حيدر المكاشفي

تصرف أحمق وغير حضاري


بشفافية

من موقف مبدئي وقناعة راسخة لا تتزحزح ، أعلن استيائي واستهجاني للذي جرى لبعض رموز الحكم في تشييع جنازة المناضلة القامة فاطمة أحمد ابراهيم تولاها الله برحمته ، ولست وحدي في هذا الرفض والاستهجان لما جرى ، يقيني أن كل صاحب نفس سوية ومتوازنة هذا موقفه وتلك قناعته ، وقد ظللت على هذا الموقف الرافض لأيما تصرف متهور وغير راشد من أي جهة كانت أو أي فرد كان وفي أي شأن كان ، فمهما تكن درجة الحنق على الحكومة وحزبها الحاكم ومهما يكن حجم الخلاف وحتى لو استحقت الحكومة وحزبها أن يركلا الى مزبلة التاريخ، فإنه لن يكون من اللائق والمقبول أن يقابل من جاؤوا للتعزية في الفقيدة بالعداء والهتافات المضادة والمنع من أداء واجب العزاء ، كالذي جرى لبكري حسن صالح النائب الأول للرئيس ورئيس مجلس الوزراء وعبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم وأحمد هارون والي شمال كردفان ومجدي معتمد أم درمان ، فذلك تصرف أحمق وعمل شائن وغير حضاري ينبغي ألا يقابل بغير الاستهجان والإدانة ، نقول ذلك من موقف مبدئي ولن يستطيع أحد أن يزايد علينا فيه فلست من موالي الحكومة ولا حزبها بل أنني عندهم من المعارضين كما قال عني والي الخرطوم السابق عبدالرحمن الخضر بالانجليزية أنني (anti )..

كان ذلك هو موقفنا منذ حادثة خلع الصحافي العراقي منتصر الزيدي حذاءه وقذفه باتجاه الرئيس الامريكيالأسبق جورج بوش الذي كان لحظتها يخاطب مؤتمرا صحفيا عقده باحدى قاعات العاصمة العراقية بغداد برفقة رئيس وزراء العراق وقتها نوري المالكي ، وحين كنا أيامها ندين تلك الحادثة ونحذر من اتخاذها قدوة ومثالا، كان كثيرون من أهل الحكم والحزب الحاكم وكتّابهم وصحافييهم يهللون لها ويقيمون الاحتفالاتوالتظاهرات المؤيدة لذاك الفعل الأخرق بل أن أحدهم أصدر كتابا يؤرخ للحادثة ربما ليعلم الأجيال القادمةكيف يرموا الرؤساء بالجزمة ، وكان هو أيضا ذات موقفنا المبدئي حينما حاول المواطن عادل محجوب استنساخ تجربة الزيدي في قاعة الصداقة السودانيةبالقاء حذائه تجاه المكان الذي يجلس فيه الرئيس البشير، وكذلك حينما رمى أحدهم في لندن د.نافعبكرسي أتاه طائراً على طريقة (فرتقة الحفلات)،فشج رأسه واسال الدم في أنحاء متفرقة من القاعة المحتشدة بحضور من مختلف المشارب ، ثم هناك أيضا ما جرى للبروف غندور بدار حزب الامة عشية انعقاد ندوة مناصرة للشعب السوري حين قذفه غاضبون بالاحذية وقوارير المياه الفارغة، وعلى كل حال هذهكلها تصرفات مدانة إن حدثت مع قيادات حزب المؤتمر الوطني أو حزب المؤتمر السوداني وإن وقعت على بكري حسن صالح أو بكري يوسف ، ويبقى ما حدث حادثة مرفوضة تستوجب التراجع عنها والاعتذار وليس المكابرة.

الأحداث – تصرف أحمق وغير حضاري – حيدر المكاشفي


تعليق واحد

  1. هذه ليست من شيم او اخلاقيان ابناء السودان هذه عادات دخيلة على هذا المجتمع المعروف بالكرم والطيبة واوصل صوتي الى الحكومة بأن لايجاملوا اي كان في فرح او ترح
    واقول لمن فعلوا هذه الافعال الشنيعة والله عيب عليكم والمفروض يحاكموكم ويجلدوكم امام اعين العالم ياكلاب ياوحوش يامرتزقة ياكفرة …لعنة الله عليكم .