صلاح الدين عووضة

أهل الكهف !!


*تشدني دوماً السورة التي باسم عنواننا هذا..

*فهي فيها تصوير بلاغي وزماني ومكاني وروائي… رهيب..

*وفيها إشارة- عرضاً- لحال الموت الذي يخشاه الجميع… حين يختفي الزمان..

*رغم أن انتفاء الزمان هذا من شأنه أن يخفف من وطأة الخوف..

*فلا زمان بلا حركة؛ والعالم الغيبي لا حركة فيه… ولا مكان… ولا زمان..

*وإن مات إنسان فلا يشعر إلا بحركة قيامه يوم البعث… حياً..

*وفي آية من كتابه يشرح لنا رب العزة جانباً من حقيقة الموت… لنفهمه..

*وهي آية (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا)..

*فالذي مات قبل ألف سنة من البعث كأنه كان نائماً (ساعة من نهار)..

*ويستوي في ذلك مع الذي مات قبله بيوم واحد..

*والنوم هذا نفسه شبه الحق به الموت في آية أخرى..

*آية (الله يتوفى الأنفس حين نومها والتي لم تمت في منامها)..

*فالإنسان-إذن- يخوض تجربة الموت كل يوم عند نومه… ثم تجربة البعث..

*والنوم العميق لا يحس الشخص معه بعامل الزمن..

*تماماً كما لا يحس به خلال موته… ويظن أنه لم يلبث إلا (يوماً أو بعض يوم)..

*ولا يحس حتى بزمان حياته في الدنيا… ولو كان مئة عام..

*وذلك لأن حركة الآخرة ليست كحركة الدنيا… ومن ثم الزمان لا كزمانها..

*ولو كان هناك عذاب في القبر لما صُعق الكفار بالبعث ..

*ولتمنوا أن يظلوا في مرقدهم الذي لا شعور فيه… ولا عذاب… ولا زمان..

*ولكان فرعون أحق من غيره بهذا العذاب..

*ولكن الله يقول بشأنه (النار يُعرضون عليها غدواً وعشياً)..

*ثم يمضي قائلاً سبحانه (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)..

*يُعرضون بهيئاتهم التي تحدث عنها المولى قبل الخلق..

*وذلك حين يقول في كتابه العزيز (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم)..

*ويضيف (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)..

*ولكن وجودنا (القبلي) هذا في الأزل لا أحد منا يحس به… أو يعلمه… أو يذكره..

*ولكنه وجود (موجود) في هيئة فطرة… لا معالم لها..

*بمعنى أن هيئة فطرة فرعون تُبشر بمصيرها يوم البعث وقد قالت من قبل (بلى)..

*وأشهده على مصيره هذا بمثلما أشهده قديماً على وجوده… ربَّاً له..

*ومحاولة تخيُّل فعل زماني للميت هي كمحاولة تخيُّل حراك زماني لله قبل الخلق..

*فالزمان لم يوجد إلا بعد خلق الكون… إلا بعد وجود حركة..

*والعقل الذي لا يعي المكان والحراك لا يعي – بداهةً -الزمان..

*مثل عقل الميت… والنائم… وأهل كهف الزمان الغابر..

*وبعض (أهل كهف زماننا الحاضر !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. الآية (الله يتوفى الأنفس حين موتها) وليس حين نومها .. نرجو التدقيق في كتابة الآيات