تحقيقات وتقارير

مرضى السرطان في السودان يعانون من العقوبات الامريكية

يتذكر محمد حسن وهو يرقد على سريره في المستشفى بعد جلسة العلاج الكيميائي، اليوم الذي شخص فيه بسرطان الدم . لا يزال شفائه متوقف علي الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية ضد بلاده السودان، وذلك بعد عام من الرعاية في أكبر مستشفى عام في البلاد متخصصة في علاج السرطان في الخرطوم, مثله مثل مئات المرضى الآخرين الذين تاخر علاجهم بسبب العقوبات الامريكية المفروضة منذ 20 عاما على السودان.

الأدوية الأساسية والمعدات الطبية معفاة نظريا من الحظر ولكن القيود المفروضة على التبادل المصرفي والتكنولوجي، واللوائح التجارية الصارمة، تعيق الرعاية في المستشفيات.

وقال المدير العام لمؤسسة آل خاطر علا إن إثنين من اجهزة الأشعة الأربعة في المستشفى التي يتلقي فيها محمد حسن علاجه معطلة وإصلاحها اصبح كابوسا. وأضاف: قطع الغيار يجب ان تاتي من الولايات المتحدة أو أوروبا.

وقال المدير” نحن نواجه العديد من الصعوبات بسبب المشاكل الدبلوماسية”.

وتحسنت العلاقات بين واشنطن والخرطوم في الأشهر الأخيرة، وفقا لمسؤولين سودانيين،وهم يأملون أن يؤدي هذا التقارب إلى الرفع النهائي للعقوبات في 12 أكتوبر 2017 بنهاية فترة السماح التي حددتها الولايات المتحدة.

الأطباء والمرضى ينتظرون أيضا قرار واشنطن برفع العقوبات.

ويتلقى المستشفى حوالي 1000 مريض جديد شهريا و500 زائر يوميا للمتابعة.

ويقول مدير المركز “إن وقت الانتظار للحصول على موعد يتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع، وهي فترة طويلة جدا لمرضى السرطان”، موضحاً أن المرضى هم الذين يعانون أشد المعاناة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ، وأضاف “حتى محمد حسن يخطط الان لمواصلة علاجه في الهند.”

أجهزة خارج الخدمة

مركز الخرطوم للعناية بالثدي، وهو المركز الطبي الوحيد المتخصص في سرطان الثدي في السودان، كذلك ليس أفضل حالا من غيره، فجهاز التصوير الاشعاعي للثدي خارج الخدمة لمدة أسابيع، كما تشير الي ذلك هنية الفاضل، وهي مؤسسة مركز غير ربحي في الخرطوم وأخصائية أشعة التي تلقت تدريبها في بريطانيا.

وأكدت أن الكوادر الفنية السودانية غير قادرة على صيانة المعدات بسبب القيود المفروضة على التبادل التكنولوجي، بكل اسف. لكن إذا تم رفع العقوبات بشكل نهائي، فإن إصلاح هذه الآلات لن يستغرق وقتا طويلا.

وتضيف واحدة من مرضى هنية، وتدعى غادة علي البالغة من العمر 47 سنة انه في ظل الوضع الحالي لا نزال نشعر بالقلق خاصة أننا نأتي لإجراء الفحوصات ونجد الجهاز معطلاً.

عمر العبيد
(smc)