صلاح حبيب

أثيوبيا تنشئ أحدث الطرق ونحن نفشل في إنشاء المصارف!!

أطلعت على مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي (واتساب وفيس بوك) لسلسلة من الطرق الحديثة التي تم أنشاؤها في الجارة أثيوبيا ولم يكن طريق واحد، بل سلسلة من الطرق المتداخلة وإذا لم يكتب أنها من دولة أثيوبيا لقلنا إنها من أعرق الدول الأوربية السويد النرويج أو غيرها من الدول التي لعبت الطبيعة دوراً مهماً فيها مما جعل سلسلة الطرق تظهر فيها بصورة بديعة وكذا الحال في أثيوبيا التي أحدثت تلك الطرق جمالاً لافتاً فيها وإذا نظرنا إلى أثيوبيا التي بلغ عدد سكانها المائة مليون نسمة وهي تسير بهذه النهضة الكبيرة وخلال سنوات. إن النهضة الأثيوبية لم تكن قاصرة على العاصمة فقط، بل تعدتها إلى بقية المدن والأقاليم الأخرى، أما نحن فحتى الآن لم نتمكن من إقامة مصارف لمياه الأمطار ..فالأمطار التي هطلت (الخميس) الماضي، كشفت أن مسؤولينا لا يحسون العمل الإداري وإلا لماذا تعجز ولاية عن إيجاد مصارف للمياه وتتكرر المشكلة في كل خريف والمشكلة ضاربة كل مدن الولاية لم نستثن الخرطوم عن بحري أو بحري عن أم درمان، فمن شاهد خريف الماضي والمناطق التي لا تتصرف فيها المياه مقارنة بأمطار (الخميس) الماضي، يجدها نفسها وبالكربون ..

الأسواق الكبيرة أو الصغيرة نجدها قد غمرتها المياه ولا أحد تصدى للتصريف أولاً بأول رغم الإمكانيات الكبيرة لدى كل محلية، ولكن المواطن لا يتحرَّك إلا إذا وعد بحافز، ولذلك نجد الحال كما هو إلى أن تأتي أمطار جديدة، لا ندري أين العلة؟، هل في المسؤولين أم العاملين أم يذهب مسؤولينا إلى تلك الدول أقلها أثيوبيا التي تشهد نهضة في كل شيء وواضح من شبكة الطرق التي أقيمت تدل على أن هناك دولة حديثة قادمة بسرعة الصاروخ، فالمشكلة في السودان أحياناً انعدام الضمير وأحياناً عدم تفعيل القانون الذي يحاسب كل مقصِّر في عمله فهذه أس المشاكل الموجودة عندنا وإذا لم نطبق القوانين على الجميع فلن ننهض أبداً، وسنظل في حالنا بينما الدول تنهض وتتقدم من حولنا ..

لا أدري لماذا فشلت الولاية عن تصريف الأمطار ليس هذا العام وإنما في كل الأعوام التي تهطل فيها الأمطار، لماذا المحليات واقفة مكتوفة الأيدي رغم توفر كل شيء لها من مال وآليات ورجال؟ لماذا لا تحرِّك أولئك البشر لتصريف المياه في دقائق؟ لماذا نحن بهذا السوء؟..تعجبت للنفق الذي أقيم بمنطقة عفراء قبل عدة سنين ولا يوجد به تصريف للمياه، من أين أتت الولاية بهؤلاء المهندسين الذين لا يعرفون أبجديات عمل الأنفاق؟، هل ولاية الخرطوم مدينة لا تهطل فيها الأمطار حتى يقام نفق بهذا المستوى وليس فيه مكان للتصريف؟ وإذا مضت السنة الأولى واكتشف الخطأ أين المعالجات في السنين التي تلت سنة الإخفاق؟..

والإخفاق ليس في نفق عفراء، ولكن لاحظت في إعادة تأهيل شارع السيد علي ببحري والذي لم تمض عملية الصيانة والتأهيل شهراً، ففي أول مطرة انهمرت يوم (الخميس)، إذا بمعظم الشوارع تغمره المياه، أين المهندسين الذين وقفوا على عملية الصيانة؟ أين ميلان المياه ؟ أن انعدم المحاسبة لتلك الشركات التي تمنح الامتيازات لتأهيل الطرق أو صيانتها هو السبب الأساسي في ضياع ملايين الجنيهات وبدلاً من إقامة مشروع جديد نجد المشروع قد انهار في أول يوم ويجب أن تحاسب أي جهة أخفقت في عملها وإلا يستلم منها مشروع غير مكتمل حتى المصارف أن لم تقم بمستوى جيِّد لا يتم استلامها من الشخص المسؤول.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي

‫2 تعليقات

  1. أنت صادق فيما ذهبت إليه .. ولكن هل هنالك مسئول يسمع لما تقول وشكاوى العامة من تردي الخدمات .. حتى الآن لم نرى وزير سوبر يشار إليه .. على الحكومة إقالة كل الوزراء وتوظيف عشرة وزراء أجانب وانظروا إلى النتائج في خلال شهرين ثلاثة ..

  2. لم اقرأ مقالك ولكن أسأل عن الفساد في أثيوبيا وعنه في السودان وستعلمون يا صحافيي آخر الزمن. سافر منكم وفد كما يقول سياسي الوطني للوقوف على التجربة الماليزيا والتجربة التركية وهي حقيقة للوقوف على سوق الملابس الماليزية والتركية وانتم طما ذهب وفدكم للوقوف على سد النهضة وكل الحصلة التي طعلت بها عندما قرأت التقرير هي المسافة بين أديس والسد حوالي 305 كلجم. لم أرى شيء كان يستدعي الزيارة من الأساس غير اهدار الموارد والهروب إلى الأمام من مواجهة المشاكل الحقيقية التي كان يجب عليكم الوقوف عندها في بلدكم وليس السد. وبرضو تسأل هم يشيدوا ونحن نفشل. لماذا. أضع الرجل المناسب في المكان المناسب وسوف ترى النتائج. قم بزيارة لمطابع العملة عشان ترى العجب العجاب وسوف ترى كيف تديرون المؤسسات دون خطة عمل وانما ……………………….