قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
*إذا اختزلنا رمزية حزب المؤتمر الوطني في شخصية شيخ سوداني كامل الدسم، وبمركوب وجلباب وقفطان وعصاة يتسنى لنا بعدها تبسيط فكرة تفكيك وإعادة تركيب هذا الحزب وفق مطلوبات الإقليم ومتطلبات المرحلة الدولية، لتبدأ سيناريوهات (تعرية الحزب) عبر مراحل مخدومة ومدروسة لتجريده من كل ملابسه قطعة قطعة.
*وتبدأ القصة بتجريده من العصا (رمز القوة) التي دهش بها على الآخرين وبطريقة ناعمة يُقال له هذه العصا التي تشهرونها في المنابر والمحافل تؤلب عليكم الدنيا والمجتمع الدولي يشن حملة ضارية على الإرهاب، وإذا أسقطتم العصا ربما تسقط عنكم عقوبة وجودكم في (كشف الدول التي تقول واشنطن أنها ترعى الإرهاب).
*يلتئم المكتب القيادي على وجه السرعة لمناقشة مسألة العصا، يبتدر النقاش أحد الشيوخ مستعصماً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان).. ينفض الاجتماع على قرار التقليل من عمليات إشهار العصا سيما في المحافل المنقولة فضائياً، وكان بالإمكان نبذ االعصا نهائياً إلا أنه لدواعي تماسك الجبهة الداخلية يتم التخلص منها تدريجياً.
*ويهبط علينا وفد كبير لا نملك إلا أن نستقبله استقبالاً (خمس نجوم) يقول كبرهم أتينا لنقدم لكم واجب الشكر والثناء في تلبية (قضية العصا) التي غابت عن الشاشات والمحافل، بيد أن لنا طلباً صغيراً يكمن في التخلص من هذا (القفطان والملفحة) لكونهما لا يتواءمان مع عصر التكنولوجيا ويعطيان انطباعاً سيئاً لدى الأسرة الدولية على أن السودان (دولة دينية) بامتياز.
*يذهب الوفد المبجل إلى الفندق، وفي المقابل يذهب القوم إلى اجتماع عاجل ينتهي بالتحلي بالصبر والتخلص عن القفطان إن كان ذلك يرضي القطبان.
*قبل أن يأتي الوفد في المرة المقبلة، يستبق مجيئه برفع (الحظر عن اسبيرات وقطع غيار مصانع السكر)، وذلك توطئة لطلب كبير جداً هو التخلص من معظم الكودار التاريخية، لكن هذا الطلب الأخير قد احتاج لشهور بأكملها، لكنه لم يكن مستحيلاً تماماً، لكنها ستكون التلبية الكبرى التي يطمئن بعدها (المجتمع الدولي) بأن الخرطوم بعد ذلك ستواصل نزيف التنازلات إلى ما لا نهاية.
*لكن الخرطوم التي ترقد على رصيد هائل وتجارب تراكمية مهولة استمرت لربع قرن من مراوغة المجتمع الدولي أهلتها لإدراك كل سيناريوهاته، ذهبت هي الأخرى إلى أبعد من ذلك.
*التأم ذلك الاجتماع الخطير (بالنادي الكاثوليكي) سابقاً، ورأى القوم ليس فقط التخلص من الكوادر التاريخية، فسنتخلص من (الذقون واللحى)، يتساءل شيخ كبير وخطير، هل هنالك كوادر بلا لحى وذقون، يقول المسؤول الوسيط (ما أكثرهم وما أحلاهم).
*يقول الرجل الكبير.. الكاروري الصغير نعم.. لكن فقط نرجو أن تكتفوا من اسمه بـ(أحمد محمد صادق) وبلاش من الكاروري هذه.. تستمر الترشيحات.. ليصعد إلى قمة الهرم رجل في لون وسمات البروف إبراهيم غندور، وربما كانت المرة التي يقسم فيها ذلك الرجل الخواجة بأن (غندوراً) هذا ليست له أي علاقة بالدولة الدينية… و.. و..
*ويا كنيسة الرب الفي القلب في القلب
*قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ورصوا صفوفوكم إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي