العقوبات الأمريكية.. (هاشتاق) سعودي لاكمال (الرفع)
تجاوزت العلاقات السودانية السعودية، حاجز العلاقات الرسمية، إلى مرحلة الانصهار الشعبي، وتاريخ الشعبين في العيش معاً قديم وراسخ، إذ ظلت الجالية السودانية في المملكة من أكبر الجاليات الموجودة في أرض الحرمين، وظلت تقابل بالود والتقدير من شعب المملكة، قفزت هذه المودة الشعبية قبل أيام، والسعوديون يصممون (هاشتاقاً) معنوناً (أنا سعودي أدعم رفع العقوبات عن السودان) وتداول هذا (الهاشتاق) على نطاق واسع بين السعوديين، ليرد عليه السودانيون بـ(هاشتاف) آخر معنون بـ(شكراً مملكة وشعب الإنسانية) ليجد الهاشتاق تداولاً واسعاً بين السودانيين. على ذات النهج سار سفير المملكة بالسودان علي بن جعفر بحديثه بولاية الجزيرة خلال افتتاح قرية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، قائلاً: فرحتنا ستكتمل برفع العقوبات عن السودان، ليأتي الدعم رسمياً وشعبياً من أرض الحرمين.
علاقات راسخة
لم تكن العلاقات السودانية السعودية وليدة اللحظة، وإنما كانت علاقات قديمة وأزلية، رباطها الدين والجوار والتشابه، وظل السودانيون يحجون إلى أرض الحرمين إبتغاء الدين والدنيا، فهي أرض الحرمين والبقعة الشريفة، وهي الأرض التى باركنا فيها، والتى تتبعها دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الازل، فالسودانيون كانوا هناك وما يزالون يساهمون ويعملون على رفعة المملكة، وكانت المملكة وأهلها كالعهد بها في كرمها واحتضانها للسودانيين، وبمثلما يشعر السوداني بالراحة والسكينة في السعودية، يشعر السعوديون بالأمن والأمان وهم يأتمنون السودانيين على مالهم وعرضهم، وللملكة تاريخ طويل في دعم السودان على مختلف الأصعدة، الإنسانية والإقتصادية. فالسعودية الرسمية ومستثمروها يوجدون برؤوس أموالهم، ومشاريعهم في السودان، وللمملكة مواقف عديدة في دعم السودان في صراعاته الداخلية وفي المؤسسات الإقليمية
مواقف مشهودة
تجلت المملكة العربية السعودية في أبها صورها وهي تساند السودان في المؤسسات الدولية، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز من أوائل الرؤساء الذين تواصلوا مع الرئيس البشير عقب صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، وكانت الرياض من أوائل العواصم التى استقبلت الرئيس البشير وساهمت في فك العزلة التى خطط لها لمحاصرته من السفر خارج السودان، غير ذلك تصدت المملكة العربية السعودية لملف رفع العقوبات الأمريكية عن السودان وأبلت في ذلك بلاءً حسناً، ومازالت السعودية تبذل في الجهود لجعل رفع العقوبات عن السودان ممكناً، مما جعل رفع العقوبات قاب قوسين أو أدنى في الثاني عشر من أكتوبر، وفي ذلك قال سفير المملكة بالسودان علي بن جعفر أن فرحته ستكتمل برفع العقوبات عن السودان، مما يفسر طبيعة العلاقة الحميمة بين البلدين.
مواقف سودانية
لم تكن العلاقة بين السودان والمملكة العربية السعودية من طرف واحد، بل كانت من طرفين، يتبادلان الحب والمنافع، ويسندان بعضهما البعض، فكان للسودان مواقف قوية وواضحة في دعم المملكة، وذلك إثر الإعتداء على السفارة السعودية بطهران، مما دعا السودان لاتخاذ موقف واضح وحاسم منحازاً للسعودية ومؤيداً لها، وترتب على ذلك اغلاق الملحقيات الثقافية الإيرانية في السودان وتقليل تمثيل إيران الدبلوماسي في السودان، وكان السودان من أول الدول التى هبت للوقوف مع المملكة في دعم الشرعية في دولة اليمن وإيقاف تحركات جماعة الحوثي في اليمن، وكانت القوات السودانية من الطلائع في الميدان، وفي قلب عاصفة الحزم، وإعادة الأمل. وبادل السودان السعودية حباً بحب ووفاء بوفاء.
حديث السفير
خلال افتتاح قرية الملك عبد الله بن عبد العزيز بولاية الجزيرة، قال سفير المملكة العربية السعودية لدى السودان السيد علي بن حسن جعفر إن الفرحة ستكتمل برفع العقوبات الأمريكية على السودان مبدياً توقعه أن ترفع خلال الشهر المقبل معلناً استعداد بلاده للتوسع في الاستثمارات في السودان، وقال بن جعفر بمناسبة تدشينه اكتمال المرحلة الأولى لقرية الملك عبدالله بولاية الجزيرة إن تعاون بلاده مع السودان مستمر. ويزداد تطوراً في مشروعات مهمة سترى النور قريباً، مبيناً أن اهتمام وتواصل القيادتين في البلدين هي عامل كبير ومساعد لمثل هذه الاستثمارات للدخول الى أسواق أخرى من خلال التعاون، لافتاً الى زيارات لرجال الأعمال السعوديين لانفاذ مشاريعهم القائمة والبحث عن مشاريع أخرى، وكشف السفير عن عقد اجتماعات مستمرة هذه الأيام بالخرطوم بين رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين ووزير المالية بولاية الجزيرة لمناقشة كيفية التعاون المشترك، وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين أوضح السفير أنه جيد، ولكنه لا يرضي الطرفين حيث بلغ العام 2015 الى 10 مليارات ريال سعودي وهو ليس مرض ويتوقع أن يتضاعف قريباً، وأشار السفير أن زيارته لعدد من ولايات البلاد رفقة رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين تأتي في اطار البحث عن فرص استثمارية وفيما يتعلق بأوضاع العمالة السودانية التي أتى عدد منهم مؤخراً للبلاد أكد سيادته أن السفارة لم تتلق أية شكاوى من العائدين أو الموجودين هناك، وهنأ السفير مواطني محلية أم القرى بولاية الجزيرة باكتمال المرحلة الأولى لقرية المغفور له الملك عبدالله لاسكان عدد 240 أسرة واكتمال مدرستين للأساس ومركز صحي ومسجد من جملة 700 سكن معرباً عن أمله أن تكتمل المرحلة الثانية نهاية هذا العام.
متوقع
يتوقع بعد رفع العقوبات الأمريكية على السودان في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، أن تنتقل العلاقات السعودية السودانية إلى مرحلة متقدمة من التعاون وحجم الإستثمارات، ووضح من حديث السفير أن المملكة غير راضية على حجم الإستثمارات السعودية في السودان وترغب في المزيد، وستساعد رفع العقوبات الأمريكية في ان يكون ذلك ممكناً، بفتح أبواب المصارف العالمية، وسهولة استيراد المنتجات والمواد الخام، ودخول وخروج النقد الأجنبي بسهولة ويسر، مما سيساعد في تدفق النقد الأجنبي، لتزداد الإستثمارات السعودية في السودان، وتقفز إلى أرقام تناسب علاقة البلدين والإمكانيات المتاحة فيهما.
الصيحة
اولاد فيفى عبده نفسهم يعملوا هاشتاق (اضرب اضرب يا ترامب الخرطوم راعية الارهاب) شكرا الشعب السعودى الاصيل انتم لستم كقليلى الاصل الفرق شاسع بينكم وبينهم يا اهل الجود والكرم والاصالة
السلام عليكم
اولا نصحح معلومة الجالية السودانية فى المملكة ليست من اكبر الجاليات هناك الجالية الهندية والباكستانية والمصرية والفلبينية اعدداها ثلاثة اضعاف الجالية السودانية ولكن نحن نتفوق عليهم جميعا بالامانه والخلق بشهادة السعودييين وشهادة كل الجنسيات ولكن السؤال ماذا قدمت الحكومة السودانية للجالية للاسف سفارتنا للتحصيل فقط ولاتوجد تسهيلات للمغتربين من قبل جهاز المغتربين هناك مشاكل الطلاب فى الجامعات وبقصد بذلك الشهادة العربية مقاعدها محدودة جدا فى الجامعات السودانية فهل جزاء الجالية السودانية ذلك الجالية التى دفعت وساهمت فى الاقتصاد من دمغة الجريح والطرق وغيرها ارجو ان تراجع الحكومة سياساتها تجاه المغتربين فكثير منهم بلاء سكن مويسر لعوائلهم لماذا لايكون هناك سكن شعبي للمغتربين حتى تكون هناك عودة طوعية للكوادر المدربة التى يحتاجها الوطن معذرة للاطالة ولكن هذا واقع المغترب فى المملكة وانا واحد منهم والله بنحب بلدنا ونتمنى العوده ولكن على الدولة ان تقف معنا وهل جزاء الاحسان الا الاحسان ودمت ياسودان موفور القيم والكرامة
كاتب المقال غلبت عليه العاطفة أكثر من الحقائق العلمية الرصينة التي تعتمد على الارقام فقط لا غير
أولا الجالية السودانية ليست من أكبر الجاليات من حيث العدد حيث يوجد في السعودية 12 مليون وافد 85% من هؤلاء من الجنسية الهندية والباكستانية والمصرية .. باقي ال 15% تتوزع بين الجنسيات الأخرى ومن ضمنها السودانية
ثانيا الدعم السعودي للسودان ضعيف جدا مقارنة مع حجم الأموال والمساعدات التي تقدم لمصر .. بالرغم من عدم وقوف المصريين في حرب اليمن بقوات برية .. فإن المليارات تذهب لمصر وليس للسودان ..
تنبيه أخير لصاحب المقال .. العلاقات بين الدول لا تبنى على العواطف إنما على المصالح المشتركة المبنية على أرقام حقيقية وليس وهم ووعود ..