تحقيقات وتقارير

وُلدت من نار الشموس الخالدة .الدبلوماسية السودانية … الاستمرار في مد جسور التواصل مع دول وشعوب العالم

عندما راهنت الخرطوم علي صدور قرار نهائي برفع العقوبات كان من منطلق وفاء الخرطوم بتعهداتها لواشنطن وثقتها في كسر شوكة اللوبيات التي كانت ولازالت تعمل ضد رفع العقوبات منذ ان جاء قرار باراك اوباما برفع العقوبات عن السودان ، ظلت ذات الللوبيات تعمل بقوة علي مدار الايام الماضية بقيادة حملات مضادة من اجل تجديد العقوبات اخرها نشطاء نظموا وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض تزامناً مع زيارة غندور لواشنطن، سلموا مذكرة تطالب يتمديد العقوبات لكن كانت النتيجة عكس ماطالبوا به وجاء القرار برفع العقوبات ،الذي وضع السودان في مرحلة جديدة تجاوز من خلالها كافة العقبات التي رسمتها اللوبيات والمنظمات المعادية للحكومة ، فالقرار الامريكي رغم انه انتصار للدبلوماسية السودانية فهو ايضا انتصار لشعب صبر اكثر من عقدين من الزمان حرم خلالها من استحقاقات اقليمية ودولية واجبة واثرت سلبا علي نهضة العديد من القطاعات التنموية والاقتصادية.

اعترافات أمريكية
قال مسؤولون بالخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي، أمس الاول ، إن السودان واصل تحقيق تقدم في مجالات عدة منها مكافحة الإرهاب وتحسين حقوق الإنسان وتعزيز وقف إطلاق النار في مناطق النزاع. وجاء في بيان صادر عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيثر ناورت ، ان حكومة الولايات المتحدة قررت إلغاء العقوبات الاقتصادية علي السودان المفروضة منذ عام 1997، المتعلقة بالقرارين التنفيذيين «1307 و13412»، وذلك اعترافاً منها بالإجراءات التي اتخذتها حكومة السودان للحفاظ علي وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع، وتحسين المساعدات الإنسانية والسماح بوصولها إلي جميع المناطق في البلاد، والمحافظة علي التعاون مع الولايات المتحدة في معالجات الصراعات الإقليمية ومهددات الإرهاب.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن إدارة ترمب ستواصل دفع السودان إلي تحقيق مزيد من التقدم بما في ذلك تمهيد الطريق أمام مليونين من النازحين الذين فروا من القتال في دارفور قبل أكثر من عشر سنوات بالعودة إلي ديارهم بسلام.

الخارجية ترحب
اعتبرت وزارة الخارجية في بيان اصدرته امس الاول القرار بأنه يعد تطورا مهما في تاريخ العلاقات السودانية الامريكية ومحصلة لحوار صريح وشفاف بقيادة رئيس الجمهورية تناول كافة الشواغل بين البلدين .
واكدت الخارجية حرص السودان التام في التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية في كافة القضايا الثنائية والاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك خاصة في جانبها المتصل بحفظ السلام والأمن الدوليين ومكافحة الارهاب بكافة اشكالة والهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر.
وقالت الخارجية في بيانها ان السودان يتطلع الي بناء علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الامريكية وقابلة للتطور الا ان ذلك يستدعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب لعدم انطباقها عليه والغاء الاجراءات السالبة التي اتخذتها المؤسسات الامريكية ضد السودان او دعمتها علي الصعيد الدولي ،واكدت الخارجية عزم السودان في الاستمرار في الاضطلاع بمسئولياته في حفظ أمنه القومي ورعاية مصالحه العليا ، وانتهاج الحوار طريقاً لتحقيق الاستقرار واستدامة السلام الداخلي .

محصلة لحوار صريح
رحب السودان قيادة وحكومة وشعبا بالقرار الايجابي الذي اتخذه فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية اليوم 6 اكتوبر 2017 م والذي قضي برفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان بشكل كامل ونهائي.
ان السودان اذ يرحب بهذا القرار فإنه يعتبره تطورا مهما في تاريخ العلاقات السودانية الامريكية . ومحصلة طبيعية لحوار صريح شفاف وبناء تناول كافة الشواغل بين البلدين . قاده بصبر وتحمل كامل للمسئولية فخامة رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير وبمشاركة فعالة وجادة من المؤسسات ذات الصلة من الجانبين .

علاقات قابلة للتطور
وازاء هذا القرار فان السودان يؤكد بوضوح تام مضيه قدما في التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية في كافة القضايا الثنائية والاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك خاصة في جانبها المتصل بحفظ السلام والأمن الدوليين ومكافحة الارهاب بكافة اشكاله والهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشراذ يتطلع السودان الي بناء علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الامريكية وقابلة للتطور الا ان ذلك يستدعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب لعدم انطباقها علية والغاء الاجراءات السالبة التي اتخذتها المؤسسات الامريكية ضده او دعمتها علي الصعيد الدولي ، فضلا عن اتخاذ اجراءات ايجابية تمكن السودان من الاستفادة من اعفاء الديون وفقا لحالات كثير من الدول ذات الاوضاع التنموية الشبيهة.
كما يؤكد السودان عزمه الاستمرار في الاضطلاع بمسئولياته في حفظ أمنه القومي ورعاية مصالحه العليا بما يحقق لشعبه النماء والرفاه والازدهار ، وانتهاج الحوار طريقاً اوحدا لتحقيق الاستقرار واستدامة السلام الداخلي، وكذلك الاستمرار في تعزيز العلاقات ومد جسور التواصل مع كل دول وشعوب العالم ، كما سيواصل السودان دوره البناء ومساهمته المعلومة في جهود تحقيق السلم والاستقرار في الاقليم والقارة الافريقية .

شكر وعرفان
وتقدم السودان بالشكر والعرفان لكافة الدول الشقيقة والمنظمات التي ساندت جهوده لرفع العقوبات الاقتصادية الامريكية لاسيما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت وقطر وسلطنة عمان ومصر واثيوبيا والاتحاد الافريقي ، ومنظمة التعاون الاسلامي والبرلمان الافريقي والبرلمان العربي ومنظمة ايقاد وكذلك الشكر لكافة الدول الصديقة التي آزرت السودان وجهده لرفع هذه العقوبات.
وعبرت الخارجية عن تقدير السودان لكافة الدول الشقيقة التي ساندت جهوده لرفع العقوبات الاقتصادية الامريكية , كما عبرت عن شكرها للشعب السوداني بكافة قطاعاته ومنظماته وفئاته لتحمله الآثار السالبة التي نتجت عن تطاول امد هذه العقوبات والشكر من قبل ومن بعد لله سبحانه وتعالي و للشعب السوداني الأبي بكافة قطاعاته منظماته وفئاته لتحمله الآثار السالبة التي نتجت عن تطاول امد هذه العقوبات علي واقعه الحياتي والمعيشي وما بذله من جهود مقدرة شاركت فيها كل فئات الشعب السوداني لرفع هذه العقوبات .

مفاوضات شاقة وثقة متبادلة
من جهتها ، أعلنت السفارة السودانية في واشنطن، تلقّيها قرار رفع العقوبات الأمريكية عن بلادها من وزارة الخارجية بالولايات المتحدة، وقال المسؤول الإعلامي للسفارة، مكي المغربي، «تلقينا قرار رفع العقوبات من الخارجية الأمريكية »، وأضاف المغربي أن القرار يشمل رفع العقوبات التجارية الاقتصادية، عقب التدابير الإيجابية التي قامت بها الحكومة السودانية، وفقا لخطة المسارات الخمسة ومن بين المسارات المتفق عليها بين الجانبين، تعاون السودان مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، والمساهمة في تحقيق السلام بجنوب السودان، إلي جانب الشأن الإنساني المتمثل في إيصال المساعدات للمتضررين من النزاعات المسلحة بالسودان، ولفت المغربي إلي أن القرار جاء عقب مفاوضات شاقة تم فيها تجاوز المخاوف، ونجح الطرفان في بناء ثقة متبادلة.

تهانئ دولية
تلقي رئيس الجمهورية البشير اتصالات هاتفية عاجلة لتهنئته بقرار رفع الحظر الاقتصادي من عدد من رؤساء الدول العربية والافريقية علي رأسهم الملك سلمان والعاهل المغربي والرئيس التونسي والرئيس التشادي والرئيس اليمني والرئيس السنغالي ورئيس جمهورية جزر القمر وأمير قطر وأمير الكويت وولي العهد السعودي والرئيس الاثيوبي . والرئيس الغامبي .
و أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن ترحيب مصر بالقرار الأمريكي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علي السودان منذ 20 عاما ، والتي طالما عاني من تبعاتها الشعب السوداني الشقيق مؤكدا أن القرار الأمريكي من شأنه ان يسهم في دعم استقرار وتنمية السودان، وانه يتسق مع موقف مصر المطالب دوما بضرورة رفع تلك العقوبات .

الصحافة