تحقيقات وتقارير

تأثيرات عودة مولانا.. الحسن الميرغني.. بيات أم ثبات؟!

أكثر من علامة استفهام خلفها الحسن الميرغني داخل الحزب الاتحادي الأصل، بتراجع نفوذه، عقب فترة شغل فيها العالمين.

وخفت بريق الحسن الذي بدأه بظهور مفاجئ قبيل انتخابات العام 2015 وشهد اصراراً من نجل الميرغني على حمل حزبه لخوض العملية التي قاطعتها قوى رئيسة، رغم اعتراضات المعترضين الذين أطاح الحسن بجلهم في خطوة فسرت على أنها مذبحة تنظيمية بحق القيادات التاريخية.

ومن ثم أخذ الحسن سطوته مما قال إنه تفويض له بإدارة الحزب، وهو الأمر الذي أدخل الحزب في جدالات وصلت لغاية مجلس شؤون الأحزاب السياسية.

ومنذ تلك الفترة ظل الحزب يأتمر بأمر الحسن ويعارضه تيار القيادات المفصولة الذين أطلق عليهم الزعيم الشاب تسمية (الدواعش) وتصاعدت حالة الجذب والشد والصعود والهبوط في الخصومة التي جرى الحديث في فترة لاحقه تطورت أن تكون بين الحسن ووالده، وظهرت الصراع بينهما في صورة القائمتين اللتين قدمهما الحزب للقصر للمشاركين باسمه في حكومة الوفاق، واحدة من الحسن والأخرى من مجموعة والده.

استدعاء

بعد ظهور تيارين في العلن داخل الأصل، استدعى مولانا الميرغني الحسن وخصومه إلى مقره بالعاصمة المصرية القاهرة وذلك قبيل أيام فقط من إعلان الحكومة.

وكانت تلك بمثابة الفرصة الأخيرة للحسن لإيجاد صيغة وفاقية تؤدي إلى مناصفة بين أنصاره وأنصار والده.

غير أن الميرغني الأب تمسك بالترشيحات التي سلمها للمؤتمر الوطني حول دستوريي الاتحادي (الأصل) في حكومة الوفاق الوطني وعدم إضافة ولو (شولة) في قائمته التي أبقت على نجله مساعداً أول لرئيس الجمهورية بينما استبدلت كل الدستوريين في الجهاز التنفيذي من الموالين للحسن.

شكوك

لا يزال القيادي بالحزب الاتحادي الأصل والخليفة علي نايل يشكك في ان قائمة ترشيحات الحزب لحكومة الوفاق الوطني مزورة من قبل القيادي في الحزب، وزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، باسم رئيس الاتحادي الأصل محمد عثمان الميرغني المقيم بالقاهرة.

ويرجع نايل في حديثه مع (الصيحة) أسباب اختفاء الحسن وتراجعه بعد حكومة الوفاق لخلافه مع أحمد سعد عمر على خلفيات قضايا الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني الذي دائماً ما يحاول اضعاف شركائه، فسعى للوقيعة بين الحسن وعمر (والكلام لنايل) الذي أضاف أن ذلك يظهر من القائمتين في حكومة الوفاق قائمة من الحسن وأخرى من أحمد سعد، والغريب في الأمر أن الحسن هو مساعد الرئيس أعلى ممثل للحزب بينما يتم التعامل مع شخص آخر هو أحمد سعد الذي يعين الوزراء خلافاً لرغبة الحسن في حين هذه تنظيمياً مهمة الحسن.

لا تراجع

عن تراجع نفوذ الحسن في الحزب وحسب المتابعين داخله أن الحسن قد خسر التحدي بتغيير الصورة النمطية التي تكونت عن شخصيته داخل القصر والحزب، ولدى الرأي العام، والعمل على أن يكون له شأن ودور سياسي كبير خلال عهد حكومة الوفاق.

لكن القيادي بالأصل وعضو البرلمان أحمد الطيب المكابرابي ينفي تراجع دور الحسن في الحزب ويقول إن الذي تغير أن الحسن كان في فترة غياب الرئيس مولانا محمد عثمان في بريطانيا يؤدي مهامه وفق تكاليف تنظيمية محددة، باعتباره رئيس قطاع التنظيم ورئيس الحزب المكلف، لكن بعد عودة مولانا للقاهرة وقربه أصبح يباشر مهامه في إدارة الحزب بنفسه وأصبح السيد الحسن في تواصل ومشورة مع والده ولم يتراجع دوره في إدارة الحزب ولايزال يمارس مهامه كنائب لرئيس الحزب وأمين التنظيم ولم يصدر منشور تنظيمي بعزله.

مضيفاً أن علاقة الحسن بوالده رئيس الحزب يسودها كثير من الحميمية والتواصل والتشاور، وما يحدث مردود لحالة الركود العام الذي يشهده الحزب، وخلوه من الأحداث التي يمكن أن يتبعها حراك ما عدا الدعوات التى تصدر من حين لآخر للمؤتمر العام من هنا وهناك، لكن لايوجد حراك تنظيمي مرتب على مستوى الحزب الذي كل مؤسساته في حالة بيات.

الوطني حاضراً

يذهب نايل الى أن قبضة الحسن في الفترة السابقة كانت مبنية على ثقته في شركائه من المؤتمر الوطني الذين تعاون معهم وظن أنهم سيسندوه لكنه اكتشف أن المؤتمر الوطني سعى لاقصائه وتنصيب أحمد سعد بدلا عنه وسبق أن قال مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الوطني (لو الحسن في حزبي لفصلته) لذلك حماس الحسن للتعامل مع المؤتمر الوطني تراجع كثيراً وهو ليس السيد الحسن في عام 2015، بل الحزب الاتحادي الآن غير موجود في المشاركة، الموجود أحمد سعد ينفذ ما يريده المؤتمر الوطني منه.

توهان

في جانب الأثر الذي ستتركه عودة الميرغني على نفوذ الحسن قال نايل إنه لا يستطيع التكهن بما سيحدث عند عودة الميرغني الكبير، هل سيتنازل للحسن أو ما القرارات التي سيتخذها لصالحه أم ضده، فقط ننتظر عودته حتى تبين الحقيقية لأن هناك من يشكك بأن الحسن غير مفوض برئاسة الحزب بالإنابة من رئيس الحزب، فقط عودة مولانا ستوضح كثيراً من الحقائق في الحزب الذي يعيش في حالة تيه تنظيمي.

تعزيز

يؤكد المكابرابي أن عودة مولانا فيها مكسب كبير للحسن لذلك تجده أحرص الناس على عودته لأنها ستقوي من موقفه داخل الحزب لأن غياب مولانا أعطى مساحة لحركة بعض المشككين في صلاحيات السيد الحسن بأنه ليست له صلاحيات كنائب لرئيس الحزب، وغير مكلف بإدارة الحزب وأمانة التنظيم، لكن مباشرة السيد الحسن لمهامه وإحداث حراك تنظيمي في وجود رئيس الحزب ستخرس كيثراً من الألسن المشككة وخاصة الذين ظلوا يسعون لعدم عودة مولانا حتى يتحركون في الفراغ الذي أحدثه غيابه بإثارة الاشعاعات، ووجوده مولانا سيمكن الحسن من أداء مهامه (دون شكوك أو ذرائع بأن السيد محمد عثمان قال أو لم يوجه بتكليف الحسن).

الخرطوم: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة

تعليق واحد