قتل وطن !!
*مما قاله لي الترابي يوماً أنه ضد القتل..
*ضد إزهاق الأرواح لدواعٍ سياسية يصعب الجدال عنها أمام الله..
*وضرب لي مثلاً بإعدام مجدي في مال يخصه..
*وليس مجدي محجوب وحده… وإنما جرجس بطرس وأركانجلو أقادو أيضاً..
*وقال إنه ظل مقاطعاً من سارع بإعدام مجدي إلى أن….
*كان لا يصافحه… ولا يكلمه… ولا يقابله… ولا يحب أن يسمع عنه – أو منه – شيئاً..
*أما عبارة (إلى أن) هذه فقد أكملها إشارة بيده… لم أفهمها..
*ومضى قائلاً : كل أخطاء السياسة ما دون قتل النفس يمكن تصحيحها..
*يمكن تصحيحها ذاتياً… أو بواسطة آخرين يؤول إليهم الحكم..
*ولعله استشهد بحديث (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)..
*وأقول (لعله) لأني لا أذكر بالضبط… وهو بين يدي الحق الآن..
*وتذكرت حديثه هذا عن أخطاء السياسة (القاتلة) عند مشاهدتي برنامجاً تلفزيونياً..
*وكان عن أخطاء الطيران (القاتلة) في قناة ناشيونال جيوغرافيك..
*وخطأ البارحة نجم عن إرهاق الطيار ومساعده… وتسبب في إزهاق أرواح..
*وعوامل كثيرة تؤدي لوقوع الكوارث…حسب محققي الطيران..
*ومنها الغرور… والضغوط… والإرهاق… والتهور… وقلة الخبرة… واللا مبالاة..
*وقالوا إن (الإدارة) تتحمل جانباً كبيراً من هذه الأخطاء..
*فواجبها أن تستبعد من لا يكون مؤتمناً على أرواح الركاب جراء أحد هذه العوامل..
*والآن أنظر إلى ما حدث عندنا من كوارث… في زماننا هذا..
*سواء في مجال السياسة… أو الاقتصاد… أو الخدمات..
*وأغلبها بسبب تساهل (الإدارة) في اختيار من توكل إليهم مهام مصيرية..
*وكانت النتيجة أن أزهقوا أرواح مشاريع ومقدرات و(بشراً)..
*وكل منهم ينطبق عليه عامل من العوامل التي أشار إليها محققو كوارث الطيران..
*أو ربما اجتمع أكثر من عامل في مسؤول واحد..
*فالمتسببون – مثلاً – في الحدث الذي أدى لاحتلال حلايب كانوا متهورين… بالتأكيد..
*وقد ذكرهم لي الراحل الترابي بالاسم…واستثنى الرئيس..
*ومن تسببوا في تغيير عملتنا – وانهيارها من بعد – كانوا مغرورين… قطعاً..
*وأذكر منهم شخصاً اسمه شيخ الدين… لا أعلم أين هو الآن..
*ومن تسببوا في كارثة انهيار تعليمنا- العام والعالي- كانوا قليلي الخبرة… طبعاً..
*وما زالت تساهم في هذه الكارثة وزيرة التعليم الحالية..
*ومن تسببوا في تحطم ناقلنا الجوي- وضياع خط هيثرو- كانوا أغبياء… حتماً..
*وتفرق دم هذا الجرم بين مجهولين… ربما تعلمهم (الإدارة)..
*وبعد قرابة ثلاثين عاماً من التجريب ما زلنا نختار المغرور… والمتهور… والبليد..
*والترابي كان يرتجف خوفاً من قتل النفس…أو الإسهام فيه..
*ولكني لم أسأله عن الإسهام في (قتل وطن !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
من علامات الشيوعيين والملاحدة ولو تدثروا بأي حزب، أنهم حينما يذكرون الموتى لا يترحمون عليهم، ليس بسبب الحقد والبغض فقط ولكن بسبب عدم الإيمان بالله وبالآخرة.
نحن في النهاية سودانيين.
رحم الله الترابي ومجدي وأركانجلو وفرانسيس، إن رحمته وسعت كل شيء.