جمع ما بين الفكرة والواقع، ما بين الأمل والعمل. الذين عايشوا الفترة التي يصفها الكتاب يدركون من الوهلة الأولى أنه ليس مذكرات قرشي وحده، إنه في الحقيقة مذكراتنا جميعاً. هذا السفر هو من القليل الذي أنتجه الموثقون لمرحلة مهمة من تاريخ السودان، خاصة ما يتعلق منها بتاريخ التعليم وفلسفته ومنشئاته الحيوية. وأدعو إلى الجدل المثمر حول الآراء الواردة فيه، أما صديقنا قرشي فقد تبوّأ مستقراً مريحاً في بانثيون الشخصيات السودانية المتفردة.

الصيحة

تعليق واحد

  1. مقال رائع لرجل رائع يصف فيه شخص أروع ، إنه بروف / قرشي ، الطبيب ، عالم التشريح ومشخص الأشعة الحديثة والقديمه X-ray MRI , CT scan ، وحافظ القران ذلك الرجل الصابر ، المصادم والمثابر ، لقد كان له الفضل بعد الله في نقلي الي جامعة الزعيم الأزهري بعد ما لاحظه علي أدائ مع بروف ألن ديسي ، صاحب جامعة ماسيليا ، لقد تعلمت من بروف قرشي ، كيف يشق الرجل طريقه ، إنه رجل وعالم يجمع بين البساطة والشموخ ، تعلمت منه حب العلم والمعرفه ، ذلك الحب الذي نقلني من شهادة الدبلوم الي أعتاب الدكتوراة ، أي نعم كان لقرشي ذاك الفضل وأنا فخور به ، وقد امتدت علاقتي به وصحبتي له من كمبو الطويله وقرية أم ذكري رفي المناقل ، ومنها صحبني معه الي جامعة الزعيم الأزهري حيث قرشي الأداره وبفضله انتقلت الجامعه الي لقب سيدة شباب الجامعات السودانيه وتم تطويرها في كلية الدراسات العليا ،،،