صلاح احمد عبد الله

الكتابة على الجمر!؟!


*لمن نكتب؟ بالطبع ليس لأنفسنا ولكن لهذ الشعب الذي يستحق كل الخير.. في زمان (أصبح) الخير فيه سلعة غالية كاد يسير بجانب (الدولار) عند خزائن الكبار.. ومتاجرهم وغرف نومهم رغم ذلك أشك في انهم يعرفونه..!!؟ وألا يعلو شيئاً عليه..
*نحن نكتب لأن (الحق) لابد أن يعلو على مدار التاريخ ولن نصمت ولن تنكسر الأقلام.. ولن تجف الصحف (مهما كان) ثمن الصمت.. أو حتى جفاف هذه الصحف ففي جدران المدينة والمدن الأخرى المتسع.. وفي المنتديات والمناسبات الاجتماعية أرض خصبة لإنبات صالح القول ومستقيم الطريق.. أيضاً إلى الحق وبحثاً عن الحقيقة..!!

*نحن (نعافر) منذ ثلاثين عاماً بالتقريب (الممل) لإثبات أن لنا الحق في البصر والبصيرة والنور والتنوير لأمة ما تزال تبحث عن (العدالة) منذ الاستقلال.. ويجئ اليوم هذا الذي تضع سلطة (ما) سياجاً ضارباً وضارياً حول الكلمة.. لتدل على أن الكلمة هي سلاح مخيف لا يخيف إلا من به (خلل) وشر وشرر داخل النفس وخارجها.. وقد يقف السلطان عنها بعيداً وحتى ملوك الطوائف من الكهنوت.. ولكن (الملكيين) أكثر من السلطان متكفلون بالتصدي لأن في تصديهم للكلمة متعة النفس والمال والمنصب والعياذ بالله..!!

*ما ضرر وضير هؤلاء (وأمثالهم) لو قمنا بتبصير السلطان أو الملك بمواطن الخلل.. (وأس الفساد) وأتينا له بالدليل (ليستقيم) العدل ومن ثم الدولة كلها بعد ذلك.. والاقتصاد ولأصبح الدولار كالمواطن العادي في أحياء المدينة حتى الطرفية منها..!!
*الكتابة ليست متعة أو كما تبدو أحياناً.. ولكنها مخاض عسير عندما يتعلق الأمر بالوطن وقضاياه.. وأمور حياة شعبه وهنا تنهمر الكلمات كالسيل.. ولذلك يخافها السلطان وكل سدنته وأبواقه.. وفي التاريخ القديم والحديث الكثير من الأمثلة التي يضيق المجال بحصرها..!!
*لماذا لا نكتب.. رغم صرامة الأسوار العالية (وكثرة القوانين) ونحن لأكثر أو ما يقارب الثلاثين عاماً نرى الفساد يمشي على قدمين في كل الشوارع علة امتداد السودان.. الذي كان كبيراً وخاصة في عاصمته وقد كتبنا عنه كثيراً ولكن لا حياة لمن تنادي حتى أصبح الفساد وكأنه شيء طبيعي وما عداه هو الشاذ في حكم عقل أي مجنون..؟!

*لماذا لا نكتب والفساد ظاهر للعيان خاصة في شرق المدينة (دون شرح) وفي تلك الأبراج التي يمتلكها من كان بالكاد يجد قوت يومه من القادمون من شوارع المدن الخلفية.. والقرى النائية والدساكر البعيدة.. وحتى (القادمات) أيضاً.. وكلهم صاروا قامات يظنون أننا نحترمهم.. ولكن يا لسخريتنا منهم ونحن في انتظار يوم الحساب في الدنيا والآخرة..!!
*لماذا لا نكتب؟! والبنيات الأساسية تنهار أمام أعيننا وعلى رأسها مشروع الجزيرة والسكة حديد وغيرهما..؟!
*وحتى الأخلاق فسدت واصبح لكل نفس (ثمن) بعد مغيب الشمس أو حتى قبل شروقها.. أو حتى في وسط المدينة نهاراً جهاراً في شوارع أسواقها الخلفية.. ويا أسفي على رجال كنا نعدهم من الصالحين!!

*الحديث يطول.. سنكتب ولن تنحني الهامات إلا لله الواحد القهار.. حتى لا يصيبنا ذات يوم (رجز من عذاب أليم) بما اكتسبت أيدي العابثين من بغاث الطير..!!

*وهذا الصمت اللعين..!؟

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة