جعفر عباس

ثورٌ يحيل طفلة إلى بقرة


باك في اللغتين الفارسية والبشتونية تعني »طاهر/ نقي« بينما تعني »ستان« المكان، ولو جمعت الكلمتين فستحصل على اسم دولة باكستان »أرض الأطهار/ الأنقياء« الذي صاغه تشودري رحمات أحد المتحمسين لقيام دولة إسلامية منفصلة لمسلمي الهند في عام 1947. عند خروج الاستعمار البريطاني من شبه الجزيرة الهندية

وهكذا ولدت باكستان كدولة »إسلامية«، وفي سجلات أجهزة المخابرات الغربية والشرقية فإنها تعتبر منبع التشدد والتطرف الإسلامي، وأدى قربها من أفغانستان إلى تعزيز ذلك الانطباع، وصحيح أن المسلمين الباكستانيين شديدو الانضباط في أمور دينهم، ولكن باكستان تشهد العجب العجاب في أوساط القبائل المسلمة، وإليكم الدليل:

استعار مزارع باكستاني ثورًا من جاره لاستخدامه في حرث الأرض، نظير بعض المال، ولم يقصر الثور في أداء المهام الموكلة إليه، ثم وافته المنية، أي… نفق… أي مات… الثور هو الذي مات، وكما هو الحال في المناطق الريفية كافة، في العالم الثالث عشر، فقد اعتبر صاحب الثور نفوقه كارثة واستقبل الحدث بالعويل والنواح، وكاد المزارع الذي استأجر الثور أن يموت كمدًا، لأنه كان يدرك أنه لا طاقة له بتوفير ثور بديل، أو دفع قيمة الثور النافق، فما كان من صاحب الثور إلا أن لجأ إلى »حكماء« القرية، لينظروا في الكيفية التي يمكن أن ينال بها تعويضًا عن ثوره الراحل، الذي مات في عز شبابه إثر علة مفاجئة لم تمهله طويلا

طرح الحكماء عدة أسئلة على المزارع المنكوب الذي مات الثور عنده، ثم توصلوا إلى حكم »عادل« مؤدَّاه أنه على المزارع الذي استعار الثور أن يقدم بنته إلى صاحب الثور من باب التعويض، طبعًا ليس ليقوم بتشغيلها في مزرعته بدلا من الثور، ولكن كزوجة، وقبل الرجلان بالصفقة، وهكذا انتقلت البنت إلى دار صاحب الثور وهي دون العاشرة بقليل، ولم ينكشف أمر هذه الصفقة التي تشبه »الأرض مقابل السلام« في فلسطين، و»النفط مقابل العشاء« في عراق صدام حسين، إلا بعد أن هربت الطفلة التي عاملها حكماء القرية كبقرة، عائدة إلى بيت أبيها، وذاع الخبر وعم القرى والحضر

ويذكر أن حكماء تلك المنطقة نفسها أصدروا قبل أشهر قليلة حكمًا على عائلة أخرى، عوملت بموجبه امرأة من تلك العائلة معاملة أسوأ من معاملة الطفلة البقرة، وكثير منا يذكرون كيف أن صبيًا باكستانيًا وقع في حب فتاة في مثل سنه، فاشتكى أهل الفتاة إلى مجلس الحكماء »الجيرغا«، ليس استنكارًا للحب من حيث هو، ولكن لأن الصبي كان من عائلة كحيانة بينما الفتاة »بنت قبائل«، وهاج الحكماء وأرغوا وأزبدوا: كيف يجوز لهذا الولد الجربان قليل الأصل أن يتطاول على فتاة لا يجوز له أن يجتمع معها حتى في دنيا الأحلام؟ قال لهم الولد المسكين إن كل ما في الأمر أنه كان يحادثها بين الحين والآخر، وأنها راضية وسعيدة باللقاءات العابرة معه. هنا انهال الحكماء عليه ضربًا واعتبروا أن مجرد تحدثه مع فتاة سليلة حسب يعد تدنيسًا لشرف أهل الفتاة، وهكذا أصدروا الحكم الذي هز العالم: على أسرة الصبي أن تقدم إحدى نسائها ليتكرم ثمانية رجال من الأسرة الكريمة التي تنتمي إليها الفتاة باغتصابها، وهكذا توجه المغاوير الثمانية إلى بيت أهل الولد مدججين بالسلاح، واغتصبوا إحدى أخواته بحضور والدها، وعرف العالم بعدها أن مثل تلك الأحكام دارجة في أنحاء معينة من باكستان، ولم تتحرك الحكومة الباكستانية لملاحقة مغتصبي تلك المرأة إلا بعد أن تعالت الاحتجاجات من أوروبا وأمريكا، وغالب الظن أن الحكومة فعلت ذلك كي لا يتم استبعادها من حملة مكافحة الإرهاب التي تدر عليها عائدات أكبر من صادراتها!
‏‏‏‏

زاوية غائمة
جعفـر عبـاس


تعليق واحد

  1. الباكستانين ديل ناس كلاب بس
    وعنصريين وسفلة والدين عندهم شكل بس
    وناس لايمكن ان تعاشرهم ابدا
    بالمناسبة اكالين اكل جد
    بياكلو خمسة وجبات في اليوم