أحياؤها تغرق توتي.. (عجبوني الليلة جوا ترسوا صددوا)
الفيضان يهدد الموسم والمزارعون في حيرة من أمرهم
(180) فداناً ضاعت مع الريح
وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. حيث لم يخطر على بال المزارع (التجاني حماد) البالغ من العمر (65) عاماً، أن تهطل عليه أمطار الخير خراباً وتتحول من نعمة إلى نقمة، فالدمار الذي لحق بمزرعته الواقعة بحي (الهليس) بمدينة توتي يؤكد أن الأمطار لم تحمل إليه أخبارًا سعيدة، لتجرف الفيضانات التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة كل زراعته من ليمون وجوافة وتركت (خشمه ملح ملح) ــ كما يقول ــ ليفقد مصدر رزقه، فبستانه الواقع على تخوم النيل ظل مصدر دخله الرئيس لعشرات السنوات، يزرع ويحصد محاصيله ويسوقها في الأسواق القريبة ليحصل على بعض المال الذي يعينه في حياته المعيشية، اليوم وبسبب الفيضان لم يعد يملك سوى أن يضع يده على خده (مُتَمحِّناً) وهو يتأمل المياه التي ملأت مزرعته .
هستريا مزارعين
لم يكن العم (التجاني) وحده الذي تعرض لأضرار بسبب الفيضانات، فقد تأثر الكثيرون ثأثرا بالغاً وكاد أن يصيبهم الجنون، غمرت مياه الأمطار والفيضانات حوالي (180) فداناً زراعياً بمدينة توتي الواقعة شمال الخرطوم، كما تأثرت جراء ذلك الثروة الحيوانية وعدد من المنازل التي جثمت أجزاؤها أرضاً، فيما فاق حجم الخسائر بحسب تقديرات غير رسمية عشرات المليارات من الجنيهات.. ورصدت جولة نفذتها (الصيحة ) أمس داخل أحياء (السارة ـ وهليس ـ وشرم الشيخ) الممتدة من الشمال إلى الجنوب غرب المنطقة، تلف كل مزارع الخضر والليمون والبرسيم، الأمر الذي انعكس سلباً على غذاء الحيوانات من (ماعز وخراف وأبقار)، وأدى إلى نفوقها نتيجة (الجوع) بسبب تلف أربعة فدان من مزارع (البرسيم) بالكامل، كما غمرت المياه عدداً من (دورات المياه) وأدت إلى سقوطها، كما رصدت الصيحة وجود مجموعة شباب (التاية) التي تتكون من الأحياء التي تضررت حيث ظل أفرادها مرابطين على الضفة الجنوبية بالقرب من التروس لمراقبة النيل، وبعضهم يعمل على وضع التروس الترابية على الشوارع الفرعية التي تفصل بين مساكنهم والمزارع المغمورة بمياه الفيضان، وعلى بعد أمتار من استراحة ومنتجع (شرم الشيخ) فقد غطت المياه مزارع (الجرجير والأسود) بالكامل وأصابت المزارعين بحالة من هستريا “الفلس والبكاء على الحصاد”.
الشكوى لمنو
واشتكى المزارعون من الأضرار التي لحقت بهم جراء ارتفاع مناسيب النيل هذا العام، وحسب إفادة المواطن (فيصل عثمان إدريس) أنه بالرغم من أن خريف هذا العام ليس بالغزارة التي شهدها العام الماضي، غير أن المزارعين تفاجأوا باجتباح المياه لأراضيهم الزراعية، وجرفت معها حصاد عام بأكمله، دون تدخل من أي جهة لتعويض الخسائر أو وضع معالجات لتفادي الأضرار، وتوقع أن تشهد الأيام القادمة ارتفاعاً أكثر للفيضان، وربما يجتاح المنازل هذه المرة، وقال إنهم تقدموا بشكاوى كثيرة ولا حياة لمن تنادي، مشيرًا للبدء المتأخر جدًا في عمليات الردم من جانب (هيئة الطرق والكباري)، مناشداً بضرورة دعم المنطقة بالتروس الترابية قبل أن تغرق في شبر ماء.
خسارة فادحة
واتفق مع فيصل عثمان في المناشدة المزارع (محمد الأمين مروح) الذي بلغت خسارته الـ(70) ألف جنيه، بعد أن أغرق فيضان النيل زراعته المكونة من (الخضرة ـ الرجلة ـ الجرجير)، إلى جانب تأثر جوالات الملح وتلف الجاز الذي يحرك الوابورات، وأبدى أسفه لغياب الحكومة عن الموقف في ظل معاناة المزارعين الذين أصيبوا بصدمة قاتلة، وهم يشاهدون دمار حصادهم أمام أعينهم وهم عاجزون تماماً، وطالب بضرورة تعويضهم بأسرع وقت نظرًا لأنهم سنوياً يتعرضون لهذه المشاكل، وهي على مسمع ونظر الجهات المختصة كافة، وضم المواطن (حمد بدوي محمد) صوته إلى صوت (محمد) مؤكداً على معاناة المزارعين بتوتي وإعسارهم أمام الخسائر التي يتعرضون لها سنوياً، كاشفاً عن غرق المزارع الممتدة من الطريق الدائري إلى البابور الكبير قبالة كبري شمبات، وانهارت تبعاً لذلك أعداد كبيرة من (الرواكيب) التي يستقلها المزارعون للاستراحة وقت الظهيرة، وأضاف: الوضع بحاجة لزيارة من المسؤولين للوقوف على الأضرار وعمل خطة لكيفية التعويض لأن المياه باتت تهدد جدول (الباجور) الكبير في منطقة الهليس والذي يسقي توتي وجناينها.
صيد بديل
فيما أبدى المزارع (التجاني حماد) تخوفه من استفحال الأزمة وتتحول إلى مشكلة صحية تواجه المواطنين بسبب توالد (البعوض والذباب ) وظهور (الملاريا والتايفويد) في ظل غياب عمليات الرش، مبيناً أن الفيضان أدى إلى تدهور الوضع البيئي بالمنطقة مطالباً بتنظيم حملات الرش، فيما توقع المزارع (الأمين) أن يشهد هذا العام فجوة في الليمون الذي جرفته الأمطار وامتلأت به شبكات الحواتة والصيادين كبديل للأسماك الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره خلال العيد، مشيراً أن خسارته فاقت العشرة آلاف جنيه تمثلت في تلف الوابور المستخدم في الزراعة، وأبدى عبد القادر رشيد حسرته على فقدان ثروته الحيوانية.
توحد رؤى
تضم مدينة (توتي) حوالي (88) ساقية تبدأ من الشمال في موازاة كبري شمبات وتنتهي في الضفة الغربية الجنوبية للنيل غمرت نصفها مياه الفيضان، كما يقول المزارع (يوسف أحمد نور الفكي) رئيس المؤتمر الوطني بالمنطقة وأمين عام اتحاد مزارعي توتي، واصفاً الخسائر بالفادحة، وأضاف: لا توجد جهة حكومية أو منظمة تعمل على تقديم المساعدات، أو حتى تعمل على دعم المزارعين للمحافظة على القطاع، نظرًا لأنهم يواجهون تعدداً في الجبايات وارتفاع الضرائب وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي، وتوقع تعرض مزارعي توتي للإعسار في الموسم الزراعي في أكتوبر القادم لأنهم (أفلسوا) ـ كما قال ـ وأضاف: ولا يوجد لديهم مال لشراء المعدات الزراعية المعروفة، مؤكدا أن القطاع الزراعي أصبح طارداً في هذه البلاد، وأكد توحد رؤى ومطالب أهالي المنطقة في توفير المعدات الزراعية من أسمدة وطلمبات وعلف إلى جانب تشييد جسر واقٍ يحجز المياه من دخول المزارع .
الخرطوم: انتصار فضل الله
صحيفة الصيحة
نسأل الله ان يرفع غضبه عنا وتتحول امطارنا الي خير وبركه إن شاء الله لفت نظري موضوع منتجع شرم الشيخ دا اكيد من أطلق الاسم واحد تعليم شمال الوادي لا للتقليد ولو دخلو في حجر ضب خرب لدخلتموه الهويه ثم الهويه