الصحافة الورقية وتأثيرات المد الالكتروني
صحافة الإنترنت, باتت تشكل نواة حقيقية منافسة لصاحبة الجلالة والتي صارت تجلب اليها أعدادا كبيرة من الكتاب ممن لهم القدرة الفكرية والمادية على النفاذ للشبكة العنكبوتية،
ولعل من بين أهم تأثيرات هذا التطور المخاطر التي يمكن أن تهدد مستقبل الصحافة الورقية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاح والتوزيع وتناقص الموعين الإعلامية التي تستمد منها الصحف أسباب بقائها وازدهارها علاوة على تراجع مقروئيها لدى القراء عموما والشباب بصفة خاصة, وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة وسيلة إعلامية مؤثرة جداً في كشف الحقائق والمعلومات خاصة تطبيق الواتساب حيث أثارت قضايا كبيرة تهم البلاد (الإنتباهة) أجرت استطلاعاً حول إمكانية صمود الصحافة الورقية أمام الصحافة الالكترونية وسلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار وعدم التأكد من مصدرها . وتخيرت أشهر الناشطين في مواقع التواصل الالكتروني الواتساب والفيس بوك .
الدقة في نشر المعلومة :
رئيس اتحاد الصحافيين الصادق الرزيقي قال: تشكل الصحافة الإلكترونية تطوراً في العمل الصحفي، ولكنها تفتقد في كل العالم للضوابط المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي لسببين أن المنظمة للصحافة الالكترونية لا تزال ضعيفة وقاصرة في كل العالم, وقانون المعلوماتية المجاز في القضاء المدونات التي ترد في الصحافة الالكترونية والمدونيين والصحافيين الأحرار غير الخاضعين لسلطة قانون الصحافة أو نظم السلطات الصحفية لا يحظون بثقة ومصداقية كبيرة.
واستدرك الرزيقي قائلا لـ( الإنتباهة) ان الصحافة الالكترونية أو المدونات مصدر رئيس للمعلومات, وعليه تحاول الصحافة الورقية في العالم المزج بين الصحافة التقليدية والإعلام الحديث باعتماد أنموذج الصحيفة أون لاين, تتحدث على مدار الثانية وليس الساعة. وتكون المعلومات والأخبار الواردة فيها خاضعة لنفس المعايير والضوابط التي تخضع لها الصحافة الورقية.
وأضاف أن غالبية الأخبار التي ترد بالصحافة عموماً من الواتساب تفتقد للمصداقية, مما يتطلب وعياً بخطورة المسالة لانه إذا استمر التعامل مع الأخبار المزيفة بهذه الطريقة سوف يؤدي الى فقدان مصداقية الصحيفة والصحافي , وتؤدى به الى المحاكم والنيابة, ولهذا هي صحف غير قيمة وليس لها مستقبل. وأضاف على الصحافي ان تكون لديه أدواته الحقيقية التي يتحقق بها من الخبر وفحصه بدقة , والتأكد من عدم كذبها وذلك لأن الصحافة تعتمد على المعلومات والأخبار الصحيحة. وبالتالي نجد أن اغلبية القضايا التي ترد الى المحاكم لأن الخبر غير صحيح أو معلومات خاطئة او كاذبة أو قضية خاصة بشخص يتم نشرها قبل التأكد من صحتها .لافتا إلى ان الأدوات الرئيسة التي تعتمد على القدرة الذاتية للصحفي في التقاط الخبر من الحوار أو التقرير أو التحقيق ورؤيته الصحيحة في معرفة صحة الخبر. ووصف الرزيقي ان الصحافي الذي يعتمد على المصادر المفتوحة في نشر الخبر قبل التأكد من المعلومة, هو صحفي (غير مهني)
النشاط أﻻسفيري
وفي ذات السياق اعتبر خالد النور الصحفي المتخصص في الإعلام الالكتروني ومدير تحرير موقع شبكة مرجان الإخبارية والمؤسس لعدد من قروبات الصحافيين , أن النشاط أﻻسفيري الحالي هو نتاج طبيعي للتطور المذهل والمتسارع في التقنية والتكنولوجيا الذي ساهم في انتشار السوشيال ميديا، بجانب إفلات من الرقابة التي تعاني منها وسائل الإعلام التقليدية.
وهذا يضع تحدياً كبيراً أمام المتعاملين في هذا المجال بتحقيق المصداقية في النشر, واﻻبتعاد قدر الإمكان من بث الشائعات واﻻخبار المفبركة، وهنا لا بد أن أشير الى أن هناك دخلاء كثر غير مختصين في المجال , وهذا بدوره يسهم في هدم مصداقية المختصين، وفي ظني أن قروبات الصحافيين من أكثر المجموعات مصداقية لأن الصحافي يخشى على اهتزاز مصداقيته أمام قرائه , أما تنافس الإعلام الجديد بالنسبة للصحف الورقية أصبح واقعاً من خلال السرعة واﻻنتشار الواسع للأخبار والمعلومات التي يتطلع اليها القارئ، وفي رأيي حان الوقت لتتجه الصحف الى (ما بعد الخبر) من خلال التحليل والرأي وغيره من القوالب الصحفية لأن الخبر أصبح متاحاً في زمانه ومكانه للمتلقي. هناك نقطة اساسية يجب اﻻنتباه لها وهي التفريق بين الصحافة اﻻلكترونية والسوشيال ميديا وكليهما يمثلان الإعلام الجديد بالطبع .. لكن الصحافة اﻻلكترونية تعني الإعلام الجاد وهو ما يتمثل في المواقع اﻻلكترونية الأخبارية , وهنا اعتقد أن العاملين فيها إعلاميون متخصصون, مع ضرورة اﻻهتمام بالتدريب والمواكبة، أما السوشيال ميديا في الأساس هي صحافة المواطن وهي في كثير من الأحيان ﻻ تعتمد على المصداقية بقدر اعتمادها على النشر أياً كان.
إقبال ضعيف
وقال عثمان الجندي صحفي ناشط في الإعلام الالكتروني: صحافة الانترنت أضحت ولا أبالغ إذا قلت ساعة تلو ساعة تغزو مساحات الصحافة التقليدية، وما ساعدها على التقدم أسباب متمثلة في سرعتها في نشر الخبر أو المعلومة وانتشار الأجهزة الذكية والتكلفة الزهيدة للاشتراك في الشبكة العنكبوتية. كما أوضح ان ثمن صحيفة واحدة يساعدك على قضاء كل يومك متجولا عبر جهازك الذكي مما جعل لها جمهورا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي, الأمر الذي انعكس على الصحافة الورقية بالسودان إضافة للمشاكل الأخرى التي تواجهها وآخرها قبل أيام زيادة أسعار مدخلات الطباعة.
وهذا بالتأكيد له أثر على زيادة أسعار الصحف التي تشهد إقبالا ضعيفا علي شرائها وفقا لإحصائيات رسمية من الجهة المختصة, لذلك نجد أن هنالك عددا من الصحافيين اتجهوا لصناعة صحافة الانترنيت.
وهنالك العديد منها مثل الأحداث نيوز وخرطوم بوست وجسر نيوز وسودان تايمز وسودان تربيون ومونتي كارلو وسودان ناو وشبكة السودان الإخبارية وغيرها. وأضاف ان من سلبيات هذه الصحافة انها متهمة بعدم دقة الخبر ووقوعها في أخطاء جعلتها تعتذر كثيرا وتصبح من زوار النيابات والمحاكم . وأشار الى ان هناك بعضاً منها يعتمد على المواطنين, ينشرون أخباراً غير احترافية مما جعلها تحتاج الى وسيط تقليدي يعضد أخبارها في الفترة الراهنة ومن إيجابياتها ان صحافة الانترنت سهلة العمل بها في اي زمان واي مكان وقلة عدد العاملين بها وهي تجد اقبالا كبيرا من الإعلاميين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي, وأصبحت مصدرا مهماً لصحفهم فيما يتعلق بالأخبار الصادقة , وأصبحت أخبارها تتداول بين القراء في مجموعات التواصل الأخرى, وأصبح لها أثر جعلت غالب الناس ملمين بما يدور حولهم , كما أوضح ان الفيسبوك والواتساب وغيرهما من التطبيقات أحدثت أثرا سالبا ومدمرا بنشرها للشائعات التي تضرر منها عدد مقدر من الناس, وساهم ذلك في إضعاف الثقة في هذه التطبيقات في مجال نشر الخبر . وفيما يخص عقاب الصحافيين قال ان قانون المعلوماتية لعام 2007 قانون تمت إجازته ولكنه ضعيف الأثر ومواده كانت لا تغطي كل الجرائم المستحدثة, وهنالك اتهام للقانون بأن به مواد متعسفة ولكن هو قانون مطلوب للحد من الجرائم خصوصاً المتعلقة بالنشر.
انتهاء الصحافة الورقية:
فيما ذهب بالقول مدير مركز سبأ الناشر الالكتروني حاتم أبوسن الى أن الصحافة الالكترونية أصبحت لغة العصر , وهي الأكثر اطلاعا وقراءة وخاصة وسط الفئة الشبابية. والصحافة الورقية لم تعد الوحيدة للحصول على المعلومة والخبر, وأصبح العالم الالكتروني هو ديدن كل قارئ وكل من يريد الحصول على المعلومة , وأنا أعتقد أن زمن الصحافة الورقية انتهى وولى وجاء زمن الصحافة الإلكترونية ومن خلال تجربتي الشخصية فأنا امتلك مركز سبأ للنشر الالكتروني يجد يوميا طلبات كثيرة للتغطيات السياسية والاقتصادية والثقافية , وهو يضم 30 ألف مشارك في الواتساب والفيس بوك, وقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي صمام الأمان للقراء والمعلومة والاطلاع وهى المسيطر الأول على الشباب لتطورها وما تمتلكه من وسائل حديثة ومتطورة في نشر المعلومات مثال الفيس بوك الآن لديه بث مباشر يمكنك أن تبث الحدث فى زمنه بالصورة والصوت, الواتساب والفيس بوك وكل وسائل الاتصال الاجتماعي لها تأثير قوي على جمع الرأي العام واستنفارهم لاية قضية مجتمعية أو سياسية لقضية ما في نصف ساعة فقط, فالخبر ينتشر بسرعة هائلة خلال الدقيقة, فنجد جميع المسؤولين في كل المواقع يستخدمون الواتساب والفيس بوك حتى الشيوخ في الإفتاء لديهم خدمات ومواقع في الفيس والواتس لتقديم الفتوى .
وانا أجد ان عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو نوع من أنواع التخلف. وحتى الحكومة لديها برنامج يسمى الحكومة الالكترونية أصبح أداة من الأدوات الرئيسة لنشر المعلومة, ولكن كان لديها تحفظات على هذا البرنامج, ووزارة الاتصالات ايضا لديها برامج, ونسبة لأهمية الصحافة الالكترونية وتأثيرها على المجتمع, الهيئة القضائية وضعت قانونا جديداً بالنسبة لجرائم المعلوماتية , ونشر الأخبار المفبركة وتم تطويره ليناسب الواقع الحديث , وهذا اعتراف منها على أهمية النشر الالكتروني وتأثيره الكبير على المجتمع السياسي والاجتماعي , منوها الى أن الصحافة الالكترونية كغيرها من واجهات الإعلام تحتاج الى مهنية عالية وضمير انساني صادق، ونسبة لوجود القوانين الرادعة والنيابات المتخصصة أعتقد ان مسألة ترويج الشائعات المغرضة أصبح أمراً مقدوراً عليه, وكيفية التأكد تعتبر أسهل نوعاً ما من الصحافة الورقية , وأضاف يمكن بكل سهولة تناول الموبايل والتقاط الصور والفيديوهات وبعده تتم صياغة الخبر على حسب أهمية المناسبة. أصبح العالم فى الفضاء الاسفيري الذي يسهل حرية الاختيار والتجوال على حسب الطلبات والأذواق وحتى اقتصاديًا الفضاء الاسفيري أرخص وأسهل وأوسع. الآن الصحافة الورقية تعاني من كساد في السوق وارتفاع أسعار الورق والطباعة وأجور الصحافيين والتقاطع مع الأجهزة الامنية والحكومية, وأيضا بعض الصحف تفتقر الى المادة القيمة والمفيدة التي تجذب القراء. أما أجهزة التواصل بها حرية أفضل ومتاحة للأغلبية, وعما قريب سيأتي وقت أن كل الصحافة الورقية سيتركها الناس طوعاً واختياراً.
(80 %) من الشباب موجدون بالواتساب
وقال محمد جمال قندول الصحافي بالانتباهة والناشط الاسفيري إن الصحافة الورقية ما زالت فيها قدسية الخبر ولها مصادر موثوق بها على الأقل في السنوات العشر القادمة , سوف تظل الصحافة الورقية في موقعها. كما اكد ان الصحفي يجب ان يواكب الأحداث والتطورات التي تحدث في الواتساب والفيس بوك, والوجود المستمر . واضاف ان الصحفي يجب ان يكون الشخص الذي يتأكد من مصدر الخبر وعدم نشر الشائعات والذي يسهم في نشر الشائعات هو سلوك المواطن السوداني السيئ في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بالهزل وعدم الجدية.
ومن الملاحظ ان 80% من الشباب هم الموجودون في الواتساب والفيس بوك منها قروب الجلاكسي ومنبرشات بها 250ألف مشارك من الشباب, وليست لديهم خبرة في التعامل مع المعلومات.
الصحف الالكترونية مثل الشروق والسودان تريبون او الأحداث نيوز هي نماذج قليلة جداً لن يكون لها هذا التأثير القوي في إلغاء سلطة الصحافة الورقية. كما أؤكد أن الصحافة الالكترونية هويتها معروفة ويمكن مقاضاتها. وهو يرى أن الصحافة الالكترونية قائمة على الصحافة الورقية وبهذا لا يمكنها أن تسحب البساط من صاحبة الجلالة.
شيماء يحيى
الانتباهة