الطيب مصطفى

حماس بين شهادة الأعداء ونكران أولي القربى


أبدلت حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) تلك الصورة البشعة للعربي من كائن أناني جبان يهرب من دون قتال منهزم على الدوام ذي كرش متدل من الشبع إلى فارس مغوار يرفض الهزيمة والانكسار ويثير الرعب في نفوس الأعداء من اليهود الغاصبين.

هذه ليست شهادتي أيها الناس إنما شهادة شاهد من أهلها هو الإسرائيلي أخصائي علم الاجتماع التربوي دكتور زئيف اوديد مناحيم الذي كتب ما ينبغي أن يجعل العرب والمسلمين جميعاً يرفعون رؤوسهم عالية ويتفاخرون بأنهم الأعلون على العالمين وكذلك ما ينبغي أن يجعل أحد أهم وزراء الخارجية العرب يستحي وينزوي أو يُرمى في قعر سجن كئيب يقضي فيه بقية أيامه سيما وأن الرجل هرف بمنكر من القول وزوراً لن تمحوه ذاكرة التاريخ إلى يوم الدين ..فقد وصف ذلك الوزير منظمة حماس بالإرهابية!

بربكم ماذا نقول وقد ادلهمت الخطوب وعم الظلام وتهيأنا لمرحلة استبدال وتيه يشبه تيه قوم موسى في الزمان الغابر حين تثاقلوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم .. تيه أكاد أراه رأي العين بعد أن بتنا ألعوبة في يد عدونا وعدو الإسلام والمسلمين الرئيس الأمريكي ترمب يحركنا كيف يشاء ويتحكم حتى في الدين الذي يتعلمه أطفالنا بعد أن أنشأنا لذلك معهداً لتدريس (الإسلام الأمريكاني) وبدلاً من أن يتخفى وهو يسوقنا إلى النار وبئس القرار يعلن وزير خارجيته تيليرسون ذلك على رؤوس الاشهاد.

انه زمان الانحطاط العربي ورب الكعبة!

أعجب ما في الأمر أن هذا الوزير يعلم أن حماس لم تطلق رصاصة واحدة خارج أرض فلسطين ولكنه رغم ذلك يقحمها في حديث سمعته بأذني يقول فيه إنها إرهابية .. صدقت أيها الرجل فوالله أنها إرهابية لأعداء الله المحتلين المغتصبين.

لكن كيف بربك تصف من يدافع عن أرض المسجد الأقصى (مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنطلق معراجه إلى سدرة المنتهى بالإرهاب وهو الذي يستجيب لأمر الله ويذيق أعداءه بالإرهاب القرآني ، طعم الخوف الذي لطالما أذاقوه لأطفال فلسطين : (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)؟ كيف تصفه بالإرهاب وقد وصف الله تعالى في كتابه العزيز اليهود الذين تواليهم بالعدو الأكبر للمسلمين إلى يوم الدين؟ (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)؟!

أحيلك أيها الوزير إلى شهادة أحد كبار الصهاينة حول حماس التي تصفها أنت بالإرهابية كيف يصفها هو بعد أن عدلت صورتك وصورة العرب جميعا في أعين اليهود من كائن تافه ورخيص وجبان إلى إنسان عزيز وعظيم.

في الأسطر التالية أورد بعضا من شهادة اليهودي د. زئيف أوديد ثم أعقب .. فقد كتب يقول :

(بالأمس وفي الساعة 9 والنصف تقريباً عرضت القناة العاشرة الإسرائيلية، تقريراً عن حياة عائلة يهوديه أرجنتينيه في مستوطنات غلاف غزة وحين سألوا الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات .. مم تخاف بشكل عام ؟ كان جوابه (أن يخرج عربي من النفق ويأخذني أثناء نومي).

هذا الجواب وضعني كأخصائي علم اجتماع أمام حقيقة مفزعه لا أدري كيف لم تخطر على بالي من قبل وهي صورة العربي في أذهان الجيل الجديد.

جيلنا نحن تعود على صورة العربي الجبان الغدار الماكر صاحب الكوفيه والعقال السمين الذي يركب الحمار دوماً ويأكل البيض المسلوق والسردين ويشرب الشاي صورة العربي كانت في عيني أبناء جيلي صورة إرهابي جبان أو جندي مستسلم كما في مثال حرب (الاستقلال) 1948 وفي حرب ( الأيام الستة ) 1967 .. هذا الجندي الذي كان ينهزم في كل معركة دون أدنى جهد يذكر .

حينها تكرست صورة الجندي اليهودي الذي لا يقهر حتى منظمة التحرير استطعنا طردها وإظهارها بمظهر المهزوم حين أخرجناها من لبنان .

لكن الصورة الآن تغيّرت بشكل جذري وخطير .. أبناء جنوب اسرائيل البالغين من العمر عشر سنوات أصبحوا يرون العرب وبالذات مخربي حماس وحوشاً مرعبه تخرج من بطن الأرض لتخطف جنودنا يرون مخربي حماس على وسائل الإعلام يقتلون الجندي الإسرائيلي الذي نعلمهم في المدارس أنه المنتصر دوماً وأنه لا يقهر .

ولا ننسى الحياة في الملاجئ وصوت صفارات الإنذار وبكاء الامهات حين الهرب إلى الملاجئ .. كل هذه الصور تجعلنا نبدو ضعفاء أمام الجيل القادم في حين تتكون صورة في اللا وعي عند هؤلاء الأطفال أن حماس عدو وحشي لا يرحم وأننا مهزومون .

هؤلاء الأطفال سيصبحون جنوداً بعد ثماني سنوات وأنا أتساءل : أي جيل هذا الذي سيدافع عن دولة إسرائيل وقد تربي على الرعب من أعدائنا ؟

أي جيل هذا الذي سيحمينا من الإبادة العربية القادمة وهو يرى قادة دولة إسرائيل مهزومون في غزة ؟

هذا الجيل الذي ربته صواريخ حماس في الملاجئ وعلى صوت صفارات الإنذار لن يكون جيلاً عسكرياً محارباً مثل آبائهم وأجدادهم بل سيكون جيلاً متردداً مرتبكاً يفزع من ذلك الملثم الخارج من فم النفق .

أدركت مدى فداحة الوضع أثناء الحرب الأخيرة وأنا أرى الركض نحو الملاجئ في بنايتي في أشدود وبكاء الأمهات والأطفال حين سألت طفلة مذعوره أمها الباكية هل المخربون قادمون لذبحنا؟) انتهى مقال اليهودي د. زئيف اوديد مناحم.

أقول موجهاً رسائلي إلى بعض من يعنيهم الأمر :

1 – منظمة حماس .. استعيني بإيران بل بالشيطان الرجيم بعد أن تنكر لك (أهلك) المذعورون المرتمون في حضن الأعداء فإيران خطر على الأمة لكنها بالنسبة لحماس أفضل ممن أبدلوا فلسطين بإسرائيل.

2 – وزير الخارجية الذي صنف حماس إرهابية .

لا تثق في أمريكا فهي التي أسلمت العراق لإيران ولا تصدقها فأنها تكذب كما تتنفس فهي وحليفتها إسرائيل عدونا الاستراتيجي الأكبر ولولا الخوف العربي من إيران لما تمكنت من احتلاب مئات المليارات من خزائنكم ولذلك فإن أمريكا ستظل ممتنة لإيران ولن تنسى لها ذلك المعروف وما يخفى عنا من مكر الفرس الذين يجيدون استخدام فقه التقية أكثر مما تظهره لنا أمريكا فلا تنخدعوا مرة أخرى مثلما انخدعتم حين تآمرتم مع أمريكا لإزاحة صدام الذي تعلمون مدى فداحة خطيئة إزاحته عن حكم العراق.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. حركة حماس كانت حركة مقاومة قبل مقتل شهداءها احمد ياسين وَعَبَد العزيز الرنتيسي ولكنها أصحبت حركة هرمة مخترقة منذ مجي خالد مشعل وإسماعيل هنيه
    أصبحت تضج بي العملاء والخونة حين انفتحت الحركة علي تنظيم الاخوان الدولي وأصبحت تهتم بي الأموال القطريه اكثر من العمل الميداني وبدات تتنكر لي الدول التي دعمتها مثل ايران والسودان الذي تحمل الكثير بسبب دعمه لحركة حماس من قصف يهودي أميركي وحصار ظالم بسبب دعمه
    لحركة حماس وكذلك تبرع المواطن السوداني المسكين بأمواله
    التي كانت تقطع منه وتقدم لحماس كذلك تهريب السلاح الإيراني واستعمال الاراضي السودانيه لي إيصال الأموال والسلاح ومنح قادة الحركة الجوازات السودانيه في تحركاتهم … فماذا كانت النتيجه اختطفت قطر قادة حماس
    واشترتهم وأسكنتهم فتنكرت حماس لي ايران ولي السودان
    وفضلت المال القطري ونذكر جيدا خطاب تنحي رئيس وزراء حماس اسماعيل هنيه الذي شكر فيه كل الدول ولم يتطرق ابدا لي السودان صاحب الفضل عليه
    فالفلسطينيين جميعا ناكري جميل ما عداء حركة الجهاد الاسلامي وقادتها ومنهم خالد البطش ومحمد ضيف الذي صعب علي اسرائيل وعلي مخابرات فتح اختراق الجهاد الاسلامي فالفلسطينيين جميعهم عملاء وتربيه
    لقد تحمل السودان الكثير من اجل حركة حماس وان الاوان ان يبحث السودان عن مصالحه مع دولة اسرائيل فافضل لنا مليون مرة من فلسطين ودعم فلسطين وجميع الاعراب ….