زهير السراج

هذه هى العقلية التى تحكمكم (4 ): المناضل السابق والوزير الحالى حسن اسماعيل !!


* الزميل السابق ورئيس المجلس الاعلى للبيئة بولاية الخرطوم (حسن اسماعيل)، اتهم فى تصريحات صحفية زملاءه السابقين الذين رفعوا اصواتهم محتجين على وجود محطة نفايات تابعة لحكومة الولاية بجوار مجمع سكنى يقيممون فيه بمدينة ام درمان، مما يتسبب لهم فى اضرار صحية وبيئية، وطالبوا بنقله الى مكان بعيد، بأنهم “هتافيون، تحركهم أجندات سياسية” !!

* حسنا ايها المناضل والزميل السابق، لنفترض أن الذين خرجوا يطالبون بحقهم فى العيش فى بيئة صحية بعيدا عن محطة النفايات التى تعرض صحتهم وحياتهم للخطر، (هتافيون، تحركهم أجندات سياسية) ــ كما كنت أنت فى السابق إلى أن انعم الله عليك بالتصالح مع الحكومة والتمرغ فى تراب الميرى، فاكتشفت ان أجنداتك السياسية هى التى كانت تحركك فى السابق وليس المبادئ ومصالح المواطنين، وأصبحت تتهم كل من ينتقد أو يطالب بحقوقه بأنه هتافى تحركه أجنداته السياسية!!

ولكن ما بالك وانت رئيس المجلس الأعلى للبيئة، تخرج علينا بتصريحات صحفية تحمل معلومات خاطئة تتعلق بالبيئة، لا يمكن ان تصدر من ست شاى تسترزق ببيع الشاى أمام مقر المجلس الأعلى للبيئة وتستمع لأحاديث عن البيئة تدور على ألسنة موظفى المجلس الذين يأتون إليها لاحتساء الشاى كل يوم، دعك من رئيس المجلس نفسه الذى يفترض ان يكون ملما بشؤون وظيفته، أو على الأقل ألا يخرج على الناس بمعلومات قبل أن يتأكد من صحتها، فيسخرون منه !!

* السيد رئيس المجلس الأعلى للبيئة ذكر فى معرض اتهامه لزملائه السابقين (لافض فوه، ومات حاسدوه)، بأن اضرار محطة النفايات التى توجد على مقربة من منازلهم لا تتعدى (الروائح الكريهة) .. وكأن هذه الروائح الكريهة تنبع من فراغ (ريحة كريهة فقط ليس لها اضرار) .. تخيلوا أن الذى يقول هذا الكلام هو رئيس المجلس الأعلى للبيئة، الذى لا يعلم أن منبع الروائح الكريهة هى الغازات التى تنجم عن تخمر النفايات بفعل النشاط البكتيرى وتسربها الى التربة والأجواء المحيطة !!

* هذه الغازات سيدى المناضل السابق، هى الأمونيا (النشادر) وكبريتيد الهيدروجين، والميثان، بالاضافة الى ثانى أكسيد الكربون وغازات أخرى .. والتى تتسبب فى كثير من الاضرار الصحية للذين يستنشقونها، اقلها إلتهابات العيون والأنف والحلق وأوجاع الرأس والغثيان، وأمراض الجهاز التنفسى المختلفة وعلى رأسها الأزمة التى يمكن ان تؤدى لوفاة صاحبها إذا لم يجد العناية الطبية اللازمة وبالسرعة اللازمة .. بمعنى سيدى، أنها ليست مجرد روائح كريهة كما تعتقد ولكنها أكثر من ذلك، وحتى لو افترضنا أنها مجرد روائح كريهة لا ضرر منها ــ كما تقول ــ فهل يعقل ان يعيش الانسان فى مكان يستنشق فيه الروائح الكريهة طول اليوم، هل تحتمل أنت ذلك؟!

* وأريدك أن تعرف سيدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، بأن الإنسان حسبما ما هو مثبت علميا، يستطيع أن يشم الروائح الصادرة عن غازى كبريتيد الهيدروجين (التى تشبه رائحته رائحة البيض الفاسد) والميثان (ذى الرائحة النفاذة)، حتى لو كانت نسبة وجودهما فى الهواء الجوى أقل بكثير من النسبة التى تسبب الأضرار الصحية، ولذلك فإنها بكل المقاييس مؤلمة ومزعجة جدا !!

* وأزيدك علماً، أن هذه الغازات يمكن أن تتسرب الى المنازل عبر التربة، وتتراكم فى الأماكن الضيقة، وتتسبب فى اذى كبير لساكنيها، خاصة غاز (الميثان) الذى يمكن أن يؤدى لاشتعال الحرائق بسبب قابليته الشديدة للإلتهاب، ولعلك قد سمعت من قبل عن إحتراق بعض المنازل خاصة المهجورة بسبب (الجِن) الذى يسكنها، ولمعلوميتك فإن هذا الجن هو ما إلا (غاز الميثان) الذى ينجم عن تحلل النفايات بفعل البكتريا، وعندما ترتفع درجة الحرارة يشتعل الغاز ويحرق المنزل، فيظن الناس أن الذى احرقه هو الجن فيهربون منه، وتسرى شائعة بأن المنزل مسكون، فلا يقترب منه أحد، ويظل يشتعل من فترة لأخرى بسبب الغاز، فيتأكد للناس أنه مسكون بالفعل !!

* وأنت رئيس المجلس الأعلى للبيئة سيدى العزيز، أريدك أن تعرف أيضا أن كل محطات النفايات تُزود بآبار خاصة لامتصاص الغازات، حتى لا تتسرب الى التربة أو الى الأجواء المحيطة، ثم يتم التخلص منها بطرق مختلفة منها استغلالها فى انتاج الطاقة، ويمكن لخبراء البيئة الذين يكتظ بهم مجلسكم العامر أن يحدثوك عن هذا الأمر، كما كان يمكنك أن تلجأ إليهم لتعرف شيئا عن سر الروائح الكريهة النابعة من محطة النفايات واضرارها وكيفية معالجتها، قبل ان تدلى بمعلومات خاطئة تجعلك موضع سخرية الناس ومن يعملون تحت إمرتك بالمجلس وست الشاى التى تجلس بجواره، ولكن كيف تسعى للمعرفة، سيدى، ولقد أصبحتَ من القوم الذين وضع الله فيهم الحكمة وحدهم ويعتقدون أنهم يعرفون كل شئ، بينما لا يعرف غيرهم شيئا، فيتحكمون فينا بالطريقة التى تعجبهم!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫7 تعليقات

  1. يا حفيد الغزاة المجرميين الكلاب. اجدادك الغزاة هم سبب كل مشاكل السودان .ولكن الحمد لله السودان بخير وكل جيل يظهر الابطال امثال علي عبداللطيف والأمير ابوقرجة وعثمان دقنة الذين دمروا اجدادك عملاء الخديوية.
    والآن الفريق حميدتي سوف يقتلع الخديوية واحفاد الغزاة الكلاب من العملاء من اشكال زهير السراج وحرم شداد ويقف بهم في النيل لكي تأكل لحومها التماسيح والخيوانات المفترسة

  2. عدم استعمال الطرق السليمة و العلمية للتخلص من النفايات العادية و الطبية يسبب أضرارا كبيرة و خطيرة بالبيئة و المواطن و العمال الذين يعملوا في جمع و حرق النفايات
    من أضرار حرق النفايات بطريقة غير صحيحة
    الاسهالات المائية و التهاب الكبد الوبائي و الإيدز اذا اتجرح احد العمال و ازدياد حالات الازمة و الحساسية بكل أنواعها
    الاخطر تصاعد الغازات السامة و المواد المسرطنة

    1. اقترح ان ترفع الحكومة يدها من النفايات العادية و الطبية و تسلمها الى القطاع الخاص و تضع الحكومة الضوابط المطلوبة حتى تضمن سلامة و صحة البيئة و الانسان

  3. الحل ليس بالصعب يا اخوتى هى نقلها لمسافات بعيده عن الحارات السكنية ولهم الحق والمطالبه بعدم ملاءمه المنطقه لهذه النفايات مهما كانت ضارة بالانسان والحيوان والنبات ونحن ما زالنا حلولنا غير ناجعه وامل اعادة النظر فى الامر ولمكب نفايات فى تخوم مجمع حارات سكنية وليس بالمنطق وهل بعد المسافه مشكلة ام ارواح البشر والخ وحق مشروع بان تنقل لمسافان بعيدة من حرم الحارات وتكون نقله صحية وبيئية يا سعادة وزير البيئة والذى اكن له كل تقدير خاص ورجل يرجى منه الكثير واما الوالى امل بان يراجع قراره لانه فيه سلبيات واضحه وعليه بالزيارة الميدانية ليعرف خطورة تلك الوسائط قال عشان تقلل تكلفة النقل ما هو اواضح وهذه ليست مدارس تضم لبعضها لتقليل التكاليف وهذه النظرة البائسة اضرت بالتعليم اكثر من فائدته والنتائج واضحه يا اخونا والى الخرطوم شوف حل للمشكلة بدراسة متانيه بدون عنتريات والله الموفق

    1. فعلا مفروض النفايات تكون في مكان بعيد و نائي حتى لا يتضرر المواطن
      حرق النفايت يسبب امراض كثيرة جدا و تتصاعد الغازات السامة التي نؤثر سلبا على البيئة و صحة المواطن

  4. سؤالي الى ادارة الموقع
    هل تجد التعليقات من يراجعها و يرفعها الى كاتب المقال و الجهة المسؤولة ؟
    نتمنى و نرجوا ان تصل هذه التعليقات الى السيد الوزير و المسؤولين في ادارة البيئة ولاية الخرطوم و الاتحادية

  5. بالغت ياحسن اسماعيل ، انا كنت بقرأ لك فى صحيفة الخرطوم عن مهاجمتك للمسؤولين ، الغير الحال شنو ، (حليل الكان بهدى الغير صبح محتار يكوس هداى…واأسفاى).