هل تَصدُق أمريكا بوعدها ؟
لم تتبق إلا أيام قليلة لالتزام الولايات المتحدة الأمريكية بوعدها برفع العقوبات النهائية عن السودان حسب وعدها السابق وتمديدها ثلاثة أشهر. الآن لم تتبق للثلاثة أشهر الموعودة إلا أيام، ولكن هل تَصدُق أمريكا بوعدها هذه المرة أم تتحجج بقضية أخرى مثل حقوق الإنسان التي لم تكن أصلاً ضمن القضايا التي تطالب الحكومة الالتزام بها، لقد عانى الشعب السوداني من العقوبات الظالمة التي فرضتها على البلاد منذ عشرين عاماً، وها هي تتحجج كل مرة ببند لم يكن أصلاً ضمن تطالب به أمريكا السودان به فكل الشروط التي طالبت بها التزم السودان، بل بالزيادة، ولكن الولايات الأمريكية تعلم أن هذه الحكومة إسلامية منذ مجيئها وبدأت التعامل معها من هذا المنطلق ولكن بعد التحوُّل الذي جرى على الحكومة وبدأ التحوُّل إلى الديمقراطية وإشراك الأحزاب السياسية التي كانت تقف في صف المعارضة، لا مبرر لأمريكا بعد ذلك بنصب العداء عليها، لأن المتضرر من أي عمل تقوم به أمريكا هو الشعب السوداني، فعشرين عاماً فترة العقوبات الاقتصادية تضرر منها المواطن السوداني وأصبحت الحياة لا تطاق فظلت العملة في حالة ارتفاع مستمر ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحياة المعيشية، لأن كل شيء أصبح مربوط بالدولار فبارتفاعه ترتفع معه أعباء المعيشة..
والحكومة بعد ذهاب البترول إلى دولة الجنوب لم تكن هنالك بدائل تعوِّض فاتورته، فالجنيه السوداني في ظل إنتاج خمسمائة ألف برميل، من البترول في اليوم كان يساوي أربعة جنيهات، وعندما فقد الشمال البترول بدأ تصاعد الدولار وانخفاض الجنيه إلى أن وصل ما يزيد العشرين جنيهاً، وربما أزيَد من ذلك. فرفع العقوبات يعني عودة الجنيه إلى عافيته وعودة العافية إلى الاقتصاد، أما إذا نكصت أمريكا عهدها برفع العقوبات فهذا يعني أن المعركة مع أمريكا أخذت منحى آخر ولن تقف الحكومة بعد ذلك مكتوفة الأيدي أو تكون طائعة لأوامرها، فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص، ولكن خلونا نتفاءل شوية ونقول بأن أمريكا تعمل من أجل مصالحها، ففي الفترة الماضية وخلال توقيع سلام نيفاشا اشترطت على الشمال أن يعطي الجنوب استقلاله ظناً منها بأن الجنوب كدولة وليدة وبها خيرات كثيرة وشعب ضارب في الأمية يمكنها أن تنفذ مآربها والاستيلاء على الجنوب وتراقب الشمال..
ولكن خسرت الرهان مع الجنوب، فمنذ أن أخذ الجنوب استقلاله لم تهدأ عمليات التصفية القبلية وعمليات التشريد بسبب الحروب التي اندلعت في معظم المدن الجنوبية، فلم يستقر الجنوب ولم يتوافق “سلفاكير” ونائبه “مشار”، فبدأت المعارك بينهما وبدأت هجرة رؤوس الأموال الأجنبية التي دخلت الجنوب وما عاد الجنوب دولة آمنة لهؤلاء المستثمرين، كما لم يكن الدولة التي راهنت أمريكا عليها، فلا مفر للولايات الأمريكية إلا أن تعيد حساباتها مع دولة الشمال في ظل الاضطراب السياسي والأمني والمعارك المندلعة في كل من اليمن وسوريا وليبيا..ومن هنا بدأت أمريكا تراجع نفسها لإحداث علاقة مع دولة الشمال وحتى تنشأ علاقة قوية بين الطرفين فلابد أن ترفع العقوبات، والتزمت برفع جزء من تلك العقوبات وتركت الباب موارب لثلاثة أشهر، تراجع فيها نفسها قبل أن تخطو الخطوة الثانية بالرفع الكامل لها، وها هو الشعب السوداني والحكومة ينتظرون قرار الولايات المتحدة الأمريكية النهائي برفع العقوبات، فهل تكون صادقة هذه المرة أم تتعلل بحجج أخرى تطالب فيها بالمد لثلاثة أشهر أخرى أو شهر؟.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي
الدوله السودان غير حكومه الكيزان بدقه شديده سيرفع السودان كدوله من قائمه الارهاب اما الحكومه وافرادها سيبقو في القفص الاسود حتي زوالهم من الله او اي عمل اخر .خلف الكواليس في كلام كثير وعليه يرجع السودان كما كان ٢٠٠٧ود كلام حصلنا عليه من مصادرنا الخاصه وغدا لناظره قريب