جعفر عباس

وللضالع كلمة


كتبت هنا قبل أيام قليلة مقالا بعنون »الضالع في خطير الأمور ضالع«، وقلت إن الأمر يتعلق بصديقي الشاعر السعودي خفيف الروح، ضخم البدن )ما شاء الله( محمد بن سليمان الضالع، الذي هجاني بقصيدة عصيدة، جاء فيها:

يا جعفر العباس مالك نابيا
متمسخراً هل ذاك طبع النوبي؟
رفعوك قومي فاستبحت دماءهم
وقذفت كل مثقف بالطوب
ويلمح هنا إلى تكراري القول بأنني عربي بالتجسس )يعني ولا حتى بالتجنس(، لأنني نوبي الأرومة والمنبت واللسان، ثم يحاول الاستدراك في محاولة يائسة لتطبيع العلاقات معي، ولكن هيهات:

لما أردت لك الهجاء تمنعت
مني الحروف وتهت بين دروبي
والنفس بالعذر الجميل تذرعت
ويبدو أن شيطان الشعر رفض تزويده بذخيرة يطخني بها، فكتب نثرا ما يلي مطالبا بحقه في قول ما يشاء عني في نفس الصحيفة التي كتبت فيها عن خربطاته:

لا يختلف اثنان على قدرة الأستاذ جعفر عباس الفذة… وأسلوبه العذب… وعباراته الجميلة… وروعة سخريته، وأزيد لمن لم يحظ ولم تكتحل عيناه برؤيته على الطبيعة أنه ذو طلعة بهية… وقامة شامخة… وجسم نحيل… وهو أبيض من الليل قليلاً… وأنفه أظنه لم يستجب لدعوة أصحاب الكهف فلم ينفرج… أما شعره فأسلاك شائكة، أظن أن )أديسون( ولّد منها الكهرباء فأضاءت نوراً أسود حالكاً… وهو مميز لدرجة أنه لا يخشى عليه من الضياع في الزحام لوجود الأخاديد المتعرجة وحبة الخال/ الخوال الكبيرة في وجنته )فهي سوداء ممتزجة(، وقد روى لي نكتة عن السودانيين قال فيها: إن سودانياً أصيب بالشلل ولم يكتشف ذلك إلا بعد خمسة أيام.
وقد هجا وهجته نفسه فلا يحتاج إلى هجاء من أحد، وعلى ذكر الهجاء أتحداه أن يسرد لي كم هي الحروف الهجائية؟! أظنه سيقول اثنان )آ….ي( ويضع نقاطاً ما بين الألف الممدودة والياء لتكون مجالاً خصباً لتخبطه وتلبطه… وهنا إشكالية وردت عليّ وهي هل )النوبي( نسبة إلى )بلاد النوبة( أم نسبة إلى نوبة تعتريه فيظل يهذي.

ومع هذا كله فإني من هذا المنبر الإعلامي المقروء… وتحديداً من هذه الزاوية المشهورة التي يستفتح بها الكثيرون يومهم، أعلن وأنا بكامل قواي العقلية والجسمية استسلامي وضعفي أمام القائد المظفر والعسكري المحنك والخبير السياسي والاجتماعي والبيولوجي والبيروقراطي وكل )البيوات( الأستاذ الرمز العلم الهامة أبي الجعافر لأني تجرأت على قامته الشامخة والذي أذكر أن قدومه إلى الرياض قبل بضعة أعوام كان فألاً حسنا لأننا، وحسب ظني وبسبب استغاثة صادرة من مخلوق استوطن رأسه العبقري رزقنا بأمطار قوية روت عطش الأرض.
واستجابة لندائه الصارخ )اسكتوا الضالع( ثم اتهامه إياي بالضلوع في أمور خطيرة، والذي كنت أنتظر أن يكون »الاسكات«، بـ)تاء( الفاعل لا )واو( الجماعة، ولمعرفتي ببقية العنوان الذي لم يسمح به عرض العمود والذي هو »تكفون… أويلاه… الفزغة الله يرحم والديكم«، فإنني أعلن عبر هذه الصحيفة عن هدنة مفتوحة مع أبي الجعافر سليل العناتر.
التوقيع: محمد الضالع.

تعقيب مني:
ليس من عادتي أن أتنازل عن الزاوية بكاملها لقارئ، ولكنني صاحب عيال والضالع هذا في واقع الأمر له عدة أضلاع، وله لحية طالبانية في تحدٍّ صريح لفقه الأمركة، فما حيلتي مع إنسان يتحدى بوش وترامب؟ النكتة أعلاه عن السوداني المشلول من فبركاته ولكنها »ولا شيء« أمام ما قاله في حق أهله البدو الذين لا مانع لديّ في التنسيق معهم لاستئصال لسانه وإرساله إلى غوانتنامو وفمه وحده يدينه.
‏‏‏‏

زاوية غائمة – جعفر عبـاس


‫4 تعليقات

  1. اخي جعفر لقد ابتكر الغرب تكنولوجيا الاتصالات لتسهيل التواصل بين الشعوب ونقل العلم بين الشعوب وحتي في ديننا الاسلامي اذا استعصى علينا امر لجاءنا لقوقل .
    الا الشعوب العربية بكل اسف ( ونحن منهم ) استخدمناها لعصبية جاهلية وحسبك ما تنقله قنواتنا العربية من المحيط الى الخليج وهذا الشخص ليس استثناء .

  2. رغم انهم اصحاب اللغة ولكنهم لم يستطيعوا مجاراة استخدامها من غير الناطقين بها

  3. رغم انهم اصحاب اللغة ولكنهم لم يستطيعوا مجاراة استخدامها من غير الناطقين بها
    ولك كل الود والتقدير