منوعات

في عيد ميلاد الهاشتاغ العاشر، هل نحن محظوظون؟

دخل مصطلح الهاشتاغ، للتغريد في حياتنا اليومية بشكل أكثر سلاسة مشكّلاً حركة حيوية وتوسّعاً كبيراً في عالم الإنترنت، وليصبح شعاراً يجري تداوله مع كل حدث أو مناسبة اجتماعية كانت أو سياسية. وما بدأ قبل 10 أعوام بادرة فردية من شابّ مع أصدقائه للتعليق على تجمّع أقاموه معاً، بات ظاهرة عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

في مارس عام 2007، كان كريس ميسينا من بين الكثيرين في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية، الذين يرسلون التغريدات في مؤتمر غامض نسبياً يسمى الجنوب من الجنوب الغربي، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمس”.

في الوقت نفسه، كان أصدقاؤه في سان فرانسيسكو يشعرون بالانزعاج من التغريدات التي ملأت صفحاتهم على موقع التواصل “تويتر” في الحدث الذي اختاروا ألا يحضروه.

في الأشهر القليلة التي تلت الحدث، حاول ميسينا وآخرون معرفة كيفية جعل مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية الناشئة أكثر فائدة، فطرحوا سؤالاً هامّاً! هل يمكنهم إنشاء إشارة معيّنة يتمكّن من خلالها المستخدمون من مشاهدة التغريدات المهتمين بها فقط؟

ودعا البعض إلى إنشاء منتدى “تويتر”. ولكن ميسينا أراد أن يخلق شيئاً أكثر بساطة، وقد أعطته هذه الفكرة منصّة دردشة أخرى كانت تستخدم علامات الهاشتاغ # للدلالة على القنوات.

في 23 آب عام 2007، أي تحديداً قبل 10 سنوات، أرسل ميسينا تغريدات يسأل فيها مستخدمي “تويتر” عن رأيهم حول إضافة علامة الهاشتاغ قبل موضوع مثل “#barcamp” – وهو حدث شعبي آخر بين الناس في قطاع التكنولوجيا.

وقال ميسينا، 36 عاماً، وهو مصمّم منتجات من سان فرانسيسكو: “إنها أبسط فكرة “، مضيفاً أنّ هذا الإجراء منح الناس أداة تتيح لهم “المشاركة بطريقة قويّة في وسائل الإعلام الاجتماعية”.

وبعد عقد من الزمن، تم نشر 125 مليون علامة هاشتاغ – يجري تقاسمها كل يوم في جميع أنحاء العالم على “تويتر”، وفقاً لما ذكرته الشركة. والواقع أنّ السيد ميسينا قد خلق أداة يمكن أن تتسلل إلى محادثاتنا العامّية الكلية، وتملأ الشاشات التي لا لزوم لها ولا معنى لها.

هل نحن محظوظون بهذا الابتكار؟

لقد أثبتت علامات التصنيف (الهاشتاغ) فائدتها الكبرى في تصفية المحادثات حول الأحداث تماماً مثل مؤتمر الجنوب الغربي على سبيل المثال، كما أنّ هذه الهاشتاغات تساعدك في العثور على صور من زفاف صديقك – أو حتى تمكّنك من رؤية أفضل لقطات من كسوف شديد القوّة.

لكن روبرت هيرنانديز، وهو أستاذ صحافي رقمي في جامعة جنوب كاليفورنيا، علّق على فكرة الهاشتاغ بأنها شيء رائع، إذ من المدهش أن ترى مجتمعاً كاملاً يجتمع معاً في الوقت الحقيقي “فقط بسبب الهاشتاغ”.

وأشار السيد هرنانديز إلى أنّ الهاشتاغ سمح لمئات الآلاف من الغرباء بمناقشة العنف ضد المرأة وكشف غضبهم والرعب حول الاعتداء والتحيّز الجنسي.

السيد هرنانديز هو أيضاً من محبّي الهاشتاغ، وهو أحد مؤسسي منتدى “تويتر” الأسبوعي حول الصحافة على الإنترنت والمعروف باسم #wjchat.

وقال السيد هيرنانديز: “مثل أي شيء يصبح شائعاً، خاصّة إذا كان جذاباً، الشركات تأخذه وتدمجه في قسم التسويق الخاص بها”. وأضاف أنه من غير المرجّح أن يستخدم الناس علامات التصنيف التي أنشأتها العلامات التجارية، بغضّ النظر عن مدى الترويج لها.

وأشار إلى مسألة أخرى أيضاً قائلاً: “أنا متأكد من وجود عدد لا يحصى من علامات التصنيف التي قام شخص واحد فقط بتغريدها”، الأمر الذي يخلق نوعاً من “تلوّث الهاشتاغ”.

وقال السيد ميسينا إنّ الحصول على مجموعة كبيرة من الناس للقيام بعمل إضافي من إضافة هاشتاغ كان صعباً في البداية، ولكن في وقت ما خلال عام 2010، بدأ منظمو القواعد الشعبية بحركة حزب الشاي باستخدام الهاشتاغ لتبسيط رسائلهم، التي كان لها الفضل في مساعدتهم على الإقلاع.

في وقت لاحق، أخذ “إنستغرام” يستخدم إشارة التصنيفات (الهاشتاغ) ما أعطاه فائدة إضافية. اليوم، يستخدم الهاشتاغ على نطاق واسع في تطبيقه لتسمية الصور وتصنيفها بحيث يمكن لجميع الناس مشاهدتها.

صحيفة الأنباء