تحقيقات وتقارير

السودان ما بعد 12 أكتوبر.. هل من بدائل؟

رغم الجهود السياسية والفنية التي أجرتها الخرطوم لجهة رفع العقوبات الأمريكية عن السودان التي ظلت قابعة على صدر الحكومة والشعب السوداني لنيف وعشرين عاماً، إلا أن الإبقاء عليها من السيناريوهات الواردة، وحال عدم حدوثها فإن كل البدائل للسودان واردة ومتاحة لا سيما أن التحالفات السياسية إقليمياً ودولياً باتت السمة الأبرز في علاقات الدول، ولعل من البدائل المتاحة التي يمكن للسودان أن يلجأ إليها، التوجه نحو الشرق، لا سيما الصين وروسيا، وعقد تحالفات اقتصادية.

ولعل التوجه نحو روسيا من السيناريوهات المطروحة من أجل تحقيق مطامح الشعب السوداني وتوفير احتياجاته الحياتية، ومما يعضد الحديث الآنف الذكر، التوجه الأخير والاتصالات الثنائية بين الخرطوم وموسكو ذات الصبغة الاقتصادية التي تمخضت عنها تفاهمات في التعاون الاقتصادي والتجاري، وكان ان أعلن وزير النقل الروسي مكسيم موكولوف استعداد السلطات الروسية لتنظيم رحلات جوية مباشرة بين موسكو والخرطوم إذا طلب السياح الروس وشركات الطيران الروسية ذلك، وأكد الوزير الروسي جاهزية موسكو للسماح لشركات الطيران السودانية بالعمل في الأجواء الروسية، وقال موكولوف في حال كان الأمر مفيداً لشركات الطيران الروسية والسودانية فسوف نشرع في تنظيم ذلك قريباً، وسنتيح مجالاً لشركات الطيران السودانية للعمل في الأجواء الروسية.

وأمّن نظيره السوداني رئيس الجانب السوداني في اللجنة الحكومية المشتركة الروسية – السودانية للتعاون الاقتصاد والتجاري على ذلك، وأعلن وزير المعادن السوداني هاشم علي سالم عن خطط لتدشين خطوط جوية مباشرة بين موسكو والخرطوم في فترة قريبة، في المقابل أكد وزير النقل الروسي استعداد بلاده لتنظيم رحلات جوية مباشرة بين موسكو والخرطوم، وقتما طلب السواح الروس ذلك.
ويشير مراقبون إلى أن السودان يبحث عن حلفاء اقتصاديين وسياسيين حقيقيين رغم أن علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية لا تنفك، فليس هنالك من ينكر الدور الأمريكي ولكن في حال فتورها فإنه يمكن اللجوء لخيارات أخرى، ويرى مسؤول دبلوماسي رفيع أن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان خطوة إيجابية ستعمل على استقرار البلاد ولكنها ليست نهاية المطاف حال عدم رفعها، ويشير مصدر حكومي إلى حلول تمحورت في أن تعمل الحكومة بجدية في وضع برامج إسعافية عاجلة ووضع خطط مدروسة وفاعلة.
هذا وقد ظلت العلاقات السودانية الروسية مستقرة رغم التقاطعات في المصالح والمواقف تجاه قضايا عديدة عربية وأفريقية، ويقول أستاذ العلاقات الدولية د.محمد الحسن في حديث لـ(آخر لحظة) إن العلاقات بين البلدين قديمة وتاريخية، فالعلاقات قديمة ومتجذرة وإستراتيجية، بجانب أنها ممتدة، وكان توجه السودان شرقاً في فترة السبعينيات إبان الاتحاد السوفيتي متميزاً ولم تكن هنالك خلافات كثيرة رغم – الخلافات الأيديولوجية – باعتبار أنه دولة أفريقية مهمة، كما أن روسيا دولة تتمتع باقتصاد دولي، وعسكرياً تتمتع بإمكانات عسكرية عالية وأنها قطب عالمي إستراتيجي يناكف الولايات المتحدة الأمريكية رغم أهمية الأخيرة، ويضيف أن روسيا تسعى جاهدة لاستعادة وضعها السابق في أعقاب تفتيت الاتحاد السوفيتي لدويلات صغيرة أفضى إلى انهيار القطب، ويلمح إلى أن روسيا يمكن أن تكون أحد البدائل التي يمكن اللجوء إليها حال توتر العلاقات مع واشنطن، على أن يحدث نوع من التوازن السياسي في القضايا وحلولها والمصالح واتجاهاتها.
ويرى محمد الحسن أن روسيا ظلت تحمي حلفاءها إستراتيجياً وسياسياً وعسكرياً كمثال لذلك سوريا، رغم المآخذ الدولية والإقليمية لما يحدث فيها للشعب السوري، وقد استخدمت حق الفيتو لإسقاط أكثر من قرار يدين قياداتها وتمكنت من النهوض مرة أخرى على خلفية العقوبات الاقتصادية عقب إحداث القرم وأوكرانيا فنهضت اقتصادياً عقب اتخاذها خطوات استغنت فيها عن المنتجات الأوربية، وبادرت بتصدير الطماطم من المغرب بدلاً عن بولندا، والبطاطس والبصل من السودان وغيرها، فتمكنت من الخروج من العقوبات والضغوط الأوربية المفروضة عليها، وأشار أن ذات الواقع يعيشه السودان ويمكنه من الخروج من تلك الدائرة حسب تعبيره، والاستعانة بحلفاء جدد قدامى لتحقيق المكاسب والبحث عن حلول للقضايا يقود إلى تطور البلاد، ولكن يجب على السودان أن يبحث عن حليف جديد لا سيما روسيا، وتساءل ما هي الضمانات السياسية التي تضمن للسودان أنه حال لجوئه للتحالف مع موسكو أو غيرها حال فتور العلاقات السودانية الأمريكية وعدم رفعها للعقوبات، لا سيما أن روسيا لم تستخدم حق فيتو نهائياً، واعتبر مصدر حكومي رفيع، أن موسكو قامت بالتصويت الداخلي خلال اجتماعات الدول الخمس الكبار بمجلس الأمن الدولي، في أكثر من قرار أدى لإسقاط الكثير من القرارات أنقذت الخرطوم من مخاطر الانزلاق في كثير من الجزاءات الدولية.

تقرير:أحلام الطيب
اخر لحظة

‫3 تعليقات

  1. شركات الطيران السودانية تشتغل فى روسيا دى ذكرتنى قصة الاتفاقية بين اليمن و امريكا اتفقو كل دولة تسمح بدخول السفن النووية للدولة الاخرى و تستقبلها فى موانيها ..

  2. نعم ان اي انسان يقف مع الحصار بالعمل واتمني اعتبره هاي للوطن وأعلنوا صريحة غير سوداني لأن السوداني الأصيل لا يطلب الشر لأهله ولده وانتم تعلمون ان هذه العقوبات لن تضر البشير وحكومته وإنما المتضرر هو الشعب السوداني الذي تعب وعقب عقاب شديد وهو لا يستحق ذلك

  3. نعم أي إنسان يقف مع الحصار بالعمل أو بالتمني اعتبره خاين للوطن ويجب أن يعدم وقولها صريحة ما سوداني لأن السوداني الأصيل لا يضر شعبه وأهله وبلده وتعمون أن العقوبات لا تضر البشير ولا حكومته وإنما المتضرر الشعب المسكين الذي تعب منها