تحقيقات وتقارير

بعد قرار ها مساء أمس… الرفع النهائي .. واشنطن تضع عصا (العقوبات) عن الخرطوم

عمت الفرحة مساء أمس السودان بصدور قرار رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ العام 1997م، وأصدرت الخارجية الأمريكية بياناً أكدت فيه سريان رفع العقوبات كما مقرر لها، في تاريخ الثاني عشر من أكتوبر الجاري، وعزت ذلك للتقدم الكبير للسودان في إنفاذ المسارات الخمسة المتفق عليها.

ولمعرفة آراء القوى السياسية السودانية حول رفع العقوبات ومدى تأثيرها المستقبلي على النماء والازدهار والاستقرار في السودان، استطلعنا عددا من قيادات الأحزاب ليدلوا بدلوهم حول القرار المهم.

نص البيان
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، مكتب المتحدث الرسمي بياناً للنشر الفوري هيثر ناورت، مساء الساس من أكتوبر 2017، قراراً بإلغاء العقوبات عن السودان عقب إجراءات إيجابية مستدامة من جانب حكومة السودان، وقال البيان إن الولايات المتحدة الأمريكية قررت، أمس إلغاء العقوبات الاقتصادية فيما يتعلق بالسودان وحكومته بموجب الأمرين التنفيذيين 13067 و13412، اعترافاً بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها حكومة السودان للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع في السودان، وتحسين المساعدات الإنسانية والوصول إلى جميع مناطق السودان، والحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة في معالجة الصراعات الإقليمية و مهددات الإرهاب. وسيسري هذا الإلغاء اعتباراً من الثاني عشر من أكتوبر 2017. وقد جاء هذا الإجراء من خلال جهد دبلوماسي مركز لمدة ستة عشر شهرا لإحراز تقدم مع السودان في هذه المجالات الرئيسية. لتنفيذ هذا القرار، وعملاً بالأمر التنفيذي رقم 13761، المعدل بالقرار التنفيذي 13804، وبعد التشاور مع وزير الخزانة ومديري المخابرات الوطنية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (المعونة الأمريكية)، سيقوم وزير الخارجية الأمريكي بنشر إشعار في السجل الفيدرالي حيث قام بتقديم تقرير إلى الرئيس بشأن الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها حكومة السودان أثناء فترة الإبلاغ المقررة خلال الأشهر التسعة الماضية.

ويورد التقرير تفاصيل الإجراءات الإيجابية التي اتخذها السودان في هذه المجالات، وبحسب البيان أن الإجراءات التي اتخذتها حكومة السودان خلال الأشهر التسعة الماضية أنها جادة في التعاون مع الولايات المتحدة واتخذت خطوات هامة لوقف الصراع وتحسين وصول المساعدات الإنسانية داخل السودان وتعزيز الاستقرار الإقليمي. غير أنه يلزم السودان بإحراز المزيد من التقدم لتحقيق السلام بصورة كاملة ومستدامة في السودان، والتعاون مع الولايات المتحدة بشأن أولويات الإدارة الأمريكية، بما في ذلك زيادة توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وتحسين ممارسات حقوق الإنسان والحريات، وضمان أن حكومة السودان ملتزمة بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية. وستواصل الولايات المتحدة جهودها لتحسين العلاقات الثنائية مع السودان. وأي تطبيع آخر للعلاقات سيتطلب استمرار تقدم حكومة السودان. وعلاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام أدوات إضافية للضغط إذا ما تراجعت حكومة السودان عن التقدم المحرز حتى الآن في المجالات الخمسة المشار إليها أعلاه، أو تتخذ إجراءات سلبية بشأن مجالات اهتمام أخرى.

دافع قوي
هنأ المهندس الطيب مصطفى رئيس حزب منبر السلام العادل الشعب السوداني بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وقال خلال حديثه لـ(الصيحة) موجهاً رسالة للحكومة، بأن لا تعتقد بأن رفع العقوبات سيحل مشاكل السودان، وطالب الطيب الحكومة باستغلال المناخ الذي سيفرزه رفع العقوبات بالمزيد من الانفتاح على القوى السياسية، خاصة التي لم تشارك في الحوار الوطني، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يعجل بعملية السلام والتوافق، للوصول لانتخابات العام 2020م والبلاد تشهد تحولاً ديمقراطياً شاملاً وحقيقياً، وزاد بأن رفع العقوبات الأمريكية ينبغي أن يكون حافزاً ودافعاً قوياً لإنفاذ مخرجات الحوار الوطني، مع السعي لإدخال الحركات المسلحة في العملية السياسية باعتبار أن وجودها مهم لإحلال السلام بالبلاد، وحث الطيب مصطفى الحكومة على اتخاذ التدابير الاقتصادية اللازمة والضرورية للاستفادة من رفع العقوبات الأمريكية لتكون واقعاً معاشاً، ينعم به الشعب السوداني بعد أن صبر كثيراً على الغلاء والابتلاءات.

عيد وطني
وصف القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام يوم رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بيوم العيد الوطني الكبير والمهم في تاريخ السودان، وقال كمال عمر خلال حديثه لـ(الصيحة) إن السودان يعيش ضائقة اقتصادية مستفحلة، وأن رفع العقوبات بوابة للانفراج الاقتصادي، وتمنى كمال أن يكون ذلك خطوة في طريق التنمية والرفاهية للشعب السوداني، وبعث كمال عمر بالتهاني والتبريكات لرئيس الجمهورية والطاقم الاقتصادي الذي حقق هذا النجاح والاختراق الكبير، وطالب كمال باستغلال السانحة والتوافق الوطني المتاح لمزيد من الانفتاح لبناء وخلق مؤسسات ديمقراطية تساعد في التحول الديمقراطي المنشود.

واستبعد كمال أن تكون هنالك قوى سياسية وطنية تقف ضد رفع العقوبات، قائلاً لا أعتقد أن هنالك قوى تستمد قوتها من الشعب السوداني ستقف ضد رفع العقوبات التي يتأثر بها المواطن السوداني قبل الحكومة، وطالب كمال الجميع باستغلال الأجواء التي تتسيد الساحة الآن لخلق مزيد من التوافق لمصلحة الشعب السوداني.

البعث يحتجب
يعتزم حزب البعث الأصل، إصدار بيان يوضح فيه موقفه من رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وقال الناطق الرسمي لحزب البعث محمد ضياء الدين لـ(الصيحة) إن حزبهم بصدد دراسة موقف رفع العقوبات بغية إصدار بيان يوضح موقفهم بصورة كاملة، وأشار ضياء إلى أنهم في حزب البعث غير متعجلين لإبداء رأيهم، وأن الفترة المقررة حتى الحادي والعشرين من أكتوبر ما زالت بعيدة، وهي فرصة لقراءة الموقف بصورة أوضح.

ولم يبد محمد ضياء الدين تفاولاً كبيراً بمحصلة رفع رفع العقوبات، قائلاً: انتظروا بيان البعث لتعرفوا رأيه.

خطوة مهمة
رحب نائب رئيس حركة (الإصلاح الآن) حسن رزق برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان، وأشار إلى أنها خطوة مهمة ومفيدة، متمنياً أن يصحب هذا القرار قرار برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقال حسن رزق خلال حديثه لـ(الصيحة) إن امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، يعد عصا في يدها ضد السودان، وأضاف بأن العقوبات الاقتصادية مرفوعة عن السودان منذ قرار الرئيس السابق (باراك اوباما) وأنه الآن تم تأكيدها، وساق رزق التهانئ لوزارة الخارجية لمجهودها في هذا الإنجاز متمنياً أن تكلل المساعي بالنجاح في فك ما تبقى من حصار، وزاد بأن المتضرر الوحيد من هذه العقوبات هو الشعب السوداني وليس الحكومة، وقال إن الجميع الآن فرحون وسعيدون بهذا القرار.

الخرطوم: محمد أبوزيد كروم
صحيفة الصيحة

‫7 تعليقات

  1. لا وانت الصادقة

    العقوبات اترفعت بعد القاهرة دعمت والخرطوم انبطحت
    كما قال الطيب مصطفي انبطحنا ودعمنا الانبطاح

    1. يا ذاك

      أسلوبك يبين عنك

      أنت مصري دون شك

      قاموسك اللفظي يكشفك

      ” اسفوخس ” إطلاقا ليست من لهجتنا …نحن نقول ” تف ” ” إخص ”

      سوادنة …لا نستعملها إطلاقا

      عبارة ” وانت الصادقة ” من لوازم اللهجة المصرية

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      ماذا تريد بالضبط ؟

      مصر بها نخبة طيبة لا تشمت لمآسي الناس ….

      فلماذا تظل وقتك كاه منتقدا ؟ هداك الله

    2. طيب كلام دا لو صح ليش مصر ما هنأت السودان و شعب السودان علي طول و في شكل رسمي .. و ليش بقت مصدومه و مندهشه و بدت تصيح : ايش دا ايش دا , دول عملوها مش ممكن يا لهوي يا لهوي ح نقولش ايه للجنوب اخواتنا يبقي ما بقاش لنا كرت نضغطهوش بيها السودان في موضوع سد الاثيوبي , يا لهوي ديل بغالشهن دهر اوي من الاميركا . دلوقت ما نعرفوش ح يحصل ايه في موضوع حلايب , ايه دا دول ازكي مننا يا لهوي . دا كان صوت السيسي يا بيه.!!!

    3. يا ابن الرقاصة السيسي قال لترمب لا ترفعو العقوبات عن السودان لان رفع العقوبات عن السودان فيه ضرر لمصر…السعودية هي اللي دعمت رفع العقوبات بالاضافة للامارات…(يا حسرة يا حسرة مصر مصر اصبحت ضعييييفة ولا دور لها سوي الرقيص وكشف عورتها للعالم حتي يرمو لها شوية رز ..تفففووووو عالم زبالة ما تختشي..)

  2. Theman ها قد تعلمنا منكم الانبطاح سبق وقلناها امريكا تحت الجزمة اما انتم دائما تقولون ماما امريكا ماما وها قد تعلمناها منكم كلمة ماما امريكا اما انتم فحصيلة انبطاحكم قد خلفتم صبيان وبنات وهم الذين حولو قولكم من ماما امريكا الى بابا امريكا ومن سفاح يا هذا

  3. قرار رفع العقوبات الأمريكية الفعلي اصدره اوباما قبل ثلاث شهور ظلت بعدها الاداره الجديده تمارس المزيد من الضغوط للحصول علي اكبر قدر من التنازلات , وهذا يكشف بكل وضوح اسباب مبدأ فرض العقوبات الملتوي من الاساس لعقدين من الزمان والتي تتلخص في سببان الهيمنه واستغلال الموارد .
    ونحن اذ نثني رأي المهندس الطيب مصطفى في رسالتة الموجهه للحكومة، نؤكد ايضا بأن الوقوف عند رفع العقوبات منفردا لن يحل مشاكل السودان الاقتصاديه والسياسيه مالم يصاحبه مزيد من الانفراج الاستثماري والانفتاح على القوى السياسية التي لم تشارك في الحوار الوطني، كالحركات المسلحة للوصول للانتخابات القادمه ونحن دوله مؤسسات تنتهج نظاما ديمقراطياً حقيقياً،تنتقل فيه السلطات لمن يختاره الشعب,فتجارب السودان مع المقاطعه اكسبته قوه ذاتيه ومناعه ضد الانهيار والحروب الاثنيه والانقسامات الطائفيه.
    رفع المقاطعه كان لابد ان يصحبه شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتي تكتمل دائره التعاون مع الولايات المتحده باعتبارها
    القوي الاعظم , ولكن يبدوا ن سياسه ممارسه الضغوط لازالت مستمره
    لجني ثمار المقاطعه كامله.
    نحن بدورنا يجب ان نستفيد من حريه الحركه المتاحه حاليا والتي دفع
    الشعب السوداني ثمنها مقدما ونتحرك بالمزيد من الانفتاح الخارجي علي الغرب والشرق ودول الخليج لانتاج الغذاء باستعمال تكنولوجيا الري والزراعه والبحوث والاليات !! وتصنيع الاغذيه الزراعيه , وباطلاق مزيد من الحريات والممارسه الديمقراطيه بالداخل.