تحقيقات وتقارير

د. مريم الصادق قريباً من مواقف الحلو.. تقرير المصير.. تنقاضات وتباينات (الأمة)

وقعت نائبة رئيس حزب الأمة القومي، د. مريم الصادق على مذكرة ثلاثية مع الحركة الشعبية ــ شمال (فصيل عبدالعزيز الحلو) والجبهة الثورية في العاصمة البريطانية لندن، لتثور ثائرة الخرطوم، بعد إقرار المجتمعين بمن فيهم المنصورة، بأن حق تقرير المصير حق تكفله المواثيق الدولية، ودعوا إلى ضرورة العمل للحفاظ على وحدة السودان بمخاطبة أسباب الأزمات، وتقديم الحلول الجذرية لمشكلاته.

تناقض حزبي

عقب إجازة الحركة الشعبية لمبدأ تقرير المصير عبر مؤتمرها الاستثنائي رفض الإمام الصادق المهدي وبشدة مبدأ تقرير المصير من خلال تصريحات صحفية وهو مبدأ ثابت ظل ينتهجه الإمام المهدي بوقوفه ضد تقسيم الشعوب. بيد أن مواقف المهدي المناهضة لتقرير المصير يقابله موقف آخر من داخل الحزب نفسه إذ أيدت نائبته المنصورة، د. مريم الصادق مبدأ تقرير المصير من خلال توقيعها على المذكرة الثلاثية وهو ما يفسره كثيرون على أنه وجود أكثر من لسان يتحدث باسم حزب الأمة .

حليف استراتيجي

تاريخياً عرفت مريم الصادق بتحالفها الاستراتيجي مع القوى المعارضة سواء في التجمع الوطني الديمقراطي باسمرا، وتدرجت هناك في المناصب العسكرية حتى رتبة المقدم، ومن ثم انخرطت في قوى الإجماع الوطني وكانت كثيراً ممثلة لحزبها، ومن ثم تلاقت مع القوى المدنية والمسلحة التي في نداء السودان.

وتملك مريم علاقات سياسية مميزة مع المعارضين، ظهرت بجلاء في ذروة النشاط السياسي لقوى الإجماع الوطني.

وحين خرج والدها الإمام الصادق المهدي للعاصمة الفرنسية باريس، ووقع على إعلان باريس الممهد لحلف نداء السودان، كانت برفقته، وشهدت لاحقاً ميلاد نداء السودان الذي ضم إلى جانب حزب الأمة، الحركات المسلحة وجزء من أحزاب الداخل، بالتالي يمكن القول إن مريم الصادق هي الحليف الأقرب للمعارضين المدنيين والمسلحين على حد سواء، داخل حزبها.

خلافات داخلية

توقيع مريم الصادق لمذكرة مع الحركة الشعبية والجبهة الثورية خلق نوعاً من الأزمة داخل حزب الأمة القومي خاصة وأن الحزب لم يفوض مريم الصادق للتوقيع على المذكرة، ويقول رئيس المكتب السياسي باسم الحزب محمد المهدي حسن إنهم مازالوا متمسكين بموقفهم ضد تقرير المصير، كما عبر عن ذلك الإمام المهدي في وقت سابق، وأردف أن حزب الأمة القومي ضد مبدأ تقرير المصير، ولم يفوض مريم الصادق بالتوقيع على المذكرة مع حملة السلاح، كاشفاً عن وجود انقسام داخل الحزب بسبب الخطوة التي أقبلت عليها مريم الصادق.

وحول وجود مريم الصادق بلندن بتفويض من الحزب يقول محمد المهدي لـ (الصيحة) إن مريم في مهمة خاصة لا علاقة لها بالحزب، وأشار إلى أنه وصلتهم دعوة من قبل الجبهة الثورية والحركة الشعبية وتم تكوين وفد بقيادة فضل الله برمة ناصر إلا أن بعض الظروف منعته من السفر بالتالي توقيع مريم الصادق لا يمثل الحزب.

وحول إمكانية تشكيل لجنة محاسبة من قبل الحزب لنائبة الرئيس أوضح المهدي أن الأمر متروك للمؤسسات الحزبية، وشدد بالقول: مفردتان يرفض الحزب أن يضمنها في أي اتفاق يتم إبرمه مع أية جهة هما تقرير المصير، والوحدة الطوعية .

تمسك بالمواقف

كما أشارنا آنفاً أن مواقف مريم الصادق المتماهية مع تقرير المصير يتناقض مع شعار الحزب الرافض لتقرير المصير من حيث المبدأ.

وسارع حزب الأمة القومي أمس إلى إصدار بيان يؤكد فيه رفضهم لتقرير المصير في جبال النوبة مع السعي للتوسط لمعالجة الخلافات بين فرقاء الحركة الشعبية، وصدور بيان متعجل من الأمة القومي يرفض تقرير المصير يعني ضمنياً أن ما قامت به مريم الصادق أمر خارج مؤسسات الحزب كم أشار محمد المهدي آنفاً، كذلك يشير البيان المتعجل لوجود تباين وجهات النظر المختلفة داخل الحزب خاصة حول تقرير المصير .

تكليف مباشر

لم يستعبد المحلل السياسي صلاح الدومة أن تكون تحركات مريم الصادق بإيعاز من والدها وقال لـ(الصيحة) إن الصادق المهدي هو من يقوم بتخطيط وهندسة تحركاته ابنته مريم دون المراعاة لما يحدث من ردود أفعال لما تقوم به نائبته في الحزب. مضيفاً أنه لا يمكن أن تتحرك مريم من غير علم والدها، ورسم الدومة مستقبلاً قاتماً للحزب في الفترة القادمة بفعل التصرفات المتناقضة داخله في الوقت الحالي محملاً الإمام المهدي كل ما يحدث من تناقضات وتباين في وجهات النظر.

بينما يقول المحلل السياسي د. خالد التجاني النور بوجود تناقض في مواقف حزب الأمة القومي حول موقف تقرير المصير بدليل توقيع مريم الصادق على مذكرة ذات مطالب انفصالية وتخرج الأمينة العامة ببيان يرفض ذلك، ويضيف: في بعض الأحيان الأحزاب تتخذ أكثر من موقف تكون ذات طابع تكتيكي، مشيراً في حديثه مع (الصيحة) إلى أن حزب الأمة القومي وقع في وقت سابق على اتفاقية القضايا المصيرية باسمرا وكذلك أيد الحزب اتفاقية نيفاشا التي تضمنت حق تقرير مصير شعب جنوب السودان، بالتالي موقف الحزب من تقرير المصير حالياً يعتبر موقفاً جديداً وليس موقفاً مبدئياً قديماً، ويضيف بالقول، ما يحدث في حزب الأمة يفسر بحالتين إما تبادل أدوار بين قيادات الحزب من خلال الوجود في المعارضة والحكومة أو يعني وجود تناقض حقيقي في مواقف الحزب.

الخرطوم: عبدالرؤوف طه
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. الاحزاب المعارضه غالبيتها منبطحة عشان مصالحه الشخصيه التي تعلو فوق مصالح وجراح الوطن كلهم يدونس علي الوحده ومصالح الشعوب من اجل اغراضهم ومصالح مش كفايه الجنوب وما يحدث فيه من اقتتال نيجية الانفصال والتقديرات الخاطئه للسياسين لن نسي مواقف المعارضه الباهته من انفصال الجنوب وقضية حلايب يا قادة المعارضه انكم تحتاجون لدرسة في الوطنيه من حركه شعبية وامه واتحادي وشيوعي ومؤتمروطني وشعبي وبقية الاحزاب المصلحجيه كلم انبطاح من اجل مصالحكم خلاص الشعب واعي وفاهم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم