صلاح حبيب

(المجهر) فوق طيات السحاب


أقلعت بنا الطائرة الخاصة التي تقل مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود حامد” وعدد من قيادات الحزب على رأسهم البروفيسور “كبشور كوكو” رئيس شورى المؤتمر الوطني وآخرين من قيادات الحزب في إطار الجولات الميدانية للوقوف على أحوال الحزب بالولايات. أقلعت بنا الطائرة في الثامنة والربع من صباح أمس، تجاه مدينة سنار التي تعد واحدة من الولايات التي يقصدها السيد المساعد. طارت الطائرة بارتفاع خمسه آلاف قدم، تحت سطح البحر لم تكن الطائرة من ذات الأحجام الكبيرة، فكانت ضيِّقة للدرجة التي لم يستطع المضيف أن يتحرَّك بسهولة لتقديم الضيافة للسيد المساعد ومرافقيه، وعلى الرغم من ضيق الطائرة، ولكن ما يحمد لطاقمها أنها كانت تطير على مستوى منخفض مكننا من مشاهدة الأرض وكل تفاصيلها، فقد لفت نظري المساحات الشاسعة من الخرطوم وحتى مدينة سنار التي استغرقت الرحلة ما يقارب الساعة وثلث، لاحظت وطوال تلك المساحة أنها جميعها مخضرَّة أو شبه مزروعة، وهذا يؤكد أن المستثمر الأجنبي يمكنه أن يحظى بأرض خصبة توفر للعالم محوِّلات زراعية ونقدية، بالإضافة إلى تشغيل العمالة الداخلية. ومن الملاحظات التي شاهدتها وأنا داخل الطائرة أن (المجهر) كانت قد استحوذت على كثير من وفد الرحلة، وأن كمية النسخ التي حملها طاقم الطائرة أو الأعضاء كانت أكثر من بقية الصحف الأخرى، وكانت صفحتَيْ (الديوان) قد وجدتا حظاً كثيراً من الإطلاع وحتى مساعد رئيس الجمهورية كان قد بدأ بها بجانب عدد من المسؤولين المرافقين له قد استأثرتهم ما يؤكد أنها مازالت في طليعة الصحف السياسية والتي تجد الاهتمام من كل قطاعات المجتمع، حطت بنا الطائرة أرض مطار سنار، وكانت حكومة الولاية وعلى رأسها السيد الوالي “الضو الماحي” في مقدِّمة مستقبلي السيد المساعد والوفد المرافق له، ومن ثم اتجه المساعد ووالي الولاية إلى رئاسة مجلس الوزراء للمشاركة في جلسته التي خصصها للنظر في كثير من الموضوعات المتعلقة بالمرحلة القادمة. ورحَّب السيد الوالي بالسيد المساعد ومرافقيه ومن ثم تحدَّث المساعد عن ولاية سنار باعتبارها ولاية الإسلام والدين، بل تُعد من الولايات التي تشهد استقراراً في معظم المجالات، وقال: إن سنار لا تنقصها البنية التحتية أو المشاريع التنموية، كما أن أهلها أرادوا تطويع المستحيل. وقال: إن البلاد سبق أن واجهت تحيات كبيرة وحصار استمر لعشرين عاماً، ورغماً عن ذلك فقد استطاعت الدولة وفي ظل هذا الحصار استطاعت أن تقيم شبكة طرق بلغت أكثر من أحد عشر ألف كيلو، وامتدت تلك الشبكة من الحدود مع مصر وتشاد ودولة الجنوب، كما استطاعت الدولة أن تقيم جامعات في كل ولايات السودان ورفعت تعليم الأساس من مليون إلى ستة ملايين، وكل هذا في ظل الحصار الذي فرض على البلاد طوال تلك الفترة.

إن زيارة السيد المساعد تحمل هم المواطن وقضاياه المتعلقة بالصحة والتعليم وتوفير الماء والحياة الكريمة لكل المواطنين. وشهد السيد المساعد جلسة شورى الولاية التي تحدَّث فيها رئيس مجلس شورى الولاية “محمد مصطفى” وأثنى على الجهد الكبير الذي بُذل الفترة الماضية، وذكَّر الحاضرين ببرنامج الحزب الانتخابي للعام 2013م، كما تحدَّث الدكتور “أزهري التجاني” رئيس قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني، تحدَّث عن التحديات المقبلة، وقال: إن الحزب له رسالة دينية ومعرفية وسلوكية، ولابد لكل أعضاء الحزب تجديدها في أنفسهم، وقال إنه لابد من مقاربة السلطة مع الفكرة حتى لا تتباعد إحداهما عن الأخرى، وقال: إن2020م، هي محطة لمقابلة التحديات، وقال: نحن لا نريد أي عمل خارج المؤسسات ولابد أن يحرص الجميع على المؤسسية وتحدَّث من بعده البروفيسور “كوكو” رئيس شورى الوطني، وكان حديثاً بليغاً، إذ نادى بعودة النازحين إلى مناطقهم مع تقديم وسائل الإنتاج لهم وتقديم أساسيات الحياة من تعليم وصحة وغيرها من الخدمات التي يحتاج لها الإنسان، وتحدَّث رئيس المؤتمر الوطني بالولاية السيد الوالي، منادياً بالتمسك بالمؤسسية وبرنامج الحزب لخوض الانتخابات القادمة، وتحدَّث عن الحوار الوطني الذي أفضى إلى الوثيقة التي يحكم بها الآن، وسار السيد مساعد رئيس الجمهورية لدى مخاطبته شورى الولاية في نفس الاتجاه الذي يعمل على تقوية الحزب والخوض للانتخابات القادمة، وهو أكثر قوة ومنعة. إن زيارة السيد المساعد في يومها الأول، قد أحدثت حراكاً كبيراً لدى جماهير الحزب بالولاية ما يؤكد روح التعاون والتماسك بينهم.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي


تعليق واحد