الحلو بين العنصرية والشيوعية
أوردنا في مقال الأمس نماذج من التناغم الكبير بين خطاب الاستقالة الذي قدمه الحلو لمجلس تحرير جبال النوبة، ممهداً به لانقلابه على عرمان وعقار، وبين البيان الصادر مؤخرًا من الحركة الشعبية والذي نصب الحلو رئيساً لها مُقصِياً كلاً من عرمان وعقار، فقد كان خطاب الاستقالة ينضح بالعنصرية، حين تحدث عن هدفهم القضاء على التهميش بكل أشكاله وأنواعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من قبل (المركز العروبي الإسلامي الإقصائي)، وعن (مؤسسة الجلابة الحاكمة في الخرطوم)، والتي قال إنها مارست القمع على شعب النوبة وعن من سماهم (الزرقة) في دارفور الذين قال إنهم يتعرضون للاضطهاد. أما بيان الحركة فقد تحدث عن البان أفريكانيزم Pan Africanism أو وحدة الشعوب الأفريقية.
نقول للحلو ولبقية الإقصائيين إن الفرق بيننا وبينكم أننا نعتز بأفريقيتنا ذلك أن الزنوجة تجري في دمائنا وأبنائنا وآبائنا وأجدادنا وأهلينا، لكننا كذلك مسلمون وذوو ثقافة عربية تلهج بها ألسنتنا وينطق بها قرآن ربنا سبحانه، ونعتز بكل مكوناتنا، ونعتز بسودانيتنا التي تجمع بين كل هذه الخصائص الإثنية والثقافية والحضارية.
نود أن نسأل هذا الإقصائي الاستئصالي ..هل ترضى بأن ننادي بالبان أرابيزم Pan Arabism
ونرفض كل ما عداها في مقابل مناداتكم بالبان أفريكانيزم دون غيرها، أم ينبغي لنا أن نتوافق على الاعتراف بجميع مكوناتنا الإثنية والثقافية والحضارية، ثم ما هو سر عدائكم للإسلام الذي يدين به غالب شعب النوبة والذي ألحقتم به صفة الإقصاء الذي تمارسونه؟.
ترى ما الذي يجعل معظم قادة التمرد شيوعيين من لدن عرمان والحلو وعقار وباقان ومتمرد دارفور عبد الواحد محمد نور؟
أقول إن السبب يكمن في (التربية) التي تقوم على نظرية الصراع التي تعتبر أهم آليات التغيير في النظرية الماركسية (الصراع الطبقي)، ذلك أن الشيوعيين لم ينشؤوا في حضن ثقافة شعبهم المسلم الذي تربّى على قيم التسامح والعفو والصفح التي تنزع الحقد وتحذّر من التباغض والتنافر، ومن تمني المؤمنين ما في أيدي بعضهم بعضاً مما فاضل الله به بين الناس في الأرزاق. فعلى العكس من ذلك نشأ الشيوعيون في حضن تلك النظرية الشيطانية التي تزرع الحقد اللازم للصراع عوضاً عن قيم أهليهم الحاضة على التكافل والتراحم.
لذلك ينزع الشيوعيون نحو الثورة والتمرد على الأوضاع أياً كانت، ومن سوء حظ بلادنا أنها شهدت أقوى الأحزاب الشيوعية في المنطقة العربية والأفريقية، الأمر الذي جعل السودان بؤرة للصراع الذي كانوا على الدوام مؤججيه وموقدي شرره ومشعلي حرائقه.
قلنا إن الحلو مهّد لانقلابه بكتابة الخطاب إلى مجلس تحرير جبال النوبة بدلاً من توجيهه، حسب النظم المتبعة، إلى قيادة الحركة الشعبية التي أعلن الثورة عليها بحجة أن النوبة في الحركة الشعبية هم الذين يتحملون عبء الحرب وهي ذات النظرية التي برر بها قرنق تولي الجنوبيين – رغم أنهم أقلية في السودان – قيادة الحركة الشعبية، فكما أن الحركة يقودها جنوبيون، رغم أنها تطرح شعاراً قومياً لكل السودان، برَّر الحلو تدبير انقلابه من خلال مجلس تحرير جبال النوبة لأنهم هم الذين يتحملون عبء القتال، ولذلك لم يكن الانقلاب على عرمان على أساس أنه (جلابي) عربي فحسب، إنما كان كذلك على عقار وعلى ولاية النيل الأزرق المسالمة غير المقاتلة التي ينبغي أن تفسح المجال للنوبة الذين يبذلون أرواحهم ودماءهم.
عجيب أن بيان الحركة في عهدها الجديد تجاهل فصل الجنوب الذي يعيش في دولة أخرى اختار شعبها بالإجماع الخروج من السودان (وفرز عيشتهم) من شعب الشمال، ولذلك تحدث الحلو في بيانه عن تجربة الحركة الشعبية منذ انطلاق شرارة تمرّدها بقيادة قرنق عام 1983، ولذلك لا غرو أن يسير الحلو في درب الحركة الشعبية ويطرح خياري الوحدة على أسس جديدة (السودان الجديد) أو بديل الانفصال من خلال تقرير المصير في حال عدم تحقّق مشروعهم البغيض.
إذن أقولها مجددًا أن معركة النوبة مع سارقي نضالاتهم من الصاعدين على جماجمهم لم تنتهِ ولن تنتهي ما لم يبعد الشيوعيون من قيادتها، ذلك أن الخلاف بين عرمان والحلو ليس حول مشروع السودان الجديد الذي يتبنيانه إنما حول طبيعة الانتماء لذلك المشروع، فضلاً عن الخلاف على شخصية (الجلابي) عرمان وحول السلطة التي ينبغي أن تنتقل إلى جبال النوبة ممثلة في الحلو ورفاقه شيوعيي جبال النوبة.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة
ليتك صدقت ولو لمرة واحدة فى كتاباتك الركيكة هذه
أنت تمثل كل الحاقدين من الجبهجية المنبوذين فى كل مكان والشيوعيون لا ينهبون اموال الشعب ولا يحقدون على بعضهم
أسكتك الله العلي القدير
هلا حدثنا يوماً واحداً عن فشل المشروع الحضاري وعن ما يسمى بجماعة الأخوان المسلمين الذين أظهروا في الأرض الفساد ومحقوا بركة الأرض والأنسان ، الأخوان المسلمين أرذل من مشى على قدمين ،عليهم من الله ما يستحقون من لدن الصوفي البنا والتكفيري سيد قطب وحتى أحدث ذيل وتابع لتنظيمهم المتهالك …. الطيب مصطفى أيها الجهلول أبصق فيك يتسخ بصاقي .