روشتة أصحاب المصلحة .. جمع السلاح .. تجميع الآراء
(جمع السلاح) هي الجملة الأكثر بروزاً هذه الأيام، حيث تقود الحكومة حملة لاحتكار وسائل العنف بكل ما تملك من آليات، ويعكف على إدارة هذه الحملة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن.
وفي هذا الإطار عقد المركز القومي للإنتاج الإعلامي، منبراً تناول (دور الحركات المسلحة في جمع السلاح) تحدث فيه الأمين السياسي لحزب التحرير والعدالة (جناج أبوقردة) تاج الدين نيام، والأمين السياسي لحركة العدل والمساواة “جناح عبدالرحمن بنات” يزيد دفع الله رشاش، فيما غاب الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة أحمد خليفة الشامي.
تساؤلات
بادئ ذي بدء، لفت الأمين السياسي لحزب التحرير والعدالة (جناح ابوقردة) تاج الدين نيام إلى أهمية الإجابة على أسئلة على شاكلة (لماذا حمل الناس السلاح ؟ وكيف انتشر؟) قبل بداية عملية جمع السلاح، واصفاً المهمة بالصعبة خاصة وأن دارفور منطقة واسعة، وقال إن من الأسباب التي أسهمت في انتشار السلاح عدم وجود قوة وصرامة في تنفيذ القانون وعدم محاسبة المفسدين. وذهب نيام إلى الطرق السليمة لجمع السلاح والتي أجملها في توفير الأمن والاستقرار بين المواطنين، وبناء الثقة، بجانب انتفاء أسباب حمل السلاح وإعادة هيكلة القوات المسلحة، بالإضافة الى تنفيذ الترتيبات الأمنية للحركات الموقعة على السلام، وأن يسبق العملية إعلام مكثف وتنسيق مع دول الجوار. وقال نيام إن المفوضية العليا لجمع السلاح قالت بأن جملة الأسلحة في دارفور ألف وخمسمائة قطعة سلاح، وفي تقديره الشخصي أن جملة الأسلحة ألفان وأن 68% منها في يد الحركات مما يبرهن مدى خطورة السلاح في دارفور.
مشاركة الجميع
وكان تركيز نيام منصباً على مشاركة الجميع في جمع السلاح، حيث قال بأن رئاسة الجمهورية غير كافية لتنفيذ المهمة، لجهة أن الناس تنظر إليه بأنه قرار منعزل عن بقية القواعد والقوى، وان يدعم القرار من منطلق بأن مخرجات الحوار نصت عليه حتى يصبح له قيمة وقوة، ليشعر المواطن بأن القرار من مصلحته، ولا ينظر له بعين العدو كما يظن. وقال إن شخصيات مثل (دبجو، شوقار، بنات، السيسي، دانيال كودي) قال إنها خارج اللجنة، ولو تم استيعابها لأسهموا بشكل كبير في جمع السلاح، كما ضرب أمثلة بقوىً كثيرة كان يمكن أن تشارك حسب قوله، أبرزها (جميع القوى السياسية، آلية (7+7)، الإدارات الأهلية، المجالس التشريعية، المجلس الوطني، منظمات المجتمع المدني، مكتب سلام دارفور، مفوضية دارفور، المنظمات الدولية) حتى تُعزز القرار الجمهوري لجمع السلاح. وعاد نيام وقال إن حزبه يدعم عملية جمع السلاح بيد أنه قرار إستراتيجي فقط كان يترتب عليه كل ما ذكر أعلاه.
واشار الأمين السياسي لحزب التحرير والعدالة د. تاج الدين بشير نيام، إلى أن السلاح المنتشر في قنوات متعددة غير رسمية يستخدم كثيراً في الاحتراب داخل المجتمع، الذي قال إنه متأثر لا محالة بهذا الصراع الناتج عن وجود أسلحة خارج القنوات الرسمية، وبالرغم من تأكيد نيام علي أهمية الخطوة إلا أنه قال بوجوب اتخاذ تدابير مسبقة قبل البدء الفعلي في إنفاذها، مشيراً إلى أنه “ينبغي التمهيد للقرار أولاً” وتكثيف التوعية حول الخطوة وضمان السند المركزي والولائي علاوة على الدور التنفيذي والتشريعي بالولايات حتى تنجح الخطوة وتؤدي إلى تحقيق مقاصدها المطلوبة. وقال إن هناك الكثير من المحاذير حول جمع السلاح، مشيراً إلى أن انتشار السلاح تسبب في عدم الأمان الذي ساد المجتمعات، وقطع بأن معالجة قضية السلاح المنتشر عشوائياً كفيل برجوع الأمن للمواطنين، مشدداً على أن مشاركة الجميع هي أهم مقومات جمع السلاح.
لافتا إلى أن جمع السلاح ليس فقط مسئولية دولة بل هو أيضاً مسئولية مجتمعية ولمنظمات المجتمع المدني والمواطنين دور مؤثر في إنجاحه، وطالب باستصحاب تحديات تجاوب المجتمع مع الخطوة واتخاذ تدابير وسياسات لازمة لها. وقال إن رئاسة الجمهورية وحدها ليست بقادرة على جمع السلاح، وعزا الأمر إلى أنه لا يعطي الثقل المطلوب.
مشيراً إلى أن اللجنة الموكل لها أمر جمع السلاح خلت من أعضاء الحوار الوطني، وهو ما لم يرقْ لتاج الدين الذي قال إن كان من الواجب تمثيل شخصيات مثل بحر إدريس أبو قردة ودبجو وتيجاني السيسي وكل أصحاب التجارب السابقة في حمل السلاح، وليس أصحاب التجربة فقط بل أضاف إليهم مكونات المجتمع والمؤثرين فيه من زعماء العشائر، وهم بحكم مكانتهم وتأثيرهم سيكون لهم دور إيجابي في تطبيق التجربة على الأرض وتنوير قواعدهم بجدوى تسليم ما بإيديهم من عتاد حربي وسلاح للدولة، وهي بدورها عليها توفير الأمن وحفظه.
ونوه إلى أن جمع السلاح يحتاج لموازنات تسهم في تسهيل استلامه من جميع الحركات المسلحة والقبائل علاوة على التنسيق مع دول الجوار المتاخمة مشيراً إلى أن تجميعه منهم سيؤدي لاعادة هيكلة الحركات المسلحة.
تخوفات
ماذا يحدث عقب جمع السلاح المنتشر بين (الفرقان والقرى) بإيدي مواطنين، هنا يقول نيام أن التخوف أن يؤدي جمع السلاح إلي إحداث فجوة في حسم المتفلتين وملاحقة المجرمين عبر النظام السابق المعروف بـ (الفزع) لكنه يعود ليقول إن السلطات الحكومية تؤكد جاهزيتها لحفظ الأمن ونشر المزيد من القوات الشرطية والأمنية بما يجعل الحاجة منتفية للفزع، وحذر من مغبة فرض الخطوة بالقوة مشيرا إلي أن الشعب السوداني بطبعه لا يتقبل ما يأتي إليه من تحدٍّ مفروض بالقوة، ودعا للتوازن ما بين حفظ هيبة الدولة وإعمال مبدأ الحكمة في هذا الخصوص.
أنواع الأسلحة
يواصل نيام تحليله للأمر وهو يقول إن الأسلحة الموجودة خارج الأطر الرسمية متعددة وتصنف علي أكثر من محور، مشيراً إلى أن أول سلاح يجب البدء في جمعه هو السلاح الموجود بإيدي الحركات المسلحة الموقعة على السلام، لافتاً إلى أن توقيعها على تفاهمات مع الحكومة يوجب الإسراع في استيعابها وتنفيذ الترتيبات الأمنية بما تنتفي معه الحاجة والمشروعية لتسلحها.
توفيق أوضاع الحركات
شدد الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة “جناح عبدالرحمن بنات” يزيد دفع الله رشاش على ضرورة مشاركة جميع القوى السودانية في آلية جمع السلاح، واصفا أياهم بأنهم مفاتيح للمجتمع بدارفور، وطالبا بأن يسبق القرار توفيق أوضاع الحركات الموقعة على السلام بتكملة الترتيبات الأمنية، جازماً بأن تنفيذه دون ذلك يولد الكثير من الأزمات، لجهة أن مخرجات الحوار التي نصت على جمع السلاح، كفلت أيضاً توفيق أوضاع قوات الحركات.
وتابع رشاش أن القرار جاء في وقت العالم ينظر إلى تنفيذ مخرجات الحوار وخاصة جمع السلاح، وبهذا القرار يتلاشى تشكيك الآخرين في عدم تنفيذ المخرجات، و أوضح أن القرار يلعب دوراً في تحسين العلاقات الخارجية خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات على البلاد، وقال إنهم يدعمون القرار لكونه نصت عليه المخرجات، و أوضح يزيد انه كان ينبغي أن يُمهّد لهذه العملية بتوطين ثقافة السلام داخل كل بيت سوداني عبر كل الجهات، وتجهيز قوة أمنية تتدخل في أي وقت في حال حدوث أي أشكال، بالإضافة الى التوعية والتحول من مرحلة العنف والتعامل عبر القانون، لافتاً إلى تحديات وعقبات تواجه جمع السلاح مثل الحرب التي قال إنها لا زالت مستمرة في بعض المناطق بجانب الصراعات القبلية وقطع الطرق والانفلات الأمني الذي لا زال قائماً، وأضاف ما زال المواطن لم يصل إلى مرحلة الثقة بأن الدولة ستحميه وتوفر له العدالة وتعالح له المشاكل التي جعلته يحمل السلاح. وتابع ” تنفيذ عملية جمع السلاح تحتاج للحسم المنطقي وإلى نوع من الحكمة مع الرافضين لجمع السلاح”.
الخرطوم : جمعة عبد الله
الصيحة