صلاح احمد عبد الله

توزيع الخراف.. في زمن الجفاف!؟!


* المسؤول عندما (ياكل) اللحمة.. وهو بالطبع كل يوم بسبب أو بدون سبب.. وعندما يأتي العيد الكبير.. وياكل أيضاً مستمتعاً نحن نكون في منتهى السعادة لأنهم يمثلوننا (هنا) خير تمثيل.. بعد أن مثلوا بنا السنوات الطوال.. وخاصة استمتاع نوابنا أو (نوامنا) الأكارم الذين لا نعرف لأي منهم.. فوهاً (فُض) من أجلك.. بل إن أيديهم وحلاقيمهم طالما عبرت عن كل قرارات الحكومة حتى لو كانت كانت زيادات قصمت ظهر الشعب..!!
* ولذلك من حقهم أن يأكلوا في العيد هنيئاً.. هم وأولادهم.. وعديد زوجاتهم.. وكله من أجلنا.. لأنهم يحملون همومنا ويتعبون طيلة عام كامل.. (نوم.. وتصفيق وهتاف).. ورحلات..؟!

* وتعالوا سادتي نحصي كمية الخراف.. للقادمين الجدد بعد (الحوار).. والقدامى من المكنكشين.. والمتحلقين حول الموائد في انتظار سواقط النمل:
(1) المجلس الوطني الاتحادي.. وبعد دخول (ناس الحوار).. والموظفين.. والحراسة.. وبدون كهرباء وموية وتبريد وجاز.. وكم عدد الخرفان؟.. التي يحتاجونها.. ولنبدأ هذا العام فقط.. ناهيكم عن الفات..؟!
* ومثل ذلك بقية الولايات بمجالسها التشريعية ومجالس الوزراء:
(2) البحر الأحمر (3) القضارف (4) كسلا (5) النيل الأزرق (6) سنار (7) الجزيرة (8) النيل الأبيض (9) نهر النيل (10) الشمالية (11) ش كردفان (12) ج كردفان (13) غ كردفان (14) ش دارفور (15) ج دارفور (16) غرب دارفور (17) شرق دارفور (18) وسط دارفور..؟
* كم عدد النواب.. والمسؤولين.. وطواقم الحراسة (البياكل براهو بخنق)؟.. وهل خروف واحد يكفي لمن أصبح تعدد الزوجات له هواية أو لمن يدعي الزعامة وكثرة الضيوف..!؟!

* ومن يدفع الثمن النهائي.. بل كم يبلغ هذا الثمن..؟!
* هذه الكميات الضخمة من الخراف تحتاج لكميات (ضخمة) من أنابيب الغاز.. أم (150) جنيه أكيد كل مسؤول يحتاج من 5 ـ 6 أنابيب لزوم التعدد.. أو يكون في ركن الفيلا صهريج غاز بعداد يبين الموقف.. المخزون.. المنصرف.. إضافة لبوكس يحمل الخبز والخضروات.. والدكوة الناعمة.. المطحونة جيداً.. والليمون الأصفر الكارب لزوم الشطة.. والشية.. والمرارة النية.. وأكيد بعضهم كانت له (سوابق) مع أم فتفت في أيام خوالي.. قبل أن يتوب في ذلك اليوم وذلك الشهر.. وأحداث تلك السنة..!؟!

* وهكذا تتوزع الثروة الحيوانية بين الكبار.. ويزداد ارتفاع الأسعار.. وننظر الى خرافنا المحترمة.. وهي تمد ألسنتها ساخرة منا.. وهي (تقدل) وتمشي الهوينا في الأسواق والميادين العامة.. نحن نمر بها صباح مساء في طريقنا الى العمل أو العودة.. ونبادلها التحية بأحسن منها.. ولا أحد يجرؤ أن يتحسس جيوب ملابسه.. لأن بها لا شئ.. سوى أرتال عنكبوت.. احتلت كل الزوايا..!؟

* ثروتنا الحيوانية.. هم وحدهم يستطعمونها.. وقليل منها يصدر الى الخارج.. ويا حسرتاه على إناثها التي تصدر أيضاً لنقبض الريح بعد عدة سنوات.. نحن نحتاج لنظام دولة.. لأن نظام الحكم هذا أذاقنا الأمرين فهل نحن نستحق بصمتنا وهواننا حتى على أنفسنا..؟!
* الغلاء يطحن العباد في هذه الأرض..
* وهم كأنهم يعيشون في كوكب آخر لا يشعرون.. بنا.. أبداً..
* فهل نحن نستحق..؟!!
* بعد تفكير عميق وسنين عدداً.. أظن ذلك..؟!!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة