لو عثرت سخَّلَة فى الخرطوم !!
* تأسَّف والى الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين ( عفوا، الفريق أول ركن مهندس طيار عبدالرحيم محمد حسين) ــ وحسب معرفتى المتواضعة بالشؤون العسكرية فإن كلمة (ركن) أو (أركان حرب) لا يجب أن تضاف أو تذكر مع الرتب العسكرية الرفيعة مثل الفريق والفريق اول والمشير إلخ، لأن الضابط صاحب الرتبة الوسيطة إذا لم ينجح فى امتحان اركان الحرب فلا يجوز ترقيته لهذه الرتب، وإنما يظل برتبته الوسيطة حتى إحالته للتقاعد، وبالتالى فليس هنالك ما يستدعى ذكر كلمة (الركن) مع الرتبة الرفيعة لأنه من المعروف سلفا أن حاملها إذا لم يكن قد اجتاز امتحان اركان الحرب لما تمت ترقيته لها، ولكن المظهرية والاستعراض افسدا كل شئ فى بلادنا المتخلفة التى يسعى فيها البعض للتظاهر والمظهرية بدون وجه حق(شوفونى) .. وأنظروا فقط للقلب الرسمى للسيد والى الخرطوم (الفريق أول ركن طيار عبدالرحيم محمد حسين)، ما هو الداعى لهذا اللقب الطويل ؟ إنها المحن أيها السادة فى بلاد الإحن والمحن!!
* وبعيدا عن الفريق أول ركن مهندس طيار عبدالرحيم محمد حسين، فالملاحظة الجديرة بالذكر، أنه كلما طال واستطال لقب الشخص فى بلادنا لم يكن جديرا به، ودونكم أصحاب الألقاب الطويلة أو المزيفة من لدن باشمهندس ودكتور وبروفيسور ..إلخ، الذين إمتلأت بهم البلاد، حتى لم يعد يخلو مكتب حكومى أو ظل شجرة نيم أو فريق كورة اقترن اسمه بالهزائم والفضائح، من هذه الألقاب المزيفة أو المستطيلة !!
* نعود لموضوعنا، تأسَّف والى ولاية الخرطوم (الفريق أول ركن مهندس طيار عبدالرحيم محمد حسين)عن وجود بائعات الشاي في أرصفة الطرق، لافتاً إلى أن المهنة لاتليق بالمرأة، موجهاً وزارة التنمية الاجتماعية بتوفير مهن أخرى لهن، قائلاً (كل ما أشوف ست شاي قلبي بتقطَّع)، وأشار في (الملتقى التفاكري) بأمانة الحكومة أمس، إلى أن (60%) من المتسولين أجانب، و(40%) من الولايات، معتبراً أن هجرة مواطنى الولايات إلى الخرطوم أعاقت عملية التنمية وتسببت في نقص الخدمات، بإعتبار أن حكومته تخطط لعدد معين وتتفاجأ بالزيادة المتوالية (محمد داؤود، جريدة آخر لحظة، 4 اكتوبر، 2017 )!!
* عندما تقرأ مثل هذا الحديث لرجل مثل (الفريق أول ركن مهندس طيار عبدالرحيم محمد حسين)، تعتقد أنه مواطن عادى، أو مراقب للأحداث أو زائر أجنبى، وأنه ليس الحاكم الذى ظل يحكم ويتحكم فى البلاد طيلة ثلاثين عاما هو وأصحابه الميامين، الذين أدت سياساتهم الفاشلة، وتدميرهم لكل المشاريع الانتاجية، وتشريد العاملين، والاهمال المتعمد للريف، واهدار موارد البلاد على ملذاتهم الشخصية، وبناء القصور، وامتلاك الأرصدة الضخمة من العملات الاجنبية داخل وخارج السودان، الى انهيار الدولة وإفقار المواطنين وانتشار العطالة، فاضطرت الغالبية لهجرة مواطنها الأصلية جريا وراء الرزق وبحثا عن الخدمات الاساسية، وممارسة المهن الهامشية فى المدن، وخرجت النساء للعمل كبائعات شاى، وهو عمل مشروع لا عيب فيه، وليس كما يحاول البعض هذه الايام إلصاق بعض التهم بمن يمارسنه لكسب رزق عيالهن، كتهمة ترويج المخدرات ومطاردتهن بالكلاب البوليسية، لاخفاء فشلهم وعدم جرأتهم على إيقاف المجرمين الحقيقيين الذين يستوردون المخدرات بالحاويات الضخمة التى تدخل البلاد عبر الميناء الرسمى للبلاد بدون ان يجرؤ احد على منعها، او فى احسن الظروف إيقاف حاوية أو حاويتين لذر الرماد فى العيون (والحكاية معروفة ولا تحتاج لتعريف)!!
* خرجت النساء لممارسة مهنة بيع الشاى فى الطرقات، أيها الفريق أول ركن مهندس طيار عبدالرحيم محمد حسين، كما إعتلى خريجو الجامعات الركشات لممارسة مهنة القيادة، وهجر المزارعون والرعاة الحقول والمراعى لممارسة المهن الهامشية فى الخرطوم، وأرغمت العقول المفكرة والأيادى الماهرة نفسها على مغادرة البلاد والبحث عن الرزق فى بلاد أخرى، وآثر البعض الموت غرقا فى البحر المتوسط ،بدلا عن الهوان الذى يعيشونه فى السودان، بفضلكم، وفضل فشلكم وفسادكم وتدميركم للبلد، أيها الوالى صاحب القلب الرحيم، الذى ما ان يرى إمرأة تمارس بيع الشاى فى طرقات الخرطوم حتى يرق قلبه، ويتقطَّع!!
* سلامتك وسلامة قلبك ايها الوالى الرحيم .. الذى إذا عثرت سخلَّة فى الخرطوم لخشى أن يسأله الله منها لماذا لم تمهد لها الطريق يا عبدالرحيم، عفوا .. لماذا لم تمهد لها الطريق يا أيها الفريق أول ركن مهندس طيار عبدالرحيم محمد حسين!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
Hey
ياحفيد الغزاة المجرميين ياعميل الخديوية المجرمة
اليوم امشي بيتك وبلغ مائة حبة بندول واتقلب في السرير والعزاء لك ولاسيادك المصريين .
رفعت العقوبات يا مجرم يا عميل .