(ميتة القلب).. و(الفول).. في قفص الاتهام نوم السودانيين (اللا إرادي).. تفاصيل اختلال مباغت في (الساعة البايولوجية)
من المشاهد الملوفة داخل المركبات العامة أن تجد بعض الأشخاص يغطون في نوم عميق مما قد يعد مؤشراً لاختلال السلوك الدوري الحيوي، فمن المعروف أن جسد الإنسان في الصباح يختلف عنه في المساء ومثال لذلك التنفس والنبض والنشاط الإنزيمي وحرارة الجسم وغيرها من العمليات الفيسيولوجية التي تختلف على مدار اليوم الواحد، فأي اختلال فيما يعرف بالساعة البايولوجية يؤدي إلى التغير في الأنماط السلوكية غير المألوفة، حيث تعمل هذه الساعة عند البشر على جداول زمنية ضرورية للصحة والحياة، وللتعرف على الأسباب التي أدت إلى هذا الخلل خرجت(كوكتيل) لتستطلع حول الموضوع فماذا وجدت؟
(1)
إبراهيم طالب ثانوي يقول حول الموضوع: (النوم في أي مكان بقي عادي لأن الناس (بقت جارية) لتوفير متطلبات الحياة الصعبة، ويضيف: (يعني مثلاً تلقى الأب موظف في الحكومة بالصباح وسائق (أمجاد) بالليل، أو طالب جامعة ويعمل بالليل في مصنع أو شركة ويضيف: (هنالك بعض الشباب يسهرون طول الليل في (الإنترنت) أو التحدث عبر الموبايل، ولعل كل تلك الأسباب تدفع بعضهم للنوم في أي زمان ومكان.
(2)
أما سارة محمد -طالبة جامعية- فتؤكد استفحال هذه الظاهرة وخصوصاً وسط الطالبات بالجامعة قائلة: (نجد أن الإستراحة الخاصة بهن في الجامعة تكون ممتلئة بالطالبات (النائمات)، وكذلك المسجد طوال النهار مما اضطر إدارات بعض الجامعات إلى اغلاقها وفتحها فقط وقت الصلاة وتضيف: (السبب هو السهر في المكالمات الليلية المجانية وإدمان (الانترنت).
(3)
اما يوسف حسن فقال إن سبب نوم الفتيات في المركبات العامة أو مكان العمل يرجع إلى انشغالهن بالمكالمات الليلية الطويلة مع (الحبيب) وزاد بأنه صرف النظر عن الارتباط بفتاة أعجبته لأنه لاحظ أنها تكون دائما في حالة (نعاس) عند زيارته لها في مكان العمل مما ترك لديه عدة تساؤلات وبعد التقصي و الدردقة )– على حد تعبيره – أقرت بأن أحد الأشخاص يتصل بها ليلاً وهي تريد أن تعرف (مويتو شنو)، وهو المبرر الذي لم يقتنع به.
(4)
على ذات السياق يقول محمد فتح الرحمن -سائق أمجاد- إن سبب النوم في أي مكان للشعب السوداني هو أكل (الفول) وذلك من خلال تجربته الشخصية معه وأضاف أن الفول الذي اطلق عليه لقب (حبيب الشعب) يشعره بنعاس شديد بعد أكله ويزيد مبتسماً: (الإرهاق والسهر ايضاً لهما تأثير كبير خصوصاً في مثل مهنتنا هذى والتي تتطلب الكثير من السهر لتوفير احتياجات الأسرة، واختتم: (أنا احرص بعد تناول وجبة ( الفول) بأن لا أقوم بحمل أي مشوار).
(5)
أما خالد فكان له رأي مختلف فقد قال إن النوم في أي زمان ومكان سببه (ميتة القلب) ويزيد: (عندي صديقي بنوم في أي حتة واذكر مرة كنا في طريقنا إلى المقابر لتشيع جثمان أحد معارفنا وانتهز فرصة الناس (صانة) وغرق في نوم عميق والغريب انو بيعرف (المرحوم) معرفة شخصية!، اما ايناس حسين الباحثة الاجتماعية فقالت: (ضغط الحياة أثر تأثيراً واضحاً في ممارسة عادة النوم لدى البشر وفي بعض الأحيان تكون هذه الضغوط النفسية سبب مباشر لارتفاع حدة التوتر والقلق والأرق مما يجعل الفرد غير قادر على تنظيم وقته وأصبحت الغفوة والميل إلى النوم يمكن أن تحدث للفرد أثناء ممارسة عمله أو اثناء قيادة السيارة مما قد تنجم عنه بعض المخاطر على حياة الفرد).
صحيفة السوداني