الفاتح جبرا

سكتًوا مالكم؟


قبل ثلاثة أشهر تقريباً (أغسطس) قام العبدلله بكتابة مقال بعنوان (جبناها من عندنا) عن سابقة هي الأولى في العالم والتاريخ قديمه وحديثه وهو قيام (حكومتنا البهية) بتدمير أقتصاد البلاد عن سبق إصرار وترصد (وعديل كده) وذلك عن طريق (مضاربة مسؤوليها) في (الدولار) مما أدى إلى صعود سعره في السوق الموازي (الأسود) إلى إثنين وعشرين ألفاً !
وحكاية مضاربة الحكومة وشرائها للدولار دي لم يأت بها العبدلله من عندياتو (في ذلك الوقت)
بل صرح بها السيد رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني الأستاذ سعود البرير أمام (البرلمان) وأطلقها في تصريحات صحافية حينها عقب اجتماع اللجنة المالية مع القطاع الخاص حيث أرجع (البرير) صعود أسعار الدولار في السوق الموازي الى تورّط جهات حكومية في شرائه بكميات كبيرة من السوق الموازي (يعني الأسود) في تلك الأيام !

كان ذلك إنذاراً صريحاً وواضحاً من شخص يمثل أهم قطاع إقتصادي بالبلاد وهو إتحاد أصحاب العمل السوداني وهو لم يدل به في (قعدة ونسة) أو مجلس أنس أو (بيت عزاء) بل أدلي بهذا الاتهام الخطير (وهو مسؤول عنه) من داخل قبة (البرلمان) ، فهل قام أحد (النوام) الكرام أو أي من المسؤولين على رأس هرم المسؤولية بمطالبة السيد سعود بالكشف عن هذه الجهات الحكومية التي تعمل على تدمير الاقتصاد وجعل حياة المواطنين أكثر بؤساً وشقاءً وما يسببه ذلك من إحتمالات لتهديد أمن المجتمع بل البلاد بأجمعها لارتباط سعر الدولار بكل شيء حتى (الجرجير)!
وسكت الجميع ولم يحسوا حتى بالخطر الكامن وراء ذلك التصريح الخطير .. البرلمان الذي من المفترض أن يمثل أعضاءه الشعب السوداني الفضل (عمل رايح) ، و(الرئاسة) عملت رايحة وكأن السيد البرير قد أطلق (صرخته) في واد غير مأهول !

الجميع لاذ بالصمت ولم يحرك فيهم ذلك التصريح الخطير ساكناً .. والجهات الحكومية التي عناها (البرير) تكتسح سوق العملة في شراهة غير مسبوقة لشراءً الدولار (وقتها) حتى طار إلى عنان السماء (وقتها برضو) متجاوزاً العشرين جنيهاً مهدداً إقتصاد البلاد بالإنهيار .
العبدلله يعتقد جازماً بأن مضاربة الجهات الحكومية (التي عناها البرير) في الدولار ودخولها في مجال (تجارة العملة) والعمل على رفع سعره هو عمل (منظم ومعروف) بل ومبارك ولو لم يكن كذلك لسعت (الإنقاذ) لمعرفة تلك الجهات وإنزال أقسى العقوبات عليها بدلاً عن ذلك السكوت والذي هو (علامة الرضا) !
الآن والدولار يرتفع سعره بهذا (المتوالية الهندسية) اليومية متجاوزاً كل التوقعات مقترباً من الثلاثين جنيها (لو ما فاتها) نجد أن بعض المسؤولين (عاملين مندهشين) للموضوع ، وهنالك من يسأل عن الأسباب (عامل ما عارف) وهنالك من يعزى الأمر (لمؤامرة خارجية) وهنالك من يعزيه إلى دولة جارة حسدتنا لفك الحظر الأمريكي ، وهنالك من يعزيه إلى مش عارف شنوووو …. الجميع في حالة (إستغراش مصطنع) وعاملين رايحين متناسين تصريح السيد سعود البرير الذي أدلى به قبل أشهر والذي قال فيه : إن إرتفاع سعر الدولار سببه مضاربة جهات حكومية … لكن نحنا ما نسينا !!!

كسرة :
لمن (البرير) قال ليكم دي جهات حكومية سكتوا مالكم؟

• كسرة تحرش : أخبار إنتهاء التحقيقات مع الدبلوماسي المتهم بالتحرش شنووووو؟

•كسرة جديدة لنج : أخبار كتب فيتنام شنو(و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو(و) … (ليها شهرين)

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 92 واو – (ليها سبع سنوات وثمانية شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 51 واو (ليها أربعة سنوات وتلاتة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


تعليق واحد