تحقيقات وتقارير

توصيات بإنشاء مركز ثقافي مصري بالخرطوم وعودة جامعة القاهرة وتنفيذ الحريات الأربع

شهد فندق “كورنثيا” بالخرطوم على مدى يومين (مؤتمر العلاقات السودانية ـ المصرية الأول)، حيث ضم نخبة من الخبراء والمفكِّرين والأكاديميين في البلدين
وعقد المؤتمر الذي غابت عنه أجهزة الإعلام عدداً من الجلسات العلمية توزعت على محاور سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية قُدِّمت فيها (21) ورقة علمية، أعدها علماء وباحثون من مصر والسودان شملت المحاور المذكورة، عكست جميعها استلهام الماضي العريق لوادي النيل الذي يستفيق من بين ثناياه الحاضر المحفوف بسياج متين من العواطف الشعبية التي مثلت على الدوام ملامح لمستقبل زاهر بين البلدين يستفئ بالظلال الوارفة لمسيرة هذه العلاقات بين الشعبين خلال قرون خلت وما تستوجبه من استمرار ينشد التطوُّر والنمو الفعَّال في العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأقيم الملتقى بمبادرة من مركز السودان للبحوث والدراسات الإستراتيجية ممثلاً في شخص مديره الدكتور “خالد حسين محمد” وبشراكة رائدة مع معهد البحوث والدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة وتحت شعار (حتمية الجغرافيا وأزلية التاريخ الضمانة لمستقبل زاهر بين البلدين).
وخاطب المؤتمر في جلسته الافتتاحية الدكتور “خالد حسين محمد” مدير المركز، والدكتور “سلوى يوسف درويش” ممثلاً عن معهد البحوث والدراسات الأفريقية و”وئام سويلم” قنصل عام جمهورية مصر العربية في الخرطوم.
وصبت أوراق المؤتمر العلمي المتميِّز في بحوثه إلى تصويب الاهتمام إلى البحث العلمي وتشجيعه بما يلبي حاجة البلدين إلى الاستقرار والتطوُّر والازدهار في رحاب الوادي الذي ترنو إليه أنظار أجيال تقف على أعتاب المستقبل بثبات وثقة مطلقتين، وتتحصَّن بالعلم والمعرفة لبلوغ هذه الغاية النبيلة.
وشهدت جلسات المؤتمر حواراً ومداخلات مهمة شملت المحاور كافة عبَّرت جميعها عن الحرص على رؤية علاقات مستقبلية نضرة بين البلدين، مستندة على التعاون المشترك الحريص دوماً على توظيف العلم والمعرفة وتماثل الإدراك والمؤسسية، بل والتراث الحضاري العظيم لوادي النيل،
وعكف الباحثون من البلدين وبروح الفريق الواحد في دراسة مخرجات المؤتمر لإيجاد الآليات المشتركة لوضع وتنفيذ التوصيات التي أقرها المؤتمرون والتي تنتظر بدورها من الأكاديميين والباحثين من كلا الطرفين الانخراط في فرق بحثية لتطوير هذه التوصيات إلى مشروعات عمل بحثي في مختلف المحاور دعماً وإسناداً لصانع القرار في البلدين الشقيقين وما يعنيه ذلك من بداية خطوات راسخة على طريق التوافق والمصلحة المشتركة بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
وفي الختام وعبر فقرة احتفالية تبادل الطرفان المنظمان للمؤتمر كلمات الشكر والثناء والتعهد في التواصل على هذه الخطى التي ترتشف من النيل صبره ووفائه ومن الجغرافيا عبقريتها ومن التاريخ وميضه الملهم.
وقالت مدير معهد البحوث والدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة دكتورة “سلوى درويش” لـ(المجهر): إن السودان ومصر يرتبطان بعلاقات أزلية ويمكن أن يحدثا اختراقاً كبيراً في القارة حال توحُّد رؤيتهما، ومشيرة إلى أنها زارت السودان أكثر من مرة، لكن في زيارتها الأخيرة لاحظت تقدُّماً وتطوُّراً في كافة المجالات، وأكدت أن هناك عدداً من الاتفاقيات بين البلدين، لكنها لم تفعل ودعماً وتوطيداً للعلاقات المصرية ـ السودانية تقدَّمت مديرة معهد البحوث والدراسات الأفريقية بدعوة تُرفع لمتخذي القرار بعودة فرع جامعة القاهرة بالخرطوم.

ولدى حديثه في الملتقى وضع “بركات موسى الحواتي” عدة أسئلة: (لماذا فشلت العلاقات على الرغم من أرضيات سياسية واقتصادية وفكرية ثاقبة، مشيراً إلى أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان يمثل شرخاً في استقرار مصر السياسي والاقتصادي والعكس تماماً. صحيح وكل شيء يمثِّل فضاء إستراتيجيياً آخر
بينما قال بروفيسور “حسن على الساعوري”، إن العلاقات السودانية المصرية ظلت في استقطاب حاد ـ أما علاقة حميمة وثيقة تجعل البلدين وكأنهما على وشك الوحدة، وأما علاقة متوترة إلى درجة القطيعة غير المعلنة، وأضاف: (يتمثَّل تفسير ذلك في أن بعض العوامل المسؤولة من هذه النتيجة لم تتفاعل لما هو متوقع من إيجابية وأن البعض الآخر يكون أقرب إلى الحياد وأصبح عاملاً مساعداً، أما التوتر وأما الحميمية، لافتاً إلى أن مصر جعلت من المياه مصلحة حيوية لها فقط، وليس الأمر كذلك عند السودان الذي ينظر إلى الأمر كجزء من أمنه القومي، وزاد: (أصبح مقياس العلاقة عند مصر الموقف من مياه النيل وما عدا ذلك أقل درجة)، ومضى قائلاً: (علاج هذه المعضلة النظرة المتوازنة للمحصلة الحيوية وهذه لأنها حيوية وعند الطرفين، ولذلك يلزم أن (تحب لأخيك ما تحب لنفسك)، ما دام المحبوب واحد.
وقدَّمت الخبيرة المصرية في مجال السياحة دكتور “مها فوزي” ورقة عن التنمية السياحية ودورها في تدعيم العلاقة بين البلدين من خلال تسجيل المكتشفات الأثرية وكيفية توظيفها لخدمة التنمية السياحية. وحثت على زيارة المتاحف والإقبال على الآثار بصفة خاصة وتنمية الوعي الأثري لدى الشعب السوداني.

وتناولت الأوراق التي قدَّمت في الملتقى حول العلاقات السياسية المصرية ـ السودانية جوانب عديدة منها تطوُّر العلاقات المصرية ـ السودانية بين الواقع واستشراف المستقبل، والتباين الإدراكي بين السودان ومصر، كما تناولت بعض الأوراق تأثير التحالفات الإقليمية على العلاقات المصرية ـ السودانية.
والجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها على العلاقات المصرية ـ السودانية والرؤية المستقبلية للتجارة بين مصر والسودان والربط الكهربائي بين مصر والسودان والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، لاسيما في مجال الموارد الحيوانية، وكذلك تم استعراض آفاق التنمية الاقتصادية المشتركة، كما عرضت أوراق هذين المحورين أوراقاً بحثية حول المياه وتأثيرها على العلاقات كما عرضت الأبعاد الثقافية والاجتماعية للتعليم ودوره في مستقبل العلاقات كذلك تناولت دور المراكز البحثية، وكذلك تنمية العلاقات والقواسم المشتركة بين المرأة المصرية والمرأة السودانية،
وأبدى المتحدِّثون من الجانبين في الملتقى حرصهم الشديد على ضرورة استمرار العلاقات الأزلية بين البلدين الشقيقين، والعمل على استثمار القواسم المشتركة بين الدولتين الشقيقتين مصر والسودان، والتي نجم عنها التوصيات التالية:
ورصدت (المجهر) من خلال جلسات الملتقى أبزر التوصيات التي منها تشكيل مجلس علمي أكاديمي يُختار بعناية فائقة من قبل كلاً من مركز السودان للبحوث والدراسات الإستراتيجية ومعهد البحوث والدراسات الأفريقية يكون منوطاً به العمل على بحث المشكلات والعقبات المؤثرة على العلاقات المصرية ـ السودانية وتبني المؤتمر لفكرة إقامة تبادل ثقافي مصري ـ سوداني على أن يُرفع إلى متخذ القرار لإنشاء مركز ثقافي مصري بالخرطوم ومركز ثقافي سوداني بمصر، بجانب العمل على استخدام الدبلوماسية الشعبية في توطيد العلاقات المصرية ـ السودانية كفرق الفنون الشعبية والفرق الرياضية وإقامة مسابقة رياضية تحت رعاية اتحاد الكرة المصري والسوداني، سنوياً تحت مسمى السوبر المصري ـ السوداني ودعا المؤتمرون إلى تبني موقف موحَّد وتوحيد وجهات النظر فيما يتعلَّق بموارد المياه والمشروعات المائية خدمةً لصالح البلدين الشقيقين مع ضرورة مراعاة استمرار العلاقات الاقتصادية والتجارية حتى في ظل حدوث توتر سياسي حرصاً على مصلحة البلدين.
وكانت المساجلات بين الإعلاميين في البلدين حاضرة، حيث ناشد المؤتمر الإعلاميين في كلا البلدين الحرص على تنمية العناصر الإيجابية في العلاقات بين البلدين وعدم استخدام الجوانب السلبية للتحريض ضد مصالح البلدين الشقيقين.
وشدَّدت التوصيات على ضرورة تسوية الملفات العالقة بين البلدين ووضع سياسات وإستراتيجيات جديدة لإدارة الأزمات التي يمكن أن تعترض عملية تطوير العلاقات المتبادلة وبما يتفق والمصالح العليا للبلدين وتفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات المشتركة ومنها اتفاقية الحريات الأربع مع إيجاد آلية دائمة للتنفيذ.

الخرطوم ـ سيف جامع
المجهر السياسي

‫10 تعليقات

  1. لم اقرأ او اسمع أو أري او أعلم عن دولة يعرض شعبها ارضه لغيره من الشعوب ويلتزم بفتح حدوده لدخول اجناس من الشعوب لتحتل البلد وتتغلب بكثافة سكانها المهاجرين ووووو الكثير مثل السودان.
    لم أسمع او أقرأ عن شعب يسبه شعب آخر ويهينه ويحتقره ويستصغره كما يفعل الشعب المصري بالشعب السوداني وفي العلن حتي في اللفظ والحديث.
    الحريات الأربع التي تلتزم بها الحكومة السودانية تجاه الشعب المصري هي صك انحطاط خلقي وديني وعلمي ووطني وأخلاقي رهيب. دولة مصر الفاجرة شعبها جاهل علميا وثقافيا وحضاريا وأخلاقيا فماذا يريد هؤلاء من مصر الا عدوي الجهل واهلاك الوطن ؟
    سنة الله تعالي في الأرض من يخذل وطنه ويحقر شعبه ويطالبه بوجود اجناس اخري في بلادنا هو غضب الهي يعمكم جميعا فهذا الهوان وألأتساخ لا يمكن وصفه لأنه لايوجد في القواميس اللغوية بكل اللغات في التوصيف والتفسير لهذا التصرف الا الخنوع والذل الكامن في جينات ومورثات من ينادي بهذا التواطؤ والتآمر ضد السودان وشعبه.
    أن كان فكرا عاما وتوجها غالبا فأن مجرد تخيله يصيب الكثير من السودانيين بحالة نفسية سيئة في ان تري من يحتقرك ويسبك ويستفزك يمشي علي ارض بلدك. رغم اصالة المواطن السوداني وعلاقته المتجذرة المتأصلة في ارض هذا الوطن وسماءه وليس كشعب المصريين انتاج النطف من الأجناس التي سكنت ارضهم فلم يحث هذا؟ هل لأن السوداني فاقد الشخصية اعمي البصيرة ممتلئ بعقدة النقص والدونية؟
    فأن كان وتحققت هذه الدياثة والدعارة وقتل الوطن بأيدي هؤلاء الخنازير فلا تنسوا ان اثيوبيا قريبة وخير لنا وأكرم لرجولتنا وشموخ ارواحنا ان نكتسب جنسيتها وهي ترحب بنا وهو خير لنا من دولة وشعب اختارت الأنتحار ومحو تاريخها كله ليعملوا بوابين وخدم

  2. وخاطب المؤتمر في جلسته الافتتاحية الدكتور “خالد حسين محمد” مدير المركز
    ، والدكتور “سلوى يوسف درويش” ممثلاً عن معهد البحوث والدراسات الأفريقية؟؟؟!!!
    عرفتو مستواكم وقدركم عندهم تفو على من نظم هذه المهزلة

  3. خلاص ثقة المواطن السوداني بمصر وحكومتها انعدمت .مص تمارس مع السودان ( الوقف مع مصر كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير علي عشان خاطرها ) لكن مصر مارست ضد السودان الكذب .الخيانة .العنترية .المرض .التمثيل .الفهلوة .العري .البارات . الاوانطة .دقوا طبول الحرب علي الجارة الظالمة مصر بلا كلام فارغ .

  4. السودان ومصر … ليس مصر والسودان. السودانية والمصرية … ليس المصرية والسودانية. السودانى والمصرى … ليس المصرى والسودانى. السودان اولاً. الفلاليح ديل لا يمكن يقدمو اسم السودان على اسم مصر … ليه نقدم اسم الفلاليح على اسمنا فى صحافتنا؟ السودان اولاً … السودان فوق الجميع

  5. مراكز تجسس لا تفتحوها اغلقو ماتبقى الى يتم حل قضية حلايب خلى بلحه وكيل اسرائل تنفعو

  6. هذا عجب آثارني هذا الموضوع ومن هو خالد حسين هذا سمعت له بعض المرات ولا أري فيه أي مفكر لكنه بدأ لي متكسبا وأتمني أن لا يكون عميلا بدون مقابل أما الساعوري مع احترامي له ما كان له أن يشارك في مثل هذة الدعوات المريبة التي تقدح فيه ولم يتطرق أي منهما الي موضوع حلايب وشلاتين وهذا غريب لعمري ويدعون مناقشة العلاقة بين أبناء وادي النيل هذة الاضحوكة التي يمارسها علينا هؤلاء ويفرش لها أمثال هذا الخالد حسين الرمل منبطحا شي يثير الغثيان أي وعي وأي تفكير لا يتطرق الي لب المشكلة واحي هنا بعض الذين علقوا من قبلي وقارن أحدهم افتراضيا اذا كنا نرغب فى وحدة مع مصر فماذا ستقدم هذة العاهرة مهرا لهذة الوحدة هل المهر سيكون أن ترمي لنا ببطون جائعة لتاكل خير السودان نعم هم لا يملكون قمطيرا من خردل ليقدموه لنا ونرجو من أدعياء الفكر هؤلاء أن يتركوا الفكر لاباناءة خيرا من هذا التزلف والتملق لهؤلاء القوم السحتي الذين لا يقدمون ولا يؤخرون كاصنام قوم إبراهيم اذا لم يرتبط التفكير بالقيمة الحقية وإثبات الحق وليس تزييفا وتضليلا وتملقا وعمالة لا يعني تفكيركم شي ولا تنطلي علينا بعض الألفاظ الفلسفية اخذاكم الله أنتم ومركز بحوثكم أخرجنا الله من هؤلاء الحثالة وتريدون أن تردوا الناس إلي الجهالة ماذا أصاب هؤلاء القوم أي مفكرين وأي افك مفترى هذا لن يمر علي روؤسنا هذا الخطل

  7. قالو المؤتمر لم تحضره وسائل الإعلام .. طيب المجهر وسيلة نقل ..
    مما يبين لك أن السفارة في العمارة هي من رعت هذا الجمع المشؤوم وعبر ادواتها السياسية والاقتصادية في الخرطوم ولم تنسى أن توجه الدعوة للمجهر وعبر هنديها لتكون شاهدة على هذه المسرحية ولتنقلها الينا …
    شكرا لكم وانتم تفضحون أنفسكم في الداخل والخارج

  8. حروروا حلايب اول بعدين اتكلمو عن العلاقات المصرية الما منها غير وجع القلب

  9. يا جماعة نحن ما بنتوب من الجماعة ديل بلا حريات اربع بلا بطيخ حرروا ارضكم فى الاول وبعد داك اذا فى اجتماعات اجتمعوا .